مجلس حكماء المسلمين يشارك في القمة العالمية للفائزين بجائزة نوبل
أعلن الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، مشاركته في القمة العالمية للحائزين على جائزة نوبل للسلام، التي تنعقد هذا العام تحت عنوان: "السلام من أجل التقدم: الطريق إلى الرخاء الجماعي"، بحضور أكثر من 15 فائزًا بجائزة نوبل للسلام، بالإضافة إلى نخبة من المنظمات والشخصيات البارزة وذات المكانة العالمية.
وتشهد القمة العالمية للحائزين على جائزة نوبل للسلام، مجموعة من الجلسات والفعاليات، التي تناقش التحديات العالمية لإحلال السلام والآليات المثلى والاقتراحات المبتكرة لمعالجة النزاعات، والصراعات، كما تسعى لتوفير منصة للحوار من أجل إيجاد سبل بناءة لتعزيز السلام والتنمية البشرية، والجهود الإنسانية لتحقيق التعايش المتناغم.
التحديات العالمية المعاصرة تدعونا لإعادة استكشاف قيمنا الإنسانية المشتركة
وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، في كلمته خلال القمة العالمية التاسعة عشرة للحائزين على جائزة نوبل للسلام المنعقدة في الفترة من 18 إلى 21 سبتمبر الجاري وتستضيفها مدينة مونتيري بالمكسيك، إن ما يواجهه عالمنا اليوم من تحديات وحروب وصراعات، وتصاعد خطابات الكراهية والتعصب والتمييز والعنف وعدم احترام الآخر يتطلب منا جميعًا العمل على إعادة استكشاف القيم الإنسانية المشتركة، مشيرًا إلى أنه يجب على المؤسسات الدينية أن تعمل معًا من أجل تشكيل حركة وتحالفات عالمية تسهم في توحيد العمل حول التطلعات المشتركة من أجل عالم أكثر سلامًا وتناغمًا وتفاهمًا.
وأكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام إن التعاون البنَّاء، وتشكيل تحالفات تتجاوز الحدود الدينية والثقافية، وتوحيد العمل حول التطلعات المشتركة يتطلب تحولًا في كيفية إدراكنا وإداراتنا لاختلافاتنا، وإعادة استكشاف القيم الإنسانية التي تربط بين البشرية كالديانات، والثقافات، والأعراق المتنوعة، مما يعزز التفاهم والاحترام المتبادل، مشيرا إلى أنه الضروري في أوقات النزاع ولحظات الأزمة، العمل على تعزيز قيم التراحم والعدالة واحترام الكرامة الإنسانية، والتي هي قيم عالمية، يمكنها أن تمثل أساسًا قويًّا للحوار والتفاهم، وأن تخلق من خلال بعض المبادرات المشتركة مساحات لالتقاء الأفراد من خلفيات متنوعة.
ونوه الأمين العام أن مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يؤمن بأن السلام ليس مجرد غياب الحروب فقط، بل هو تجسيد لأرقى القيم الإنسانية النبيلة، لافًتا إلى أن المجلس منذ تأسيسه في عام 2014 شارك بفاعلية في الجهود العالمية الرامية إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، فعقد جولات الحوار بين الشرق والغرب، وأطلق قوافل السلام الدولية ، ومنتدى شباب صناع السلام، وبرنامج الحوارات الطلابية من أجل الأخوة الإنسانية.
إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية
كما أسهم المجلس في إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية، الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث، التي وقعها أهم رمزين دينيين في العالم، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام 2019، كما عمل المجلس على تعزيز دور قادة ورموز الأديان في مواجهة التحديات العالمية وفي مقدمتها قضية المناخ، من تنظيم القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ، وكذلك تنظيم جناح الأديان في COP28 بدبي لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف.
الجوائز العالمية مثل نوبل للسلام وزايد للأخوة الإنسانية تعد مصدر إلهام في صناعة السلام والتعايش الإنساني
وأشار أن مجلس حكماء المسلمين دعا إلى إستراتيجية عالمية لمكافحة خطاب الكراهية والتعصب والتمييز، وإصدار تشريع دولي لمعالجة تهديدات السلام والأمن. كجزء من التزام أوسع بتعزيز قيم الحوار والتعايش، من أجل عالم يكون فيه احترام التنوع أساسًا للعلاقات بين المجتمعات والأمم، مؤكدًا أن المجلس يواصل العمل من خلال العديد من المبادرات والجهود المتنوعة وإصداراته وفروعه حول العالم لنشر وتعزيز قيم الحوار، والتسامح والتعايش والسلام.
ولفت الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إلى أن الجوائز العالمية المعنيَّة بتكريم النماذج الرائدة في مجال صناعة السلام، وفي مقدمتها جائزة نوبل وجائزة زايد للأخوة الإنسانية تسهم بشكل كبير في صناعة السلام والتعايش الإنساني وتعزيز الاستقرار العالمي من خلال تشجيع المزيد من الأفراد والكيانات من أجل العمل على نشر وتعزيز قيم السلم والتسامح والأخوة الإنسانية، وتقديم المزيد من الإسهامات الجليلة التي تهدف إلى تجاوز حدود الفرقة والانقسامات.
وأكد المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وفي ختام كلمته أهمية هذه القمة، التي تعد بمثابة مبادرة ومنتدى حيويين يجمعان العديد من الحائزين على جائزة نوبل للسلام والمفكرين من جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين يراهن أيضًا على الحكماء من كل دين وفي أي ثقافة أو مجتمع من عالمنا؛ ويثق بما يمثلونه من ضمير حي وخبرات جماعية، من شأنها أن تُسهم في تعزيز جهود نشر ثقافة اللاعنف وترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.