الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

الكاتبة المصرية نجلاء علام: نحتاج لِطَرْق مناطق جديدة في أدب الطفل العربي

الإثنين 22/يوليو/2024 - 11:59 ص
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قالت الكاتبة المصرية نجلاء علام إن أدب الطفل في العالم العربي يواجه معوقات عدة تحول دون ازدهاره وانتشاره، وفي مقدمتها مشاكل ارتفاع أسعار الطباعة والتوزيع.

 

وأوضحت علام : "تسببت الزيادات المستمرة في أسعار الورق والأحبار، إلى جانب غياب منظومة توزيع فاعلة في عدم تحقيق الحضور المطلوب لأدب الطفل عربياً، وعدم توفر كتب تلُبي حاجات القراء الصغار وتحقق طموح الكتاب والرسّامين".

 

وأكدت أن الأزمات التي يعيشها أدب الطفل في العالم العربي هي "أزمات مادية يكمن حلها في توفير الدعم اللازم للكُتّاب والناشرين ووضع رؤية تضمن وصول الكتاب لكل الأطفال العرب بكل فئاتهم".

 

وتابعت بالقول إن مخاطبة الطفل تعتمد على مستويين، الأول هو العمل المقدم له،  والثاني: هو الوسيط الذي سيقدم من خلاله العمل. و"علينا في الفترة القادمة أن نطمح إلى تجديد المستويين معا".

 

وأضافت علام المتخصصة بأدب الطفل عن حاضر ومستقبل أدب الطفل في العالم العربي، أن المُتابع لحركة أدب الطفل عربياً يجد أن هناك تركيزا على الاستلهام من التراث وتوظيف القيمة الإيجابية والقصة  المجتمعية  والحكي  الممتع ومعالجة قضايا "منطقتنا" العربية والمشهدية.

 

وأكدت ضرورة التركيز في المستقبل على "الحوار مع مفردات الطبيعة والإنسلاخ من التوجيه المُباشر وطرق مناطق جديدة في أدب الطفل والعمل على تقديم كتب تفاعلية".

 

وحول أهمية حضور التراث في أدب الطفل العربي، قالت الكاتبة المصرية نحلاء علام إن التراث الثقافي يستحق أن يقف عنده كل مُبدع عربي لأنه ثري ومنوع ويُعد البوتقة التي انصهرت فيها القيم العربية بالهوية والشخصية، وهو بالفعل حاضرًا وبقوة في الكتابات الموجهه للطفل.

 

وأشارت إلى أنه تم تناول التراث على مستوى أدب الأطفال بثلاثة طرق: الأولى هي تقديم قصص التراث كما هي بنفس الأحداث والمعالجة التراثية مع التكثيف وتبسيط اللغة، والثانية هي تقديم معالجة جديدة للأحداث التراثية، مع المحافظة على الشخصيات والجو العام الذي تدور فيه الأحداث، والطريقة الثالثة وهي استيحاء المضمون التراثي مع عصرنة الأحداث.

 

وحول رؤيتها لدور المعارض والمؤتمرات والندوات والمهرجانات في خدمة أدب الطفل، قالت علام إن هذه الفعاليات الثقافية لا تفيد الطفل فحسب، بل تفيد أسرته التي تتعرف على عالم رحب يمكن أن يساعدها في إثراء مدارك أطفالها وإقامة حوار معهم، و"هذه الفعاليات تُفيد أيضا  كُتّاب أدب الأطفال لأن عليهم أن يظلوا على تواصل دائم مع جمهورهم من الأطفال لقياس مدى تفاعلهم مع إنتاجهم، الأمر الذي يُمكّن الكُتّاب من معرفة وفهم احتياجات وتوجهات جمهورهم من القراء الصغار و تحديد اتجاه بوصلة  إبداعهم الجديد".

 

وحول رؤيتها لدور الكاتب والمؤسسات الحكومية في النهوض بأدب الطفل في العالم العربي، قالت علام إن الكاتب يعمل الآن "بِنّى ومناول"، وهو مثل مصري معناه أنه يقوم بعمله وعمل غيره، "فهو لا يقدح زناد عقله ليأتي بفكرة مبتكرة يقوم على كتابتها والتطوير فيها حتى يرضى عنها فحسب، بل يحاول أيضاً اختيار الناشر المناسب الواعي لأهمية إخراج كتاب موجه للأطفال في أفضل صورة".

 

وأضافت أن دور المؤسسات الحكومية يتفاوت من دولة لأخرى، منوهة إلى أن بلدان المنطقة العربية بعضها يعاني من آثار الحروب والنزاعات وبعضها يُعاني من أزمات اقتصادية، وأنه على المهتمين بمجال أدب وتقافة الطفل البحث عن بدائل غير مكلفة ماليًا من أجل ازدهاره وتحقيق نهضته.

 

وحول رؤيتها للنهوض بحركة النشر والتوزيع في مجال أدب الطفل، قالت علام إنه لا بد من تسيير مكتبات متنقلة في كل مدن وقرى العالم العربي، والتوسع في إنشاء مواقع الكترونية ومنصات موثقة للأطفال، تقدم لهم المفيد وتسهم في نشر الكتب الموجهة للصغار، وإقامة الجوائز والمسابقات لتحفيز دور النشر على إنتاج كتب في مجالات نوعية ومختلفة للأطفال، والتوسع في إقامة معارض كتب الأطفال على مستوى البلدان العربية.  

 

وحول حضور التراث في كتاباتها، قالت الكاتبة المصرية إن من ينظر لمؤلفاتها وما أصدرته من روايات وكتابات كتلك الموجهة للطفل أو الدراسات التي تدور في فلك ثقافة الطفل، ربما لا يجد التراث حاضرًا بشكل مباشر، ولكنه يمثل ركيزة أساسية في بناء ذاتها الكاتبة، والذات كما تفهمها هنا هي ذات جامعة راصدة، وهي مجموع المدركات عن النفس والوجدان والقيم والانحيازات والتراث والمجتمع.

 

وأضافت أنها تعتقد أن ذاتها الكاتبة استوعبت التراث ولكنها عملت على إعادة تأويله مثلما حدث في رواية "الخروج إلى النهار" التي تناولت مساحة زمنية متسعة منذ آدم وقابيل وهابيل ودور الأنثى في هذا الحدث التأسيسي في بداية البشرية، حيث تقوم الرواية على اِستيلاد معانٍ مختلفة للبشرية منذ فجر التاريخ.

 

يُذكر أن نجلاء علام كاتبة وباحثة مصرية ترأس تحرير مجلة "قطر الندي" الموجهة للأطفال والتي تُصدرها الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، وهي عضو بعدد من المؤسسات المصرية المعنية بالثقافة والفنون بينها النقابة العامة لاتحاد كُتّاب مصر، وأتيليه القاهرة، وسبق لها أن عملت مديرة للإدارة العامة لثقافة الطفل بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة.

 

وسبق لعلام أن تولت رئاسة لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر، وقد صدر لها عدد كبير من المؤلفاتً ما بين دراسة وقصة ورواية ومسرحية.