كريم عبد العزيز.. صاحب مفتاح السينما المصرية
كريم عبد العزيز.. مؤكد أن سماع اسم كريم عبد العزيز أو رؤيته في أي عمل فني أيا كان مساحة الدور الذي يقدمه بأنه سيخطف الأنظار وسيستحوذ على قلوب الجماهير بأقل وأبسط مجهود، وهذا الأمر يتعلق أكثر بمدى القبول الرباني الذي يتمتع به كريم عبد العزيز منذ أن كان طفلا صغيرا مع الزعيم عادل إمام في فيلم المشبوه، في كل مرة ترى بها كريم عبد العزيز يكون هناك شعور بأن وجهه مألوف لديك كأنك ترى أحد من أصدقاءك أو أقاربك أو أخيك الأكبر.
كريم يتميز بطبيعية وتلقائية تجعله قريب من قلوب كل الناس وبنفس الوقت يتميز بطباع والصفات المميزة التي تجعله قريب من الشخصية المصرية، لذلك تشعر أن لقب “واحد من الناس” ليس مجرد اسم فيلم قدمه كريم عبد العزيز بل بالعكس هو بالفعل واحد من الناس بموهبته واحترامه لعقلية جمهوره وطبيعته التي عرفه الجمهور بها وأحبه بها.
لو سننظر إلى المشوار الفني لكريم عبد العزيز النتيجة الوحيدة التي سوف نستنتجها أنه رحلة كفاح ونجاح تستحق أن تدرس بعيدا عن أنه ينتمي لأسرة فنية عريقة ولكن استطاع كريم بذكاءه أن يصل لمكانته بموهبته دون الاعتماد على المكانة الفنية لأسرته، ويكفي أن كريم الفنان الوحيد الذي لم يتم اتهامه بالتمثيل بالواسطة وأن موهبته هي التي فرضت نفسها مع مرور الوقت والسنين بل وتزداد توهجا.
كريم عبد العزيز في بداية مشواره قدم العديد من الأفلام الخفيفة التي بالرغم من جودتها الجيدة ولكنها كانت ليست تلك الأعمال التي تبرز مدى قوة إمكانيات كريم عبد العزيز وقدراته التمثيلية الفائقة، ولكن ذكاء كريم جعله يراهن على فيلم واحد من الناس مع المخرج أحمد نادر جلال، هذا الفيلم أعتبره من وجهة نظري هو بداية انطلاقة الطاقة الهائلة لكريم عبد العزيز لأن هذا الفيلم يعد أول فيلم درامي صرف لكريم عبد العزيز واستطاع كريم بهذا الفيلم أن يذهب إلى مستوى مختلف من نوعية الأعمال التي يقدمها، إلى أن جاءت سنة 2009 عندما قدم ولاد العم الذي يعد أول فيلم أكشن بامتياز لكريم عبد العزيز، واستطاع كريم أن يقدم أداءً مذهلا بكل المقاييس خاصة في مشاهد الأكشن، هذا الفيلم ميزته بأنه جعلنا نكتشف بأن كريم ممثل ممتاز وبارع للغاية في الأكشن.
وتأتي التجربة الاستثنائية على الإطلاق في مسيرة كريم عبد العزيز وهو فيلم الفيل الأزرق الذي وضعه في مكانة مرموقة واستثنائية على الساحة الفنية، وأن هذا الفيلم بمثابة اكتشاف جانب جديد لكريم عبد العزيز لم يرى من قبل، إلى جانب تقديمه الجزء الثاني من مسلسل الاختيار وكريم كان بالفعل متفوق على الكل بلا استثناء لأن كان دائما اعتادنا رؤية شخصية ضباط الشرطة في انفعالات مبالغ بيها، ولكن كريم استطاع أن يقدم شخصية ضابط الأمن الوطني بأداء يمتاز بالنضج والرزانة والاحترافية والذكاء.
ثم تأتي مشاركته في كيرة والجن، من هنا أدركت مدى ذكاء كريم وثقته بنفسه وبنجوميته ومكانته الفنية، لأن نادرا أن نجد نجمين في الجيل الحالي يجتمعان سويا بحجة أنه ينجح وحده، ولكن ذكاء كريم كان في قبوله مشاركة الفيلم مع نجم يعد منافس له بقوة وهو الفنان أحمد عز اللذان قدما ثنائية عظيمة للغاية والجميع يتمنى رؤيتهما سويا في الكثير من الأعمال، ثم مسلسل الحشاشين الذي يعد ذروة النضج والتوهج الفني لكريم عبد العزيز لأن كريم بهذا المسلسل من وجهة نظري هو قدم الدور الأعظم له على الإطلاق من خلال تجسيده لشخصية حسن الصباح، حقيقي كنت في حالة ذهول في كل لقطة يظهر بها كريم حتى لو كان مشهد صامت بل يستطيع أن يخطف الأنظار بأقل مجهود لديه.
أخيرا وليس آخرا.. كريم عبد العزيز هو بالفعل يستحق أن يكون أهم نجم في السينما المصرية في الوقت الحالي، كريم عبد العزيز هو موهبة كبيرة يديرها عقل شديد الذكاء، كريم عبد العزيز صنع ولا زال لديه الفرصة لصنع رصيد فني مميز يثري من خلاله السينما والدراما المصرية، كريم عبد العزيز بالفعل هو امتداد لجيل العظماء مثل أحمد زكي ومحمود عبد العزيز ونور الشريف، كريم عبد العزيز بالفعل هو المثال الحقيقي للاستمرارية والذكاء والنضج الفني، كريم عبد العزيز خلاصة الكلام الذي ممكن أن يقال عنه هو موهبة مصرية بمقاييس عالمية، وأريد أن أستعين بلقبه في مسلسل الحشاشين ( صاحب مفتاح الجنة )، بل أريد أن أقول أن كريم عبد العزيز هو صاحب مفتاح السينما المصرية بلا منازع.