القصة الكاملة لأشهر دجاجة في مصر.. الطبيب البرازيلي يكذب كل شئ.. ومدير عام الطب البيطري بالبحر الأحمر: "الطبيب لا يعمل في الحكومة وعيادته غير مرخصة" (صور)

كشف الدكتور محمد حسن، طبيب بيطرى، من منطقة سفاجا المطلة على البحر الأحمر، في الأيام القليلة الماضية، كواليس إجراءه عملية جراحية لدجاجة بعد طلب مواطن سويسري فى مرسى علم، منه إنقاذ دجاجته، لافتاً إلى أن كثير من المواطنين فى الدول الغربية يقومون بتربية حيوانات وطيور غريبة على غرار تربية القطط والكلاب لدينا.

وخرج الطبيب البيطري، بتصريحات مثيرة على وسائل الإعلام بمختلفها، مُعلنًا إجراءه عملية جراحية لإنقاذ دجاجة تعرضت لكسر في قدميها. قبل أن تظهر رواية جديدة مختلفة.

وقال الطبيب، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "التاسعة"، الذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، عبر القناة الأولى بالتليفزيون المصرى، أنه فور إجراء إشاعة على الدجاجة وجد أنها مصابة بكسور فى قدميها ناتجة عن سقوطها من أعلى، مشيرًا إلى أن المواطن السويسري رفض أن يتم ذبحها كون ذلك مؤلم للطيور، كما أنه رفض أيضًا أن يتم حقنها بمادة مخدرة تؤدى إلى موتها، وهو نوع يسمى "الموت الرحيم"، ولكنه طلب إنقاذها.

وأضاف "حسن"، أنه أخبر المواطن السويسرى، بعدم تخصصه فى هذه العمليات ولكنه سيحاول والعملية ستتكلف 7 آلاف جنيه، مشيرًا إلى أنه قضى أكثر من ساعة ونصف لتركيب شرائح ومسامير لها.

وقد أطلق الطبيب البيطري، على الدجاجة اسم "ليسكي" وانتشرت قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إشادة البعض بالطب البيطري في مصر، وتعجب آخرين مما حدث، خاصةً مع إعلانه ارتفاع التكاليف الخاصة بالعملية، والتي بلغت 7 آلاف جنيه وهي مجرد "دجاجة".

وأكد جوليو أرودا، طبيب بيطري برازيلي، على صفحته الشخصية، بإنه هو الطبيب المعالج للدجاجة، وقد أجرى لها العمليتين لإصلاح كسور تعرضت لها،  بسبب سوء المعاملة والتعذيب، واستخدامها أيضًا في طقوس دينية لمعتقد غير معروف.

ونشر الطبيب البرازيلي عددًا من الصور للدجاجة بعد تضميد قدميها فضلاً عن الفحوصات الخاصة بحالتها الصحية، لتوضيح مدى صعوبة العمليات التي أجراها.

وقال "أرودا"، الطبيب البرازيلي:" إن الطبيب المصري استخدم الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي وعيادتي وأدعى إجراء العملية للدجاجة وتلك رواية كاذبة".

وأضاف الطبيب البرازيلي: "حزين لاكتشافي أن شخصًا ما نسب الأمر لنفسه وحاول الحصول على الإشادة في عمل أنجزته مع الطاقم الطبي بالعيادة، فضلا عن استخدامه صورًا للعملية يظهر فيها أعضاء فريقي".

وحاولت لجنة من الطب البيطري في مصر التواصل هاتفيًا مع الطبيب المصري لكنه لم يرد، وفي وقت آخر أغلق هاتفه وصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وقد عثرت ممرضة على الدجاجة في حالة حارجة، واتجهت على الفور إلى العيادة التي يعمل بها الطبيب البرازيلي، لسرعة التدخل.

وتابع أرودا: "أجريت العملية الأولى للدجاجة في 2 سبتمبر الجاري، ثم عملية ثانية بعدها بيومين، لوضع "شرائح مسامير" لمعالجة الكسور الموجودة، وهي الآن في حالة مستقرة، لكن عملية الشفاء تحتاج إلى مزيد من الوقت.

وأشار الطبيب البرازيلي إلى أنه وفريقه لم يتقاضوا مقابلاً ماديًا نظير عملهم، موضحًا أنهم حصلوا على تكاليف العلاج فقط من الممرضة التي جاءت بالدجاجة، رغم أنها ليست شريكة في الجريمة التي جرت للضحية، على حد وصفه.

واستكمل "أرودا" تصريحاته، إلى أن تكاليف العلاج وصلت إلى 200 دولار لكل ساق، مشددًا على أن الربح المادي لم يكن هو الأولوية لديه وفريقه خلال إجراء العمليتين، وكل ما يرغبوا به هو إنقاذ الدجاجة بقدر الإمكان.

ولا توجد معلومات كافية لدى الطبيب المعالج للدجاجة عن الأشخاص الذين فعلوا تلك الجريمة، لكنه يعتقد أنها جرت ضمن طقوس متعلقة بالسحر الأسود في مدينة "ريو دي جانيرو".

ولم تكن تلك المرة الأولى للطبيب البرازيلي التي يستقبل فيها دجاجات لديها إصابات بالغة، حيث تعرض لتلك التجربة لمرات عديدة خلال سنوات عمله في هذا المجال.

ويضيف: "خلال الـ10 سنوات الماضية وصلت إلى عيادتي 5 دجاجات في الظروف ذاتها، إصابات وكسور في الأقدام وباقي الأعضاء، مشيرًا إلى أنه أجري عمليات جراحية لـ 4 دجاجات منهم، لكن المرة الأخيرة هي الوحيدة التي بقت على قيد الحياة وخرجنا بنتيجة إيجابية بعد تثبيت الكسور".

ولم توجه وسائل الإعلام البرازيلية، تركيزها على قصة الدجاجة، وفقًا للطبيب البيطري، رغم انتشارها في الصحف المصرية المختلفة.

ووجه الطبيب البرازيلي، رسالة إلى الطبيب المصري الذي نسب تفاصيل العملية الجراحية لنفسه، قائلاً له: "يجب احترام الزملاء، ومحاولة فهم المبادئ الأساسية للطب التي لا تتفق مع ما فعلته".

ولم يزر الطبيب البرازيلي مصر من قبل، لكنه أكد على رغبته في ذلك قائلاً:"من دواعي سروري السفر إلى مصر".

تحركت إدارة الطب البيطري بالبحر الأحمر، للتأكد من صحة رواية الطبيب المصري بسفاجا، وتبين عدم صدق أحاديثه، وفقا للدكتور فتحي سلمي، مدير عام الطب البيطري بالبحر الأحمر.

وقال الدكتور فتحي سلمي: "هذا الطبيب لا يعمل في الحكومة، وتأكدنا من امتلاكه لعيادة غير مرخصة في مدينة سفاجا، حيث لم يستكمل بعد الأوراق اللازمة لفتحها، مشيرًا أنه تم تشكيل لجنة على الفور للوقوف على سر تصرف الطبيب البيطري، وتمت إحالته إلى لجنة تهذيب من أجل التحقيق معه".

وأكد مدير عام الطب البيطري، أن الإدارة برفقة المحافظة وقوات الأمن قاموا بإغلاق العيادة إلى حين انتهاء التحقيقات، للتأكد من صحة ما فعله الطبيب.