الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

محلل سياسي أمريكي: هل يستطيع دونالد ترامب استبعاد نائبه جيه دي فانس؟

الأربعاء 24/يوليو/2024 - 10:23 ص
جي دي فانس
جي دي فانس

قال الكاتب السياسي الأمريكي جاكوب هيلبرون رئيس تحرير مجلة ناشونال انتريست الأمريكية إن دونالد ترامب عندما كان مرشحا للرئاسة في عام 2016، قال إنه لن يوظف "سوى أفضل أشخاص في العالم" للعمل في إدارته، إلا أن الحقيقة، بالطبع، هي أن ترامب كان يوجه إشادات لمسؤولي حكومته كرئيس، ثم ينقلب عليهم خلال أشهر. فقد وصف وزير خارجتيه السابق ريكس تيلرسون بأنه "في غاية الغباء" و"غير مستعد وغير مؤهل على الإطلاق ليكون وزير خارجية"، مما أثار السؤال عن السبب في تعيينه في هذا المنصب في المقام الأول. كما وصف مستشار الأمن القومي جون بولتون بأنه "لم يعد لائقا" و"كاذب" في حزيران/يونيو بعدما ظهرت مذكراته. وقد تجاوزت نسبة التغيير فيما وصفته مؤسسة بروكينجز في "فريقه الأول" والذي لم يشمل مسؤولي الحكومة، 92% خلال فترة رئاسته.


وتساءل هيلبرون الباحث البارز غير المقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي في تحليل نشرته مجلة ناشونال انتريست، عما إذا كان جيه دي فانس سيصبح أحدث عضو في إدارة ترامب يتعرض للإبعاد. وأشار إلى انتشار تقارير عن أن ترامب يعيد النظر بشأن فانس (39 عاما) عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو الذي اختاره ترامب ليمثل تغيير الأجيال في الحزب الجمهوري. وقال تيم ألبرتا على موقع "اكس" "الشيء الأكثر إثارة للاهتمام الذي سمعته من حلفاء ترامب أمس هو إعادة النظر في اختيار فانس، الذي اعترفوا أنه تم بدافع الغرور وكان الهدف منه زيادة قاعدة الناخبين وليس إقناع الناخبين المتأرجحين".


ورأى هيلبرون إنه قد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن ترامب لم يكن مستعدا لانسحاب الرئيس جو بايدن من السابق وهو الأمر الذي سمح لنائبة الرئيس كامالا هاريس بالفوز بأغلبية المندوبين الديمقراطيين يوم الاثنين. وأصبح ترامب الذي اختار فانس بناء على توصية من نجله دون الابن غير قادر على التعامل مع التطور الجديد.


وقال هيلبرون إن فانس كان من المفترض أن يعزز قاعدة الحزب الجمهوري في الانتخابات، إلا أنه لن يساعد ترامب في جذب الناخبين المتأرجحين والامهات في الضواحي. وبدلا من ذلك، لقد تعرض للاستهداف بسبب عدد من المواقف، ومن بينها دعمه لتتبع الدورة الشهرية للنساء من جانب وكالات تطبيق القانون في إطار معركته ضد حقوق الإجهاض. وقد اقترح أنه يتعين على النساء اللائي يتعرضن لاعتداء في زواجهن ألا يتركن أزواجهن، حيث قال "هذه واحدة من أخطر الخدع التي قامت بها الثورة الجنسية على الشعب الأمريكي. فقد جعلت تغيير الأزواج أسهل من تغيير ملابسهن الداخلية". وفيما يتوافق مع إعجابه بسياسات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، يعد فانس مؤيدا قويا للإنجاب، حيث يصف السيدات اللائي ليس لديهن أطفال بأنهن "سيدات بلا أطفال يحببن القطط".


واعتبر هيلبرون، أنه لا حاجة لقول إن هذه المشاعر لا تزعج ترامب من حيث المبدأ. ولكن إمكانية مواجهة هاريس في لحظة تشير فيها استطلاعات الرأي إلى أن عددا أقل من النساء سيصوت لصالحه مقارنة بعام 2020، قد تجعله يعيد التفكير في اختياره لفانس. وقد أشارت صحيفة بوليتكو إلى أن "النساء يشكلن الآن 51% من عدد السكان في سن التصويت في الولايات المتحدة وهن يعملن على إظهار تأثير تصويتهن منذ إلغاء قضية رو ضد وايد في حزيران/يونيو 2022 (منذ قرار المحكمة العليا الأمريكية بإلغاء الحكم التاريخي الذي يحمي حق النساء في الإجهاض في قضية "رو ضد وايد" التي رفُعت عام 1973، وظل قائما لنحو خمسين عاما".


وأشار هيلبرون إلى أنه يظل من غير المرجح بالطبع أن يتخلص ترامب من فانس، لأن هذا سيظهر حالة الذعر في حملته الانتخابية ويؤكد القلق القائم بشأن تقلب ترامب وحكمه. إلا أن مشاعر ترامب بشأن فانس من غير المرجح أن تهدأ بسبب تقارير صحفية جديدة بشأن إدانته المتكررة له في عام 2016 لتورطه في اعتداء جنسي.
واختتم هيلبرون تحليله بالقول إنه على الرغم من ذلك فإن بحث ترامب عن نائب جديد له سيسمح له بالتحول إلى الهجوم في تشكيل سياق السباق الذي فقد السيطرة عليه حاليا. أما هاريس فقد نجحت على الأقل، في الوقت الراهن، في جذب الاهتمام الذي يتوق إليه ترامب. وسيفتقد ترامب التنافس ضد بايدن، الآن بعد أن دخلت هاريس السباق، وأصبح السباق حقيقيا.