الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

نقص الأنسولين أزمة تهدد مرضى السكري في مصر

الآلاف في انتظار الانفراجة.. نقص الأنسولين أزمة تهدد مرضى السكري في مصر

الخميس 12/سبتمبر/2024 - 01:56 م
نقص الأنسولين أزمة
نقص الأنسولين أزمة تهدد مرضى السكري في مصر

يتزايد الحديث عن أزمة نقص الأنسولين، حيث يعيش الآلاف من مرضى السكري حالة من القلق والخوف بسبب غياب هذا العلاج الحيوي عن رفوف الصيدليات والمستشفيات.

نقص الأنسولين أزمة تهدد مرضى السكري في مصر

وفي ظل هذه الظروف، ترتفع أصوات المرضى وأسرهم مطالبين بحلول عاجلة تنقذ حياتهم وتحسن نوعية حياتهم المتدهورة نتيجة انقطاع العلاج.

نقص الأنسولين أزمة تهدد مرضى السكري في مصر

محمد علي، الأب الذي يقف عاجزًا أمام مرض ابنته، الطفلة التي تبلغ من العمر 9 سنوات، تعاني من السكري من النوع الأول، يعبر عن إحباطه وشعوره بالعجز قائلاً: "منذ أسابيع وأنا أبحث في كل مستشفى عن جرعات الأنسولين  اللازمة لابنتي، لكن دون جدوى، وحياتها تعتمد على هذا العلاج، والآن لا أعلم كيف يمكنني أن أستمر في رعايتها بدون الأنسولين ".

يصف محمد كيف أصبح عليه التنقل بين المستشفيات والعيادات في أنحاء القاهرة دون أن يجد العلاج، ويقول: "كلما طرقت بابًا، يقولون لي: لا يوجد أنسولين، وحتى عندما أتمكن من الحصول على بعض الجرعات من الصيدليات الخاصة، فإن السعر يكون باهظًا".

وأزمة الأنسولين ، ليست مقتصرة على محمد وابنته فقط، فهي تؤثر على آلاف المرضى المسجلين ضمن نظام التأمين الصحي.

زيادة في الطلب ونقص حاد في الإمدادات 

وتشير التقارير إلى أن نقص الأن سولين  يعود إلى مشكلات في سلاسل التوريد، إضافة إلى ارتفاع الطلب على الأنسولين ، مما يزيد من تفاقم الأزمة.

في هذا السياق، تقول الدكتورة نادية حسن، طبيبة متخصصة في أمراض السكري في إحدى مستشفيات التأمين الصحي: "نحن نشهد زيادة مستمرة في عدد المرضى الذين يحتاجون إلى الأنسولين ، في الوقت الذي نواجه فيه نقصًا حادًا في الإمدادات، وبعض المرضى يضطرون لتخفيض جرعاتهم أو حتى الامتناع عن تناول العلاج، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية".

تضيف الدكتورة نادية أن بعض الحالات التي تأتي إليها تكون في حالة حرجة نتيجة نقص العلاج، وتقول: "أحيانًا يصل المرضى إلى المستشفى في غيبوبة سكري بسبب عدم تناول الأنسولين ، وهذا يعرض حياتهم للخطر بشكل كبير".

وفي ظل أزمة نقص الأنسولين ، فإن المرضى بين مطرقة المرض وسندان التكلفة، ويضطر بعض المرضى إلى شراء الأنسولين  من الصيدليات الخاصة، في ظل نقص الإمدادات في المستشفيات الحكومية، حيث تكون الأسعار مرتفعة.

أحمد عبد الفتاح، عامل بسيط يعاني من السكري، يتحدث عن معاناته قائلًا: "راتبي لا يتجاوز 3000 جنيه شهريًا، ولكنني الآن أضطر لدفع ما يقارب نصف هذا الراتب لشراء الأنسولين ؛ فكيف لي أن أوفر باقي احتياجات أسرتي؟!".

ويواجه أحمد الآن خيارات صعبة بين توفير علاج الأنسولين  لنفسه أو تأمين احتياجات أسرته اليومية: "أحيانًا  أضطر لتخفيض الجرعة، وهذا بالطبع يؤثر على صحتي، لكن لا أملك خيارًا آخر، والأدوية باهظة الثمن، والتأمين الصحي لا يوفرها".

جهود حكومية لحل الأزمة: هل تكفي؟

وعلى الرغم من أن وزارة الصحة أعلنت في عدة مناسبات أنها تعمل على حل مشكلة نقص الأنسولين ، إلا أن الواقع على الأرض لا يزال مختلفًا.

وتشير التقارير إلى أن هناك تحركات لإيجاد حلول جذرية لأزمة نقص الأنسولين ، بما في ذلك زيادة استيراد الأنسولين  وتطوير خطوط إنتاج محلية لتلبية الطلب المتزايد.

نقص الأنسولين أزمة تهدد مرضى السكري في مصر

ومع ذلك، يعتقد العديد من المرضى أن هذه الجهود لا تزال غير كافية.

وتقول سعاد مصطفى، التي تعاني من السكري منذ 10 سنوات: "نسمع كثيرًا عن الوعود، لكن الواقع مختلف تمامًا، نحن بحاجة إلى حلول فورية، ليس لدينا وقت للانتظار".

التأثير النفسي والاجتماعي

بالإضافة إلى الأعباء الصحية، يعاني المرضى من تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة جراء نقص الأنسولين ، والخوف المستمر من عدم القدرة على توفير الأنسولين  يؤدي إلى مشاعر القلق والاكتئاب.

يقول الدكتور أحمد السيد، أخصائي نفسي، "إن الكثير من المرضى الذين يأتون للعلاج النفسي يعبرون عن مشاعر اليأس والإحباط بسبب الصعوبات التي يواجهونها في الحصول على العلاج، وهذا يؤثر بشكل مباشر على حالتهم النفسية ويزيد من تدهور حالتهم الصحية".