د.عباس شومان: المراهنات والعملات الرقمية والفيديوهات الهابطة استهداف لأمتنا
أوضح الدكتورعباس شومان الأمين العام لهيئة كبارالعلماء بالأزهرالشريف،في خطبة الجمعة التي نقلتها القناة الأولى من الأزهرالشريف،أن الشرع الحنيف دعانا إلى العمل النافع المنتج الذي ينفع عامله وينفع الناس،وأن بمقداراجتهاد الإنسان في العمل بمقدارما يرتفع شأنه ومنزلته،وأنه كلما اجتهد العاملون في أعمالهم كلما ارتقت الأوطان،وكلما تقاعس الأفراد عن العمل كلما تأخرت الأوطان وافتقرت وخضعت.
وأضاف أن الأعمال المنتجة لها ميادين كثيرة،منها الصحة،والتعليم،والزراعة،والتجارة،والصناعة،وخدمة المجتمع،والإصلاح بين الناس،ورأب الصدع،وتوحيد الصف وغير ذلك،لافتًا أن كل الأعمال المنتجة النافعة مقدرة وفي ميزان الحسنات للإنسان.
وأشار إلى أنه على الجانب الآخرتوجد ميادين ضارة من العمل تذهب هباء منثورًا بل ربما تذهب بصاحبها إلى الناروالعياذ بالله، وأن من هذه الميادين ما هو قديم وبعضها ما هو حديث،ومن هذه الأعمال السحر والحسد، والغيبة،والكذب،والغش،والتدليس، فكل هذه الأعمال محرمة وبعضها من الكبائر،ولكن من هذه الأعمال ما هو حديث لم يعرفه من هم قبلنا ولكن خطورته أشد لسرعة انتشاره عبرشبكة الإنترنت،وقد طالت سطوته الجميع رجالاً ونساءً،وكبارًاوصغارًا،ذلك أن الكثيرين قد يسيئون استخدامها فيتركون الخروج للسعي والعمل ويمكثون في البيت ويعملون على اكتساب المال عبرالإنترنت عبرطرق محرمة أو غيرمشروعة كالمراهنات التي تشبه القمار،والعملات الإلكترونية،والمعاملات المالية المحرمة.
وهناك فريق آخرتحول إلى مخرج ومصورومنتج،يصنعون فيديوهات تنتهك كل القيم والأخلاق وتكشف العورات،وكلما انتهكت المعاييرالأخلاقية كلما حققت الفيديوهات مشاهدات أكبر وبالتالي تحقق عائدًا أكبر،بل وصل الأمرببعض الآباء والأمهات إلى استغلال أبنائهم في هذه الفيديوهات فينشرون الكذب والانهيار الأخلاقي.
وحذر كذلك من تخلي الآباء والأمهات عن مسئوليتهم تجاه رعيتهم،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ،وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ،چ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ،وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ،وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ،وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ،وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ،أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ،وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)متفق عليه.
وتابع قائلا"كان ينبغي على كل من يقدم تلك المحتويات أن يسأل نفسه لماذا تقدم لهم تلك المواقع والتطبيقات تلك الأموال وبالدولارمقابل ما يقدمون من محتوى هابط،وأنه كلما هبط مستوى الأعمال المقدمة،وكلما انتهكت الحرمات وتحققت أعلى نسب مشاهدات كلما زاد المقابل المادي.
وتساءل:ما المقابل لكل هذا المال؟وأجاب"لنعلم أن الله عزوجل قد منحنا عقلا وترك فينا كتابه عزوجل وعندنا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،وعلم السلف الصالح والأزهرالشريف،لذلك كان علينا أن نعرف الإجابة،إنه الاستهداف،نعم هذا هونوع من الاستهداف لمجتمعاتنا لتضييع الشباب والأطفال والرجال والنساء وإبعادهم عن العلم وعن العمل النافع والمنتج، فأصبح المشهد السائد؛لا عمل،ولا قراءة قرآن،ولا ذكر،إنه استهداف فكري لا يقل خطورة عن الاستهداف العسكري،بل أنه يحقق لهم ما فشلوا فيه عبرالاستهداف العسكري،فلننتبه ولنكف أنفسنا ونمنعها من تعريضها لويلات الدنيا والآخرة".
واختتم قائلا"إن بلادنا تحتاج منا السواعد المنتجة،وأن الدول غير المسلمة لم يقعوا فيما وقع فيه شبابنا،فهم يعملون وينتجون،فلنتعهد أنفسنا وأولادنا بالصلاة والتدبروقراءة القرآن وتلقي العلم والقراءة والعمل النافع والإنتاج".