رئيسة إحدى أعظم جامعات العالم احتفى كثيرون بها ثم انقلبوا ضدها
"نعمت شفيق".. وقفت أمام احتجاجات الحرب على غزة فأطاحت بها من رئاسة جامعة كولومبيا
استقالت الدكتورة نعمت شفيق رئيس جامعة كولومبيا ، و المعروفة بـ "منوش شفيق من منصبها وسط جدل حول حرية التعبير بسبب الاحتجاجات التي شهدها الحرم الجامعي على خلفية الحرب في غزة.
و تأتي استقالتها بعد عام واحد فقط من توليها هذا المنصب في الجامعة العريقة بمدينة نيويورك، وقبل أسابيع قليلة من بدء الفصل الدراسي الخريفي.
وأثناء المظاهرات الطلابية في الجامعة في شهر إبريل الماضي ، أصدرت نعمت شفيق تعليمات للشرطة بدخول الحرم الجامعي، ما أدى إلى اعتقال نحو 100 طالب كانوا يحتلون أحد مباني الجامعة. كان هذا الحدث الأول من نوعه الذي يشهد اعتقالات جماعية في حرم كولومبيا منذ احتجاجات حرب فيتنام قبل أكثر من خمسة عقود.
وأوضحت الدكتورة شفيق في رسالة بالبريد الإلكتروني للطلاب وأعضاء هيئة التدريس أن "هذه الفترة أثرت بشكل كبير على أسرتي، كما أثرت على الآخرين في مجتمعنا". وأعلنت أن الدكتورة كاترينا أرمسترونغ، الرئيسة التنفيذية لمركز كولومبيا الطبي، ستتولى منصب الرئيسة المؤقتة للجامعة.
الحياة والنشأة
ولدت نعمت شفيق في مدينة الإسكندرية المصرية عام 1962، إلا أنها لم تعش طويلاً فيها، إذ ما إن بلغت الرابعة - تحديداً عام 1966 - حتى غادرت مع أسرتها مصر بعد تأميم أملاك والدها. ولقد استقرت العائلة أولاً في مدينة سافاناه بولاية جورجيا (جنوب شرق الولايات المتحدة)، ولم يكن من أفرادها من يجيد الإنجليزية سوى الأب.
وتخرجت شفيق من جامعة ماساتشوستس في مدينة أمهيرست بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة، وحصلت على درجة الماجستير في العلوم في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد.
الانجازات المهنية
وكانت شفيق أصغر نائب لرئيس البنك الدولي على الإطلاق، حيث كانت تبلغ من العمر 36 عامًا، وشغلت مناصب بارزة في وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، وصندوق النقد الدولي، وبنك إنجلترا، عادت إلى الأوساط الأكاديمية في عام 2017 كرئيسية كلية لندن للاقتصاد.
مُنحت نعمت شفيق لقب «بارونة» وعيّنت في مجلس اللوردات البريطاني، كما كرمتها الملكة إليزابيث الثانية الراحلة في عام 2015. وهي أيضاً زميلة فخرية في الأكاديمية البريطانية، وكلية سانت أنتوني بجامعة أوكسفورد، وزميل أكاديمية العلوم الاجتماعية.
نجاح شفيق المهني أسهم بالاحتفاء بها عربياً ومحلياً في موطنها الأم مصر، ففي عام 2017، ألقت كلمة بالفيديو أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر الشمول المالي، وكانت حينذاك رئيسة لكلية لندن للاقتصاد.
غير أن الحفاوة التي صاحبت تعيين شفيق انقلبت أخيراً إلى سيل من الانتقادات لموقفها غير المتعاطف مع التظاهرات والاعتصامات الطلابية المطالبة بوقف الحرب على غزة. وبلغ الأمر حد المطالبة باستقالتها قبل إكمالها سنتها الأولى في المنصب.