في خطوة لاستقطاب ناخبي الحزب المنافس.. "هاريس" تتعهد بتعيين جمهوري في إدارتها
في عالم السياسة الأمريكية الذي يشهد استقطابًا حادًا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تبرز كامالا هاريس –نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، ومرشحة الحزب الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية المقبلة- بنهجها الذي يسعى إلى تقريب وجهات النظر المختلفة.
وفي خطوة تُعَد جريئة في هذا السياق، تعهدت "هاريس" بتعيين جمهوري في حكومتها إذا تم انتخابها رئيسة للولايات المتحدة، وهذا الالتزام بتنوع الآراء ليس مجرد شعار انتخابي، بل جزء من مسيرتها المهنية التي تميزت بالدفاع عن تعدد وجهات النظر في صناعة القرار.
وبينما تواصل هاريس حملتها الانتخابية، تبرز فكرة تعيين عضو جمهوري في حكومتها كجزء من رؤيتها الشاملة لتوحيد البلاد وتقريب وجهات النظر المتباينة، وفي ظل الاستقطاب السياسي الحالي، يعد هذا التعهد خطوة جريئة نحو حكومة أمريكية أكثر تنوعًا وشمولية.
التزام بالتنوع
في مقابلة حديثة مع شبكة "سي إن إن"، أعلنت "هاريس" أنها تخطط لتعيين جمهوري في حكومتها إذا فازت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأوضحت أن هذا القرار ينبع من إيمانها العميق بأهمية تنوع الآراء والخبرات في اتخاذ القرارات الوطنية المهمة.
وصرحت قائلة: "لقد أمضيت مسيرتي المهنية في الدعوة إلى تنوع الآراء... وأعتقد أنه من مصلحة الجمهور الأمريكي أن يكون لديّ عضو في حكومتي من الجمهوريين".
خطوة ليست جديدة
هذه الخطوة ليست جديدة على الساحة السياسية الأمريكية؛ إذ سبق أن عيّن الرئيس الديمقراطي باراك أوباما عددًا من الجمهوريين في حكومته، مثل راي لاهود وزيرًا للنقل وروبرت جيتس وزيرًا للدفاع.
وأيضًا، عيّن الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب –منافس هاريس في الانتخابات المقبلة- ديمقراطيين في مناصب حكومية، مثل روبرت وورك الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع في إدارة أوباما واستمر في إدارة ترامب.
ردود وانتقادات
وواجهت هاريس بعض الانتقادات من الجمهوريين بسبب قلة ظهورها الإعلامي منذ أن أصبحت المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي، بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي.
كما تعرضت لهجوم متكرر من "ترامب" لعدم حديثها بشكل مطول مع وسائل الإعلام، ومع ذلك، تؤكد هاريس أن قيمها ومبادئها السياسية ظلت ثابتة على الرغم من التطورات والتغيرات التي طرأت على بعض مواقفها السياسية.
موقفها من القضايا السياسية
أكدت هاريس في المقابلة أن قيمها ظلت ثابتة على مر السنين، حتى مع تغير مواقفها من بعض القضايا مثل التكسير الهيدروليكي، وعلى الرغم من أنها كانت تؤيد حظر هذه التقنية خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2020، إلا أنها أوضحت أنها لم تغير موقفها من أزمة المناخ.
ولفتت إلى أن إدارة بايدن حققت نجاحًا كبيرًا في تمرير قانون خفض التضخم، والذي تضمن إنفاقًا كبيرًا لمكافحة تغير المناخ، مؤكدة: "لقد اعتقدت دائمًا أن أزمة المناخ حقيقية، وأنها مسألة ملحة يجب التعامل معها بجدية".
كما تطرقت هاريس إلى مسألة تأمين الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مشيرة إلى عملها كمدعية عامة في كاليفورنيا في مكافحة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود، وأوضحت أنها ظلت متسقة في مواقفها تجاه ضرورة تأمين الحدود وحماية الأمن القومي.