هبة عوف: الزواج واجب وليس فرضا وعدم الإنجاب يجوز في هذه الحالة
أكدت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، أن الزواج ليس فرضًا في جميع الأحوال، بل هو يندرج تحت الأحكام الخمسة التي قد تكون واجبة، مكروهة، مندوبة، أو مستحبة حسب حالة الشخص.
الزواج ليس فرضًا
وأوضحت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، فى تصريحات لها، أن الزواج قد يكون فرضًا إذا كان الشخص يفتقر إلى القدرة الجسدية، ولكن الأمر يختلف بناءً على الظروف الفردية.
فيما يتعلق بالإنجاب، شددت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، على أن القول بعدم الإنجاب بشكل عام ليس صحيحًا، حيث أن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل في توازن المجتمع، مشيرة إلى أن هناك حالات خاصة يجب أخذها في الاعتبار، على سبيل المثال، إذا كانت هناك مصلحة خاصة أو ضرر محدق بالزوجة، مثل حالة صحية قد تؤدي إلى مخاطر كبيرة في حال الحمل، فيجوز للزوجين اتخاذ قرار بعدم الإنجاب بناءً على تقييمهما المشترك.
وأشارت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف إلى أهمية الاتفاق بين الزوجين في مثل هذه الحالات، مؤكدة أنه لا يمكن لأحد الطرفين اتخاذ القرار بشكل منفرد، موضحة: "يجب أن يكون القرار مبنيًا على المصلحة المشتركة للزوجين، وعلى المستوى العام، من الضروري أن نسعى إلى إنجاب الأطفال وتربيتهم بشكل صحيح".
وتابعت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف: "نريد أن نأخذ الدين بنظرة إيجابية وجميلة، في حالات المشاكل الخاصة، لا تعمم الأحكام الشرعية، ولكن يجب علينا الاهتمام بتربية الأبناء بطريقة تتماشى مع القيم الإسلامية"، مؤكدة على أهمية التخطيط الجيد لتربية الأبناء، من اختيار المدارس، وطرق التعليم، إلى حفظ القرآن وتعليم السنة النبوية.
طاعة الزوج رغم عدم تحمله للمسؤولية
وفي وقت سابق، أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة تدعى فاطمة، حول: "أريد نصيحة بخصوص مسألة عدم تحمل بعض الأزواج للمسؤوليات، كيف يمكننا التوفيق بين دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لطاعة الزوج واحترام مقامه؟".
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الأحد: “الزوج المثالي هو الذي يتحمل مسؤولياته كاملة، لكن المشكلة تكمن أحيانًا في التربية، بعض الأزواج لم يتحملوا المسؤولية منذ صغرهم، حيث كان يتم تدليلهم من قبل عائلاتهم، ربما لم يتحملوا أي مسؤولية حقيقية، وكان كل شيء يتم اتخاذه بالنيابة عنهم، من اختيار الشريك إلى تجهيز البيت”.
وتابع الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: “التربية تلعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر، من الضروري أن يُعلم الأطفال من سن مبكرة تحمل المسؤولية، على سبيل المثال، يجب ألا يتحمل الوالدين حمل الشنطة المدرسية عن الطفل، يُفترض أن يتحمل الطفل مسؤولية متعلقاته منذ الصغر، حتى يكون قادرًا على تحمل المسؤوليات عندما يكبر”.
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إلى أن: “عندما ينشأ الطفل وهو متعلم لتحمل مسؤولياته، سيتعلم كيف يتخذ قرارات صحيحة ويتحمل عواقبها، إذا تم تعليمه كيفية التعامل مع المسؤوليات منذ الطفولة، فإنه سيكون أكثر استعدادًا لتحمل مسؤولياته كزوج وكأب في المستقبل”.
وأوضح الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: “إذا كان الأبناء يتخذون قرارات ويُراقبون نتائجها، فإنهم يتعلمون من أخطائهم وينمون تدريجياً ليصبحوا قادرين على قيادة أسرهم بفعالية”.
واختتم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلاً: "يجب علينا كآباء وأمهات أن نمنح أبنائنا مساحة من الحرية في اتخاذ القرارات ونراقب نتائجها. هذا سيساعدهم على أن يصبحوا أفرادًا ناضجين وقادرين على إدارة حياتهم بشكل أفضل."