الشرطة والمتطوعون كلمة السر في أولمبياد باريس 2024
ساعات قليلة وتنطلق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 في باريس وسط مشاركة فاعلة لمجموعة من أبرز الرياضيين على مستوى العالم.
وانطلقت بالفعل بعض المنافسات أمس الأربعاء وفي مقدمتها كرة القدم، لكن باقي المنافسات ستبدأ بعد حفل الافتتاح الذي يقام مساء الجمعة على ضفاف نهر السين في مراسم تحدث للمرة الأولى في التاريخ الأولمبي بعد أن جرت العادة على إقامة حفل افتتاح الأولمبياد داخل الملاعب.
الشرطة والمتطوعون كلمة السر في أولمبياد باريس 2024
وتخطط السلطات الفرنسية لهذا الحدث التاريخي منذ أكثر من ستة أعوام وقد بذلت الغالي والنفيس من أجل تحقيق استضافة ناجحة للدورة الأولمبية التي تعود إلى الأراضي الفرنسية بعد 100 عام من استضافة أولمبياد 1924.
وبدأت استعدادات فرنسا مبكرا لحفل الافتتاح سواء على مستوى الانتشار الأمني وتدريب المتطوعين والمختصين والسائقين وكل من له صلة بأكبر حدث رياضي على مستوى العالم.
وينتشر رجال الشرطة بشكل ملحوظ في جميع أنحاء فرنسا وبالأخص في العاصمة باريس، كما يزيد تواجدهم حول المقرات المستضيفة للفعاليات الرياضية والقرية الأولمبية والمطارات والفنادق والأماكن السياحية والمتاجر والمناطق التي ينشر فيها الأجانب وأيضا حول السفارات وغيرها من المقرات المهمة.
وتدفع فرنسا بأكثر من 50 ألف من رجال الشرطة والأمن بهدف تأمين الأولمبياد التي من المتوقع أن يتوافد عليها أكثر من 15 مليون زائر.
ومن بين المناطق التي تشهد تكثيفا أمنيا غير مسبوق، موقع حفل الافتتاح أمام برج إيفل وعلى ضفاف نهر السين، كما ينتشر رجال الشرطة في ممرات الحدائق وداخل ممرات مترو الأنفاق مع الاستعانة بالحواجز الأمنية أمام المطاعم وعلى الأرصفة لإحكام الأمن.
وعمدت السلطات الأمنية الفرنسية إلى تقسيم المواقع الأولمبية إلى منطقتين، المنطقة الحمراء ويُمنع فيها سير كل المركبات ذات المحركات وستصبح مفتوحة أمام المشاة والمنطقة الرمادية التي تضم مواقع استضافة الفعاليات وموقع إقامة حفل الافتتاح، ويتطلب المرور من تلك المنطقة ضرورة أن يحمل الشخص رمز مرور يثبت أنه يسكن أو يعمل في تلك المنطقة، مع عدم السماح لأي شخص أخر بالولوج إلى تلك المناطق.
واستعانت السلطات الفرنسية برجال شرطة من دول أوروبية مختلفة لمساعدتها على تأمين الفعاليات الأولمبية كما لجأت فرنسا لدول عربية وفي مقدمتها قطر لمساعدتها في تأمين الفعاليات، نظرا للخبرة الكبيرة التي حصلت عليها الشرطة القطرية خلال تأمين كأس العالم لكرة القدم 2022.
ووقع وزير الداخلية القطري الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني قبل أيام اتفاقية تعاون أمني مع نظيره الفرنسي جيرالد دارمانان، تُشارك بموجبها قوات الأمن القطرية في تأمين أولمبياد باريس 2024 وذلك على هامش زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وقال وزير الداخلية القطري في تغريدة عبر منصة "إكس" إن القوات الأمنية القطرية ستشارك في الدوريات المترجلة والخيالة والطائرات المُسيرة بجانب فرق إبطال وإزالة المتفجرات ومكافحة الإرهاب ومكافحة الشغب وإدارة الأمن المدني للأحداث الرياضية الدولية.
كما استعانت السلطات الفرنسية بأعداد كبيرة من المتطوعين تبلغ حوالي 45 ألف شخص، يعملون على مساعدة المشجعين ورجال الإعلام على الوصول لمواقع استضافة الفعاليات خلال الأولمبياد.
وتقل أعداد رجال الشرطة والمتطوعين في أولمبياد باريس عن الأعداد التي سجلت في أولمبياد طوكيو 2020 ، حيث تكفل حوالي 60 ألف رجل شرطة بفرض الأمن خلال الدورة الصيفية الماضية بجانب الاستعانة بحوالي 80 ألف متطوع.
كما لوحظ أيضا أن نسبة كبيرة من المتطوعين ورجال الشرطة لا يتحدثون سوى اللغة الفرنسية وهو الأمر الذي أثر بالسلب ربما على تجربة المشجعين الأجانب.
ووفرت الجهات المعنية في فرنسا كل التسهيلات اللازمة لرجال الإعلام والصحافة منذ وصولهم إلى المطارات، حيث كانت في استقبالهم مجموعة من المتطوعين الشباب الذين يساعدوهم في البداية على إنهاء إجراءات الدخول إلى البلاد ثم استخراج بطاقة تعريف من أجل استخدام كافة وسائل النقل بالمجان والولوج إلى المركز الصحفي الرئيسي في وسط العاصمة باريس وأيضا كافة المقرات الرياضية والملاعب المستضيفة للفعاليات الأولمبية.
وبهدف تقديم تجربة ممتعة للجماهير ورجال الإعلام وفر رجال الشرطة حارات مخصصة لوسائل النقل التي تحمل الصحفيين والجماهير أثناء رحلة الذهاب إلى الملاعب الرياضية والعودة منها، مع حظر سير أي سيارة أو وسيلة نقل أخرى في تلك الحارات.
وحاول بعض الفرنسيين تحقيق استفادة شخصية من إقامة الدورة الأولمبية في بلادهم، من خلال تأجير منازلهم للسائحين الأجانب مقابل مبالغ طائلة، وسافر بعضهم لقضاء إجازة خارج فرنسا مستفيدين من العائد المالي المجزي الذي حققوه.
كما انتعشت حركة السياحة بشكل كبير وهو ما يظهر جليا في وسائل المواصلات المكتظة بالأجانب والشوارع الممتلئة بكل الجنسيات بجانب امتلاء الفنادق عن بكرة أبيها بالنزلاء.
ولكن التجربة لم تكن مربحة لجميع أفراد الشعب الفرنسي، إذ تذمر بعض ملاك المتاجر من ضيق الحال بسبب حالة التشديد الأمني المفروضة في البلاد والتي حالت دون وصول الزبائن إليهم بالشكل المتوقع.