الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

نازحون يتحدثون عن "جحيم خان يونس": كأنه يوم القيامة

السبت 27/يوليو/2024 - 03:54 م
خان يونس
خان يونس

لا يبدو أن أوامر الإخلاء الأخيرة التي وجهها الجيش الإسرائيلي لأهالي خان يونس في قطاع غزة، مشابهة لما سبقها من أوامر، بحسب شهادات النازحين.

 

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن سكان تلك المناطق قصة نزوح لم تكن الأولى، وغالبا لن تكون الأخيرة، في ظل تواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية.


قال مناضل أبو يونس إنه "بينما كان يتصفح هاتفه ويقرأ الأخبار، أمرت القوات الإسرائيلية الآلاف بالفرار من المنطقة التي يحتمي فيها رفقة زوجته"، واصفا هذا النزوح الثامن له بأنه "لا يشبه أي شيء حدث من قبل".


وأضاف: "أبلغتنا القوات الإسرائيلية بأمر الإخلاء عند دخولها المنطقة. بالكاد كان لدينا الوقت لجمع أغراضنا. فر معظم الناس دون أن يأخذوا أي شيء. خلال أوامر الإخلاء السابقة أعطونا يوما أو يومين، لكن هذه المرة لم يكن لدينا حتى نصف ساعة".

 

وفي قصة نزوح أخرى، كان مهنا قديح (43 عاما) من حي خزاعة شرقي خان يونس في رحلته الصباحية المعتادة إلى السوق المحلي لشراء الخضار، عندما بدأ يسمع الناس من حوله يصرخون بشأن أمر الإخلاء.

 

وقال: "بدأت أسأل من حولي، فقالوا إن هناك رسائل مسجلة تصل على الهواتف المحمولة تأمر الجميع بإخلاء المنطقة".

 

أخذ قديح بعض الضروريات وركض إلى المنزل لإخبار عائلته، تحضيرا لنزوحهم الخامس منذ بدء الحرب في القطاع.


وفي بني سهيلة شرقي خان يونس، بدأ يونس وزوجته وأطفاله الستة في جمع أهم ممتلكاتهم قبل النزوح.

 

وقال: "كان القصف خفيفا في البداية، لكن بعد ساعة من أمر الإخلاء اشتد، ثم نزلت القذائف علينا من جميع الاتجاهات. أردت التحرك بسرعة وفجأة كان الشارع مليئا بالناس".

 

وأضاف: "وجدنا الناس يركضون، يتسابقون للفرار وكأن يوم القيامة قد جاء. كان الرصاص يتساقط حولنا كالمطر وأصيب العديد من الناس، دعونا أن نتمكن من الفرار من هذه الكارثة بأمان".

 

وتابع يونس: "نتمنى الموت لكننا نواصل الحياة. نحن متعبون وغير قادرين على الاستمرار. لقد زادت أعمارنا الضعف خلال هذه الأشهر العشرة"، منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023.

 

وقالت امرأة تدعى أمل: "بينما كنا نهرب من القصف رأيت قتلى وجرحى ممددين على الأرض. لم تكن هناك وسيلة لإنقاذهم بسبب القصف المستمر والمكثف".

 

وواجه الآلاف من الناجين مشاكل جديدة في غياب أي مكان يلوذون إليه، في ظل الدمار الهائل الذي لحق بمعظم غزة.

 

وقالت أمل: "لم نتمكن من العثور على مكان للاستقرار بسبب وجود العديد من النازحين. في البداية جلسنا على أنقاض مسجد تم قصفه ونحن الآن في العراء. نحن في مكان بدون ماء، ونضطر إلى السير لمسافات طويلة لشرائه، والطعام نادر للغاية والوضع صعب".

 

وتابعت: "نزحنا مرارا وتكرارا، لكن هذه المرة كانت مختلفة وتم تجريدنا من كل ممتلكاتنا. كانت هذه أصعب الأيام التي مررنا بها في هذه الحرب الوحشية".

 

عشرات الآلاف

الجمعة أفادت الأمم المتحدة أن أكثر من 180 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح خلال 4 أيام من القتال العنيف حول خان يونس، في ظل عملية عسكرية إسرائيلية لاستعادة جثث رهائن من المنطقة.


قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "الأعمال العدائية المكثفة" الأخيرة في منطقة خان يونس، عقب أكثر من 9 أشهر على بدء الحرب، أسفرت عن "موجات جديدة من النزوح الداخلي في جميع أنحاء غزة".


أضاف أن "نحو 182 ألف شخص" نزحوا من وسط خان يونس وشرقها بين يومي الإثنين والخميس، في حين "لا يزال مئات آخرون عالقين في شرق خان يونس".