"دور المؤسسات الدينيَّة في دعم السلام العالمي" .. في ندوة ثقافية بجناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض إندونيسيا
نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض إندونيسيا الدولي للكتاب الإسلامي، ندوته الثقافية بعنوان: "دور المؤسسات الدينية في دعم السلام العالمي من خلال تجربتي جمعيتي نهضة العلماء والمحمدية"، قدَّمها كلٌّ من المفسر الجليل معالي أ. د. محمد شهاب قُريش، عضو مجلس حكماء المسلمين، وزير الشؤون الدينية الأسبق في جمهوريَّة إندونيسيا، وأ. د. عبد المعطي، أمين عام الجمعيَّة المحمديَّة، والدكتور أولي الأبصار عبد الله، ممثل جمعية نهضة العلماء، كما أدار الندوة السيد محمد عارفين مدير مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في جاكرتا.
وقد تناولت الندوة، التي عُقِدَت بالمسرح الرئيسي للمعرض وشَهِدَت حضورًا وتفاعلًا كبيرًا، التجارب الرائدة التي قدمتها العديد من المؤسسات الدينية والدولية في مجال نشر السلام وصناعته، وفي مقدمتها مجلس حكماء المسلمين الهيئة الدولية المستقلة التي تأسَّست في عام 2014 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وعضوية عددٍ من أبرز علماء الأمة وحكمائها ووجهائها ممَّن يتسمون بالحكمة والوسطية والعدالة والاستقلال؛ بهدف تعزيز السِّلم ونشر قيم الحوار وتعزيزها والتسامح والتعايش الإنساني، بالإضافة إلى تجربتي جمعيتي المحمدية ونهضة العلماء المنظمتين الإسلاميتين الكبيرتين في إندونيسيا، اللتين حصلتا على جائزة زايد للأخوة الإنسانية في 4 فبراير 2024، وقد أدَّت طوال فترة عملهما دورًا مهمًّا في تعزيز السلام ليس فقط على مستوى إندونيسيا بل على المستوى الدولي.
وفي بداية الندوة، قال المفسِّر الجليل معالي أ. د. محمد شهاب قُريش، عضو مجلس حكماء المسلمين، وزير الشؤون الدينية الأسبق في جمهورية إندونيسيا، إنَّ مجلس حكماء المسلمين يسعى من خلال جهوده ومبادراته المتعدِّدة إلى نشر قيم السلام وتعزيزه والتسامح والتعايش الإنساني، موضحًا أنَّ المجلس عقد سبع جولات من الحوار بين الشرق والغرب تُوِّجت بتوقيع الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث، وهي وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في العاصمة أبوظبي عام 2019، كما أطلق أكثر من 15 قافلة سلام دوليَّة جابت قارات العالم بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة، ودعوة المسلمين إلى الاندماج الإيجابي في مجتمعاتهم وتحصينهم من الوقوع في براثن جماعات التطرف والإرهاب.
وأضاف معالي أ. د. محمد شهاب قُريش، أنَّ المجلس لديه إيمان راسخ بأهمية دور الشباب في صناعة السلام وتعزيز التعايش الإنساني، فعَمِلَ على إطلاق العديد من المبادرات والأنشطة التي تُسهِمُ تنمية مواهبهم وصقل مهاراتهم ودعم جهودهم في صناعة السلام والتعايش الإنساني، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات بما في ذلك "منتدى شباب صنَّاع السلام"، و"البرنامج العالمي للحوارات الطلابية من أجل الأخوة الإنسانية"، وبرنامج التعليم الأخلاقي، مشيرًا إلى أن المجلس عقد أيضًا العديد من النَّدوات والمؤتمرات الدولية التي ناقشت قضايا وموضوعاتٍ تتعلق بنشر ثقافة السِّلم وتعزيزها والتعايش الإنساني.
بدوره، أكَّد الدكتور عبد المعطي، أمين عام الجمعية المحمدية أنَّ الجمعيات الدينية الكبرى في إندونيسيا مثل الجمعيَّة المحمديَّة وجمعيَّة نهضة العلماء استطاعت بفضل تبنِّيها لرؤية وطنية شاملة ومرنة أن تجمع بين القيم الدينية الأصيلة ومتطلبات الانتماء الوطني، مما أسهم في تحقيق التناغم والتعايش بين مختلف الطوائف بالبلاد، وبناء مجتمع متماسك وموحَّد قادر على مواجهة التَّحديات السياسيَّة والاجتماعيَّة، موضحًا أن التجربة الإندونيسية باتت تُشكل نموذجًا ملهمًا للدول الإسلامية.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور أولي الأبصار عبد الله، ممثل جمعيَّة نهضة العلماء أن نموذج الأخوة الإنسانية الذي قدَّمته جمعية نهضة العلماء في إندونيسيا يُعد من أبرز الأمثلة على الدور الإيجابي الذي يمكن أن تؤديه المؤسسات الدينية في معالجة الصراعات والنزاعات ونشر قيم السلام وتعزيزه والتَّسامح والتعايش الإنساني، مشيرًا إلى أن تجربة إندونيسيا الرائدة في مجال التسامح والتعايش الإنساني؛ حيث تحتضن على أرضها تعدديَّة دينيَّة متنوعة يتعايش فيها الملايين في انسجام اجتماعي متميز.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص للمرة الثالثة على التوالي في معرض إندونيسيا الدولي للكتاب الإسلامي في دورته الثانية والعشرين 2024، الذي يُعقد في الفترة من 14 إلى 18 أغسطس الجاري بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ حيث تأتي مشاركة المجلس انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتَّسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم، ويقدِّم الجناح الذي يقع في قاعة "جي سي سي"، جناح "أيه" و"بي" (JCC hall A&B) أكثر من 220 إصدارًا بلغات مختلفة تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة تعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الفكر الوسطي المستنير.