قصة الابن العاق بين محاولة قتل الأب وصدمة الأم
الابن العاق.. لم تكن تتوقع أم «نور الدين» أن نجلها وفلذة كبدها يقبع خلف القضبان منذ أيام على خلفية قيامه بمحاولة قتل والده طعنًا بسكين في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.
محاولة قتل شخص على يد الاب العاق في المنصورة
وعلى غير العادة، اختفى «نور الدين» الابن العاق، عن أنظار والدته لمدة أسبوع، لم يسأل عنها، الأمر الذي جعلها تخرج بنيران الأم المكلومة من مسكنها في مدينة المنصورة، لتبحث عن فلذة كبدها بشوارع المدينة وداخل المستشفيات؛ إلى أن أخبرها أحد أقربائها بتعرض طليقها لحادث طعن والآن داخل المستشفى يتلقى العلاج، لكن لم يخبرها بأي شيئ آخر، وتركها إلى حال سبيلها.
بعد علم الأم بما حدث لطليقها؛ انقبض قلبها فجأة؛ وازداد قلقها وخوفها على نجلها خشية أن يلاقي نفس مصير والده، لكنها لم تعلم أن نورالدين هو الابن العاق الذي حاول قتل والده طعنًا بسكين، واستمرت في البحث على ابنها، ولم تهتم الأم بما حدث لطليقها.
وجلست «أم نور الدين» على إحدى الأرصفة بشوارع مدينة المنصورة، من عناء البحث ومشقة السير بالطرقات آملاً في إجاد من يدلها على فلذة كبدها، حتى التقت بأحد معارفها ليخبرها بأن أجهزة الأمن ألق القبض على نجلها، فتساقطت تلك الكلمات عليها كالصاعقة، وظلت الم تسأل عن سبب القبض عليه؛ إلى أن علمت بقيام الابن العاق بالتعدي على والده طعنًا بسكين، وأحدث إصابته التي نقل على إثرها إلى المستشفى.
لقاء الأم مع الابن العاق بعد محاولة قتل ابيه
وانتابة «أم نور الدين» حالة من الهلع والرعب من هول الصدمة، بعد علمها بالأحداث المآساوية التي دارت بين نجلها وطليقها، فهرولت مسرعة نحو قسم الشرطة لمقابلة الابن العاق، فوجدته يقبع خلف القضبان ينتظر جزائه على ما اقترفت يداه.
فقد عملت «أم نور الدين» أيضًا أن الابن العاق شرع في قتل ابيه حيث توجه للمكان الذي أيقن تواجده به، لتنفيذ فعل يقصد به ارتكاب جريمة قد تكون جناية، لكن خاب أثره ووقف لأسباب لا دخل لإرادة الفاعل فيه، لذا تأكدت الأم أن السجن حتمًا سيكون مصير نجلها لما اقترفه من جريمة نكراء.
عادت الأم إلى مسكنها، ونجلها إلى محبسه، بينما يقبع طليقها داخل المستشفى يتلقى العلاج اللازم، ليصبح التفكك الأسري المتهم الرئيس فيما وصلت له هذه الأسرة الصغيرة، نتيجة خلافات بين الأب والأم؛ لم يتجاوزاها فيما بينهما حتى وصل بهما الحال إلى ما هم عليه (أب بين الحياة والموت داخل المستشفى، وابن محبوسا، وأم لا حول لها ولا قوة).
التفكك الأسري وفشل الدور التربوي
ويعد التفكك الأسري أو التصدع الأسري حالة من الخلل الوظيفي نتيجة لخلافات أو تخلي أحد الوالدين عن الأدوار الأساسية المنوطة به، مما يؤدي إلى خلل وظيفي عام لعمل الأسرة ككل، والذي يعرف في المفاهيم الاجتماعية بالتفكك الأسري.
ويشير التفكك الأسري إلى الفشل في الدور التربوي الرئيس للأسرة حيث ينخفض مستوى مساهمتها في عملية التنشئة الاجتماعية، وفي بناء شخصية الفرد بصورة مستمرة وضبط سلوك الفرد وتوجيهه وفق متطلبات الحياة. فهو انهيار الوحدة الاسرية وانحلال بناء الادوار الاجتماعية لافراد الاسرة، وهو ما وصلت له هذه الأسرة الصغيرة.
ضبط الابن العاق بعد التعدي على والده طعنا بسكين
يذكر أنه تبلغ لقسم شرطة المنصورة بمديرية أمن الدقهلية، أن مستشفى المنصورة الدولي، استقبل المواطن «علاء ا. م»، مصابًا بجرح طعني نافذطعن بالجهة اليسرى وطعن أسفل الساق مع اشتباه بنزيف في المخ والرئة، بحسب التقرير الطبي.
توصلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الدقهلية، إلى تحديد مرتكب الجريمة، وتبين أن نجل المذكور الابن العاق المدعو «نورالدين»، وراء ارتكابها بأن اعتدي على والده بالضرب المبرح وسدد له طعنة نافذة مما أدى لحدوث إصابته التي نقل على إثرها إلى المستشفى.
وتمكنت الأجهزة الأمينة بمديرية أمن الدقهلية، من ضبط «الابن العاق»، وبمواجهته اعرتف بارتكاب الجريمة، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وأمرت النيابة العامة بحبس الابن العاق على ذمة القضية، وجددت للمتهم الحبس لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، ووجهت له تهمة الشروع في قتل والده بأن اعتدى عليه بالضرب المبرح وسدد له طعنة نافذة، أحدثت إصابته بجرح غائر.