الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

انتحار طفل بسبب معاناة وقهر أسري.. ووالده يروي تفاصيل مؤلمة

الإثنين 09/سبتمبر/2024 - 01:24 م
محمود الطفل المنتحر
محمود الطفل المنتحر

«اسلام النهارده انتحر».. بهذه الكلمات الصعب ونشر بعد الصور لطفل صغير كشفت «تيريزا سعيد» تفاصيل قصة تمثل مأساة حقيقية عن طفل صغير لم يعرف سوى الألم والقسوة منذ نعومة أظافره. 

 انتحار طفل صغير

«كان ولد شاطر اوي ونفسه يتعلم ونفسه يرجع المدرسك نفسه يكمل تعليمه» تصف  «تيريزا» احد رواد مواقع التواصل الاجتماعي  حلم الطفل المنتحر  والتي كانت على تواصل معه قبل رحيله، مؤكده انه طفل ذكي وحالم، كانت لديه أحلام بسيطة مثل العودة إلى المدرسة واستكمال تعليمه، لكنه وُضع في مواجهة حياة صعبة بسبب اصرار والده على تحميله  المسؤولية في سن مبكرة.

 

قبل رحيله تعرض الطفل المنتحر للعنف والقهر الاسري الذي جعله يفق. الأمل في الحياة، حيث تتابع «تيريزا» عبر صفحتها على الفيسبوك: «بس للأسف طفل زي ده لسه في بداية عمره شاف من قسوه الأهل والعنف اللي يخليه ياخد قرار زي كده وينهي حياته».

 

 رغم المحاولات التي بُذلت لمساعدته وإعادته إلى مسار التعليم إلا ان والده كان يمنع كل هذه الطرق بسبب الـ 100 جنيه الذي كان يحصل عليه والد الطفل مقابل عمل شاق يقوم به الصغير،  تستكمل «تيريزا»:« اخر مكالمه بيني وبين أخته كنا بنرتب ناخد ورق المدرسه علشان يرجع بس بسبب 100 ج لازم يشتغل ويجيبها كل يوم ماكنش ليه حق لا يخرج ولا يتعلم، اخر رحله معانا كان فيها كانت كيدزانيا جه معانا وكان فرحان اوي  أنه هيخرج».

 

حلم الطفل بالتعليم  كان على وشك الحدوث قبل انتحاره بساعات قليله لكنه لم يستطع تحمل المزيد من العنف الأسري على يد والده، تضيف «تيريزا»: «امبارح بالتحديد كنت بكلم الميس اللي هتشتغل معاه تقويه علشان علي الاقل يبقي بيعرف يقرا كويس انا محبطه اوي الولد كان حقيقي جميل اوي وذكي جدآ كان جواه كتير اوي امبارح بالتحديد كنت بكلم الميس اللي هتشتغل معاه تقويه علشان علي الاقل يبقي بيعرف يقرا كويس».

 

تتذكر تيريزا اول  لقاء لها مع الطفل الراحل قائله: «اول مره أشوفه كان معاه تليفون غالي لفت نظري لبسه البسيط  سألته مين جابلك  التليفون ده قالي انا بشتغل واشتريته بالقسط علشان كان نفسي فيه.. سألته بتروح مدرسه ؟.. قالي لا علشان الشغل ابويا شغلني علي كساره بلاستيك ويوميتي ١٠٠ جنيه بشتغل انا وهو ياخدها لكن التليفون بعدها أبوه اخده من وراه طبعا علشان الهلباب اللي بيشربه وباعه وفضل محمود يكمل الأقساط طبعا هو اخواته».

 

في نهاية منشور تيريزا كشفت عن أسم الطفل المنتحر وعن آخر لقاء جمعهم، موضحة معاناة الصغير: «محمود (اسمه الحقيقي )حضر معانا تدريب هو و٤ اطفال من الحي الولد كان مبهر اوي عنده وعي وذكي كان فرحان بأن بيعمل حاجه تفرح وبأنه خرج بره العالم بتاعه لعالم تاني بيتكلم فيه وحد بيسمعه.. اخر رحله رحناها كان أبوه مش عايز يوديه أخته قالت اول ما ابويا ينزل  هنزله من وراه حتي لو هنضرب ...فضلنا مستنينه ومارضناش نمشي ولا نتحرك لحد ما جه وركب معانا وراح معانا كيدزانيا».

 

كانت الضغوط المستمر التي تعرض لها الطفل  من والده أقوى من قدرته على التحمل لذي قرر الانتحار.