الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

من هو روبرت داسا الجاسوس الإسرائيلي بطل فضيحة لافون؟

الخميس 26/سبتمبر/2024 - 07:00 م
روبرت داسا
روبرت داسا

من هو روبرت داسا الجاسوس الإسرائيلي؟، من هو آخر الجواسيس الإسرائيليين في سجون مصر؟، هكذا بحث المصريين خلال الساعات الماضية عن صاحب الجنازة التي شيعها الإسرائيليين في تل أبيب لواحد من أقدم الجواسيس الإسرائيليين في مصر الذي تم كشفهم ضمن قضية معروفة بـ "فضيحة لافون".

روبرت داسا هو يهودي مصري تم تجنيده ضمن شبكة يهود مصريين من قبل إسرائيل بعد ثورة 23 يوليو وهدفهم كان ضرب العلاقات بين مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والولايات المتحدة الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي وتورطت فيها اسم الموساد الإسرائيلي.

ما هي فضيحة لافون؟

وتوفي اليوم روبرت داسا، آخر الجواسيس الإسرائيليين في السجون المصرية، على خلفية القضية عن عمر يناهز 91 عاما، الذي قال هو نفسه حولها: "كنا صغارًا وأبرياء، لكن الضباط الذين جندونا من كبار السن، تصرفوا بلا مبالاة".

وفي تقرير لـ الموساد صدر 2009 اعترف فيه لأول مرة بفشل العملية بعد 55 عاما: "الأفراد المكلفين بالعملية لم يتلقوا أية تدريبات كافية لتنفيذ أهدافهم، حيث كان معظمهم من الهواة من اليهود المصريين، بل لم يحصلوا على الخطط الكافية للهروب أو خطة احتمال إلقاء القبض عليهم".

 وفضيحة لافون هي عبارة شبكة يهودية استهدفت المصالح الأمريكية في مصر عام 1954 في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بما يجعلها واحدة من أول وأقدم شبكات التجسس والتخريب الإسرائيلية في مصر، وتم وصفها بالفضيحة بسبب انفجار عبوة ناسفة بالخطأ في جيب فيليب ناثانزون، أحد أعضاء الشبكة اليهودية في مصر، التي جندتها الوحدة 131 في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي.

وبعد انفجار العبوة بالخطأ في جيب "ناثانزون"، استطاعت المخابرات الأمريكية، وقتها القبض عليه واعتقال عدد كبير من أعضاء الخلية الإسرائيلية فى القاهرة والإسكندرية في خلال أيام معدودة، إذ اعتقل تقريباً كل أعضاء الخلية باستثناء قائدها آفرى إلعاد.

تصريحات لداسا حول القضية 

وفي تصريحات سابقة لـ"داسا" ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية عقب خروجه من السجان بعد نحو 14 سنة في السجون المصرية،  انتقد التعامل الإسرائيلي مع القضية.

 وأضاف: "لم أكن أتوقع هذا.. قيل لنا وقتها إن لدينا أصدقاء فى إسرائيل سيساعدوننا كثيراً، ولكن هؤلاء الأصدقاء لم ينظروا إلى قضيتنا حتى".

 وأشار "داسا" إلى أنه عمل مراسلاً صحفياً بعد أن عاد إلى إسرائيل، وبعد توقيع اتفاقية السلام، طلب أن يعود إلى مصر للقاء بقية أفراد أسرته من خلال عمله كصحفي، إلا أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) رفض تلك الفكرة تماماً ومنعه من السفر إلى مصر.

ولكن "داسا" عاد إلى مصر بفضل اتفاقية السلام  حيث أنه رافق رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن وقتها إلى الإسكندرية في إطار مباحثات السلام، سمح لى رئيس الوزراء بالسفر معه، كما أن الرئيس الأسبق السادات سمح لأسرته بالسفر لإسرائيل لزيارته، وكانت هذه لفتة طيبة من جانبه.

وأعرب الجاسوس الإسرائيلي عن حزنه لاغتيال الرئيس السادات حيث وصف عملية اغتياله من جانب الجماعة الإسلامية عام 1981 بمثابة الاختيال "في سبيل السلام".

وضعه في السجون وعلاقته بالإخوان

وحول وضعه في السجون المصرية كشف عن أنه ساهم في علاج عدد من قادة الإخوان ومن بينهم سيد قطب، والهضيبى، وآخرون.. وتدريجياً، وأنه كون صداقات بدأت في تكوين الصداقات بشكل ضئيل ثم توسعت العلاقة بينه وبينهم، خصوصاً في الوقت الذى تعمد فيه المسئولون في السجون وقتها مضايقة الإخوان من خلال تشغيل أغاني أم كلثوم في مكبرات الصوت، خصوصاً الأغاني التي تتحدث عن نجاة  الرئيس جمال عبدالناصر من محاولة الاغتيال.