94 عامًا على ميلاد صالح سليم..أسطورة جمعت بين الكرة والفن "تقرير"
تحل اليوم الذكرى الـ 94 لميلاد أسطورة الكرة المصرية صالح سليم، الذي وُلد في 11 سبتمبر 1930 ورحل عن عالمنا في 6 مايو 2002 بعد صراع مرير مع المرض.
يُعد صالح سليم من أبرز الشخصيات الرياضية في تاريخ مصر، حيث أسس لنفسه مكانة خالدة داخل جدران النادي الأهلي، كلاعب ومدير كرة ورئيس نادي، فضلًا عن نجاحه في ترك بصمة في عالم السينما المصرية.
المسيرة الرياضية لصالح سليم من لاعب إلى رئيس نادي
التحق صالح سليم بصفوف الناشئين في النادي الأهلي عام 1944، ومنذ تلك اللحظة وحتى رحيله، قضى أكثر من 55 عامًا داخل النادي، متنقلًا بين مختلف المناصب.
بداية مسيرته كانت كلاعب، حيث ساهم في تحقيق إنجازات لا تُنسى مع "المارد الأحمر". فقد شارك في 15 بطولة دوري مصري، وحقق الفوز بـ 11 منها، إضافة إلى 8 ألقاب في كأس مصر.
واستمر تألقه كلاعب ليسجل 101 هدفًا خلال مسيرته الكروية، منها 92 هدفًا بقميص الأهلي و9 أهداف خلال فترة احترافه القصيرة مع فريق جراتس النمساوي.
من بين إنجازاته الفردية كان تسجيله لرقم قياسي بتسجيل 7 أهداف في مباراة واحدة أمام الإسماعيلي، وهو رقم لم يُكسر حتى الآن.
بعد اعتزاله كرة القدم عام 1967، تولى صالح سليم رئاسة النادي الأهلي عام 1980 وحتى 1988، ليصنع أمجادًا إدارية موازية لإنجازاته كلاعب. في فترة رئاسته، حصد الأهلي 13 لقبًا في الدوري، و9 ألقاب في كأس مصر، و3 بطولات دوري أبطال إفريقيا، إلى جانب 4 ألقاب في كأس الكؤوس الإفريقية والعربية، والبطولة الأفروآسيوية.
صالح سليم رمز الأهلي ومؤسس شعار "الأهلي فوق الجميع"
يُعتبر صالح سليم أول من أطلق شعار "الأهلي فوق الجميع"، الشعار الذي يعبّر عن فلسفة النادي القائمة على التفاني والعمل الجماعي.
وبفضل شخصيته القيادية وكاريزماه الفريدة، ظل صالح سليم أحد أبرز الرموز الرياضية التي رسخت هذا الشعار، وأثرت في بناء النادي الأهلي ليصبح نادي القرن في إفريقيا.
صالح سليم من الملاعب إلى السينما
لم تقتصر موهبة صالح سليم على الملاعب فقط، بل امتدت لتشمل عالم السينما. بفضل شعبيته الكبيرة ووسامته، رشحه الفنان أحمد رمزي للمشاركة في فيلم "السبع بنات" عام 1961 أمام نادية لطفي وسعاد حسني، لتبدأ علاقته بعالم الفن.
إلا أن الدور الذي لفت الأنظار إليه حقًا كان في فيلم "الشموع السوداء" عام 1962، حيث قدّم دور البطولة إلى جانب المطربة نجاة الصغيرة.
ورغم نجاحه السينمائي، صرّح صالح سليم في مقابلة إذاعية نادرة بعنوان "حديث الذكريات" أنه لا يجيد التمثيل، وأن دخوله عالم السينما كان بدافع التجربة فقط، ولم يرغب في تكرارها.
رحلة كفاح صالح سليم مع المرض
في عام 1998، اكتشف صالح سليم إصابته بسرطان الكبد خلال فحوصات دورية، ليبدأ رحلة علاج شاقة. رغم تفاقم حالته الصحية، التزم صالح بالعلاج الكيماوي الموضعي الذي اقترحه الأطباء، بجانب علاج حراري، إلا أن مرضه كان معقدًا بسبب إصابته السابقة بفيروس سي.
على الرغم من تكرار سفره إلى لندن لمتابعة حالته الصحية، رفض صالح الإفصاح عن مرضه للجمهور، مفضلًا الاحتفاظ بتفاصيل مرضه لنفسه، رغم الاتهامات التي وُجهت له بالإهمال في إدارة النادي.
وفاة المايسترو صالح سليم ونهاية رحلة حافلة بالإنجازات
مع تفاقم المرض وانتشاره إلى الأمعاء، تدهورت حالة صالح الصحية بشكل كبير، وأُجريت له عملية استئصال لأجزاء من الأمعاء، إلا أن حالته استمرت في التدهور حتى دخل في غيبوبة متقطعة.
وفي صباح يوم 6 مايو 2002، رحل صالح سليم عن عالمنا عن عمر يناهز 72 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا رياضيًا وإداريًا كبيرًا. شيّع جثمانه مئات الآلاف من المصريين، في وداع يليق بأسطورة قدّمت الكثير لكرة القدم المصرية.
صالح سليم سيظل دائمًا رمزًا خالداً في تاريخ النادي الأهلي والكرة المصرية، بما قدمه من إنجازات كلاعب وكإداري، فضلًا عن دوره في ترسيخ القيم والمبادئ التي يتبعها الأهلي حتى يومنا هذا.