الكرز من فاكهة شعبية بألمانيا إلى تراجع استهلاكها
يبدو أن الألمان فقدوا شغفهم بالكرز. وهذا التغير في الأذواق يعد مثيرا للدهشة، لأن الكرز يقع في قلب الكثير من الأطباق والحلوى الألمانية. بل إن هذه الفاكهة الصيفية أصبحت جزءا من اللغة الألمانية.
ولكن هذا الشغف الألماني تغير، وتشير بيانات إحدى الجمعيات الزراعية إلى أنه للعام الرابع على التوالي، صار الألمان يتناولون كميات أقل من الكرز بصوره المختلفة مقارنة بالسنوات السابقة.
كما تشير بيانات الوكالة الألمانية الفيدرالية للأغذية والزراعة، إلى أن الفرد الألماني تناول 7ر1 كيلوجرام من الكرز العام الماضي، بمعدل يقل بمقدار نصف كيلوجرام عما كان يتناوله في العام السابق، وبمقدار كيلوجرام واحد عما كان يتناوله منذ خمسة أعوام، وتشمل البيانات فاكهة الكرز المعلبة والمجمدة والعصائر المستخرجة منها.
وتدور التساؤلات حول تراجع استهلاك الكرز، فهل يمكن أن تتمثل المشكلة في الظواهر المناخية المتطرفة، أو أن السبب يرجع إلى ارتفاع الأسعار، أو ربما لتغير الأذواق؟
وتعليقا على هذا يقول توماس إلروت عالم النفس الغذائي بجامعة جوتنجن "ربما صار الكرز فاكهة عتيقة لا تتماشى مع الأذواق العصرية، وأصبح فاكهة معقدة للغاية بالنسبة لكثير من المستهلكين".
ويشير إلروت إلى ظهور عدد قليل من الوصفات الجديدة الفاخرة التي تحتوي على الكرز في الآونة الأخيرة.
ويوضح إلروت قائلا "فاكهة الكرز معقدة للغاية لأن كل واحدة منها بداخلها نواة".
ويضيف إن "أي شخص قام بإعداد مربى الكرز، يعلم مدى صعوبة إخراج النوى من الكرز مسبقا، وهذا يمثل عيبا حقيقيا في هذه الفاكهة المحلية".
ويلاحظ أن الإقبال على تناول الكرز تراجع منذ فترة، أمام أنواع أخرى من الفواكه الأكثر شعبية في ألمانيا، فيتصدر التفاح القائمة حيث يستهلك الفرد الألماني 20 كيلوجراما من التفاح سنويا، برغم أن هذه الكمية تقل بمقدار أكثر من خمسة كيلوجرامات عن الاستهلاك السائد قبل خمس سنوات.
ويأتي في القائمة بعد ذلك الموز والعنب والفراولة والخوخ، فهل يمكن أن يتجه الألمان إلى تناول التوت البري بدلا من الكرز؟
وهناك من الخبراء من يرى أن المشكلة تكمن في ارتفاع سعر الكرز، مثل هنريك فلاشوفسكي رئيس معهد أبحاث البساتين بمعهد يوليوس كون بمدينة دريسدن.
ويقول "أعتقد أن الكرز مرتفع السعر للغاية في الوقت الحالي بالنسبة للمستهلكين، ويضيف إن السبب في ارتفاع سعره يرجع إلى زيادة تكاليف العمالة والطاقة، بالإضافة إلى الصقيع الذي ضرب المحصول خلال فترة التزهير، بالإضافة لارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج المستوردة".
ويضيف فلاشوفسكي إن الفاكهة الطرية خاصة التوت البري أصبحت أكثر شعبية".
