أسامة قابيل: شفاء المريض من السحر بيد الله وليس بفك العمل
أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن الشفاء من تأثير السحر ممكن عند فك العمل أو السحر الذي يصيب الإنسان، مشيرًا إلى أن السحر يمكن أن يؤثر على الجوانب الجسدية والنفسية للإنسان، ولكن هذا التأثير لا يعني استحالة الشفاء.
السحر موجود كابتلاء
وأوضح العالم الأزهري، فى تصريحات له، أن القرآن الكريم يتحدث عن السحر كنوع من الابتلاء، حيث يقول الله تعالى: "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ..." (البقرة: 102)، ما يدل على أن السحر موجود كابتلاء، ولكن الله أقوى من كل هذه الأعمال، والأمر كله بيد الله.
وأشار إلى أن السنة النبوية الشريفة توضح أيضًا إمكانية الشفاء من السحر، حيث ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم تعرض للسحر، وكان يُخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، ولكنه دعا الله حتى شفاه، قائلاً: "سُحِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى كان يُخيّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ثم قال: هل شعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه..."، ما يوضح أن الشفاء حدث بفضل دعائه إلى الله وفك السحر عنه.
وأضاف أن الشفاء من السحر يأتي عبر الأخذ بالأسباب الشرعية، مثل الرقية الشرعية وقراءة القرآن والدعاء، حيث قال الله تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ..." (الإسراء: 82). وبيّن أن القرآن نفسه يحمل الشفاء للنفوس والأبدان، وبالتالي فك السحر باستخدامه يُعد وسيلة فعالة للشفاء، وهذا أيضا لا يتحقق إلا بالاخذ بالأسباب الطبية والعلاجية فى حال وجود مرض عضال، والأمر كله بيد الله.
وأكد أن التوكل على الله والمواظبة على الصلوات الخمس، وكذلك الوضوء الدائم، لأنه سلاح المؤمن، والانشغال بما أقام به الإنسان، والتحصن بالأذكار والرقية الشرعية هي أساسيات في العلاج من السحر، حيث أن الله هو الشافي، ويجب على الإنسان أن يلجأ إليه بالدعاء والعمل بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم.
رسالة نزلت على النبي
وفي وقت سابق، أوضح العالم في الأزهر الشريف، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على فضائية "mbcmasr2"، اليوم الاثنين، أن أول رسالة نزلت على النبي كانت "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، والتي تحمل دلالة عظيمة على مكانة العلم في الإسلام، لافتا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر النبي بالقراءة على الرغم من أنه لم يكن يعرف القراءة، مما يعكس أن البداية الصحيحة للعلم والتعلم تكون بالنية الصادقة والرغبة في المعرفة.
وأضاف الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن الله عز وجل قد قال في القرآن الكريم: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة: 11)، مشددًا على أن العلم يعلي مكانة الإنسان في الدنيا والآخرة، وهو ما يجب أن يدركه أبناؤنا مع بداية العام الدراسي الجديد.
وأشار العالم في الأزهر الشريف إلى أن القراءة تساهم في بناء العقل وتطوير المهارات الإدراكية، موضحًا أن الأطفال الذين يتعلمون القراءة في سن مبكرة يكونون أكثر قدرة على التفكير النقدي والإبداع، موضحا أن رسالة الإسلام كانت دائمًا دعوة للمعرفة والتفكير، مما يعكس أهمية التعليم منذ الصغر وتأثيره الإيجابي على القدرات العقلية.
واختتم الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، حديثه بالتأكيد على أن أفضل بداية للعام الدراسي الجديد تكون من خلال وضع نية صافية للتعلم واعتبار العلم عبادة، داعيًا كل طالب إلى الدخول في العام الجديد بهدف تحقيق النجاح واكتساب المعرفة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة" (رواه مسلم)، مؤكدًا أن كل خطوة نحو العلم تحمل أجرًا وثوابًا.