"اللحظة التي هزت الشرق الأوسط".. الموساد يكشف كواليس الفصل الأخير في حياة نصر الله بعد اغتياله
في عملية سرية ومتطورة، تمكن جيش الاحتلال ومجلس الحرب الاسرائيلي في القضاء على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في قلب منطقة الضاحية في بيروت، باستخدام معلومات استخباراتية متطورة ومناورة احتيالية بارعة شملت هروب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو و زوجته سارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتضرب قوات الاحتلال قمة التنظيم، في ما يعرف بواحدة من أهم العمليات العسكرية.
البداية كانت في العام الماضي عندما طرح رئيس شعبة الاستخبارات السابق أهارون حاليفا، في 11أكتوبر، خيار الهجوم المضاد المستهدف على الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله، استناداً إلى القدرات المتقدمة للمنظمة الاستخباراتية في حرب لبنان، لم تكن هناك أي فكرة عن مكان اختبائه.
وبحسب مصادر في المؤسسة الأمنية والموساد، فإن الظروف السياسية والاستخباراتية والعملياتية لهزيمة نصر الله كانت جاهزة منذ يوم الأربعاء، وأكد المستوى السياسي بعد عرض للمعلومات الاستخبارية التي تم جمعها لإغلاق الدائرة على نصرالله .
وفي خدعة استراتيجية أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الأمور تسير كالمعتاد، وأعطى الضوء الأخضر الواضح لإحراز تقدم في عملية وقف إطلاق النار، وبالإضافة إلى ذلك قرر السفر إلى الولايات المتحدة مع زوجته على متن طائرة "جناح صهيون"، كجزء مما تم تصويره على أنه مناورة لـ"تخدير" قمة حزب الله التي ابتلعت الطعم، ولولا ذلك لما كان هناك اجتماع للقيادة في هيكل تحت الأرض هو مقر للتنظيم الشيعي في قلب منطقة الضاحية في بيروت.
وطوال الرحلة إلى الولايات المتحدة جرت مشاورات أمنية على متن طائرة "كناف صهيون"، ووردت تحديثات استخباراتية عن التطورات في لبنان والتقدم في جاهزية المخابرات والقوات الجوية لتنفيذ هجوم لم ينجو منه أحد. يمكن الهروب، حتى لو كان تشكيلاً تحت الأرض.
ومساء أمس (الخميس)، عقد مجلس الوزراء جلسة هاتفية انتهت عند الساعة الرابعة فجراً بتوقيت إسرائيل، عند الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت نيويورك أجرى الاستعدادات من غرفته في الفندق في الولايات المتحدة، بعد مشاورات مع وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان المقدم هرتسي هاليفي ورئيس الموساد ديدي بارنيا. في نهاية النقاش، تم تفويض نتنياهو وغالانت بالموافقة على إجراءات مضادة مستهدفة في المستقبل، اعتمادا على المعلومات الاستخبارية التي ستصل.
وفي حوالي الساعة العاشرة من صباح الجمعة بتوقيت إسرائيل، أجرى نتنياهو مشاورة أمنية أخرى مع وزير الدفاع ورئيس الأركان بناءً على المعلومات الاستخبارية التي تلقاها، وبحسب مصادر في إسرائيل، فقد وصلت معلومات استخباراتية قبل إلقاء الخطاب في المؤتمر الأمم المتحدة. وأثناء الجلسة أنهى الجيش الإسرائيلي الاستعدادات ورفع اليقظة في أنظمة المراقبة والدفاع الجوي.
وجرت مشاورة أخرى، وبعدها أعطى نتنياهو الإذن بتنفيذ الإجراءات المضادة المستهدفة التي من شأنها أن تهز الشرق الأوسط والعالم العربي. وأعطى مقر القوات الجوية الضوء الأخضر لتسليح الطائرات بقنابل خارقة للتحصينات. ونزل رئيس الأركان ووزير الدفاع إلى "الحفرة" برفقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء شلومي بيندر، وقائد القوات الجوية اللواء تومر بار، ورئيس أركان الدفاع الإسرائيلي. أقلعت القوات، اللواء عوديد باسيوك، عدداً كبيراً من الطائرات المقاتلة، وبمجرد إعطاء الإشارة، تم بعد ذلك إسقاط عشرات القنابل والإبلاغ عنها على شبكة "ألفا" واحدة تلو الأخرى، وتصاعدت خيوط الدخان. والتي شوهدت من أبعد نقطة.
طائرات بدون طيار تنقل الصور إلى "حفرة" القوة الجوية عندما انهارت المباني في قلب حي الضاحية، وهذه المرة كانت الكمية قاتلة حتى وصلت إلى أحشاء الأرض، وقُتل حسن نصر الله و قائد الجبهة الجنوبية في حزب الله علي كراتشي على الفور.