المبعوث الأممي في اليمن: التصعيد بالمجال الاقتصادي في البلاد يهدد بعودة علنية إلى حرب شاملة
أكد هانس جروندبرج، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، أن مسار التطورات في اليمن منذ بداية العام يسير في الاتجاه الخطأ إذا لم تتم معالجته، فقد يصل إلى نقطة حرجة.
وقال جروندبرج في إحاطته التي قدمها اليوم الثلاثاء، أمام مجلس الأمن، إن "البعد الإقليمي للنزاع في اليمن يزداد وضوحًا، ويُتَرجم التصعيد في المجال الاقتصادي إلى تهديدات علنية بالعودة إلى الحرب الشاملة. كما تزيد جماعة أنصار الله من حدة قمعها للمجال المدني والمنظمات الدولية.
المجال الاقتصادي
وأضاف جروندبرج "وبينما أبدت الأطراف استعدادها للمشاركة في الحوار في المجال الاقتصادي، وهو ما أرحب به، أكرر تحذيري للمجلس من خطر العودة إلى حرب شاملة وعواقبها المتوقعة من معاناة إنسانية وتداعيات إقليمية. لدينا مصلحة ومسؤولية مشتركة لتجنب ذلك".
وتحدث المبعوث الأممي، أنه "قد مضت قرابة سبعة أسابيع منذ أن قامت جماعة أنصار الله باحتجاز ثلاثة عشر زميلًا من الأمم المتحدة تعسفيًا، بالإضافة إلى عشرات من موظفي المنظمات الدولية والمحلية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، وكثير منهم يدعمون عمل الأمم المتحدة. من بين الذين احتجزوا تعسفيًا، هناك على الأقل أربع نساء".
وأردف بالقول "أعلم من خلال تواصلي مع أفراد العائلات أنهم يشعرون بالخوف على مصير أمهاتهم وآبائهم وبناتهم وأبنائهم وأخواتهم وإخوانهم المحتجزين حاليًا فقد مر قرابة شهرين دون معرفة مكان احتجازهم أو الظروف التي يتم احتجازهم فيها. قرابة شهرين، ولم نسمع أي أخبار عنهم. بالإضافة إلى ذلك، فهناك أربعة موظفين آخرين من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان واليونسكو محتجزون منذ فترات أطول، تحديدًا منذ عامي 2021 و2023".
وفيما يتعلق في مسار التصعيد العسكري في البلاد، قال جروندبرج، إن "التصعيد المستمر منذ سبعة أشهر قد بلغ مستوى جديدًا وخطيرًا الأسبوع الماضي".
وعبر جروندبرج عن بالغ قلقه إزاء الأنشطة العسكرية الأخيرة في المنطقة،" بما في ذلك هجوم بالطائرات المسيرة على تل أبيب من قبل جماعة أنصار الله في 19 يوليو، والهجمات الإسرائيلية التي أعقبت ذلك على ميناء الحديدة ومنشآتها النفطية والكهربائية في 20 يوليو".
ولفت المبعوث الأممي إلى أن التطورات الأخيرة تشير" إلى أن التهديد ضد الشحن الدولي يتزايد من حيث النطاق والدقة، وفي الوقت ذاته استمرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في تنفيذ ضربات على الأهداف العسكرية في المناطق التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله".
وقال "من المقلق أنه لا توجد إشارات على خفض التصعيد، فضلاً عن عدم وجود أي حلول في الأفق. هذه التطورات الأخيرة تظهر الخطر الحقيقي لتصعيد مدمر على مستوى المنطقة".
وأضاف "رغم قلقي بشأن المسار العام الذي تسلكه اليمن، يشجعني أن الأطراف قد أبلغتني ليلة أمس أنها اتفقت على مسار لتهدئة دورة الإجراءات والتدابير المضادة التي هدفت لتشديد القبضة على القطاع المصرفي وقطاع النقل".
ورحب المبعوث الأممي، بقرار الأطراف (الحكومة وجماعة الحوثي) لاختيار مسار الحوار، متطلعاً إلى المزيد من العمل معهم لدعمهم في تنفيذ التزاماتهم فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية.
وأردف بالقول "إلا انني أحذر من اننا وقفنا الموقف نفسه من قبل، وأن الأطراف لديها خيار يتعين عليها اتخاذه . هناك قضايا أساسية يجب معالجتها قد تكون الإجراءات المؤقتة بمثابة ضمادات، لكنها لن توفر حلولًا مستدامة ولا يعقل في غياب الحوار المستدام أن تمهد مثل هذه الإجراءات الطريق لوقف إطلاق نار يعم جميع أنحاء البلاد ولعملية سياسية".
ومؤخراً ازداد الصراع في القطاع المصرفي وقطاع النقل الجوي بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، ضمن الحرب الاقتصادية بين الجانبين، فضلاً عن تطور الصراع العسكري بين الحوثيين وإسرائيل، ما أثر على واقع معيشة معظم المواطنين في اليمن، البلد الذي يعاني من الصراع المسلح منذ نحو عشر سنوات.