شادية صوت مصر بحكم التاريخ
لم يكن هناك لقب صوت مصر قبل أن تشدو العظيمة شادية بأغنية " ياحبيتي يامصر " ١٩٧٠ من كلمات المبدع محمد حمزه و ألحان العبقري بليغ حمدي.
ومنذ ذلك التاريخ حُفرت هذه الأغنية في قلوب المصريين بل و العرب و أصبحت كما لو كانت النشيد الوطني لمصر و لكن نشيد وطني شعبي و ليس رسمي.
وأصبحت هذه الأغنية تردد في كل مناسبة يُرفع فيها إسم مصر سواء في المحافل الرياضية أو الفنية أو العلمية أو الثقافية، لاعبي المنتخب الوطني يقومون بغناء هذه الأغنية بعد الفوز مع الجماهير الغفيرة في المدرجات، حتي في الأزمات و المحِن التي تمر بها مصر كانت هذه الأغنية هي الأقرب لكل الناس من مختلف الأعمار و الطبقات و الثقافات و الميول السياسية و الفنية أيضاً خاصةً أثناء أحداث يناير ٢٠١١ التي كانت تتردد من كل جموع الشعب المصري حتي الجالسين في بيوتهم.
وبرغم وجود أغاني وطنية كثيرة في منتهي الروعة و الإبداع و العظمة لجميع مطربين مصر و الوطن العربي والكل يسمع هذه الأغاني و يرددها أيضاً من حين لآخر و من مختلف الأجيال إلا أن أغنية " ياحبيبتي يا مصر " هي الأقرب لما فيها من عواطف و مشاعر المحب لحبيبه و تلاحم هذه المشاعر مع المشاعر الوطنية.
ومن هنا كان ولازال صوت مصر شادية، بكل حب و عشق تم إطلاق هذا اللقب صوت مصر علي شادية من كل الناس جمهور و نقاد حتي الفنانين نفسهم ، كل من يريد أن يقول شادية يسبق إسمها بلقب صوت مصر شادية، ولكن في الآوانه الأخيرة أصبح هناك من يحاول نزع هذا اللقب الغالي ليمنحه لكل من أنغام أو شيرين أو أي مطربة أخرى.
وعلي أي أساس يتم منح هذا اللقب لهذه أو لتلك، ومع كامل تقديري لصوت و موهبة أنغام أو شيرين و لكن هناك ألقاب أخرى لماذا كل هذا الإصرار علي هذا اللقب، ولماذا تُشن حرب أحياناً خفيًة و أحياناً على الملأ علي من تحمل هذا اللقب و هناك من يؤيد هذه و هناك من يقف مع تلك، فمن يملك أن يمنح هذا اللقب لأي مطربة مهما كانت مكانتها و أهميتها، ومن تستطيع أن تقف أمام فنانة بحجم و شعبية شادية التي برغم إعتزالها من ٣٠ سنة قبل وفاتها ٢٠١٧ إلا أن صوتها لم يغيب يوماً في الإذاعة و التلفزيون ثم فيما بعد في كل وسائل التواصل الإجتماعي.
وللمرة الثانية مع كل حبي و تقديري للفنانة أنغام التي أحترم مشوارها الفني و تاريخها المميز منذ طفولتها و حتي الآن إلا أن ذكائها الفني لم يكون موفق في موضوع لقب صوت مصر فمن يدخل في منافسة مع شادية حتماً سيكون خاسراً مهما كان، أتمني من الفنانة أنغام أن تنأي بنفسها و فنها عن هذه المعركة الهزلية فهي فنانة كبيرة كصوت و موهبة و مشوار فني مميز، ولا يجب أن ننسي أن من منح شادية لقب صوت مصر هو الجمهور قبل النقاد ، وتم منحها هذا اللقب في وجود عمالقة الأساطير أم كلثوم و محمد عبد الوهاب و عبد الحليم حافظ ، ولم نسمع أو نقرأ أن أي أحد من هؤلاء الأساطير أبدي أي غضب أو إستياء من إطلاق هذا اللقب علي شادية.
رحم الله صوت مصر العظيمة شادية.