مشروع رأس الحكمة الاستثماري العملاق يعيد تشكيل الساحل الشمالي المصري (تفاصيل)
في 23 فبراير 2024، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع أكبر صفقة استثمار مباشر في مصر، من خلال شراكة استثمارية بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، و"شركة أبوظبي التنموية القابضة" بدولة الإمارات العربية المتحدة.
و تهدف هذه الصفقة إلى تنفيذ مشروع تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي.
تفاصيل مشروع رأس الحكمة
تُعد هذه الصفقة الأضخم من نوعها، حيث تستهدف تطوير مساحة شاسعة تصل إلى 170 مليون متر مربع، أي ما يعادل أكثر من 40 ألف و600 فدان.
الموقع الجغرافي
تقع مدينة رأس الحكمة على رأس الساحل الشمالي، وتمتد شواطئها من منطقة الضبعة في الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالي الغربي وحتى الكيلو 220 بمدينة مطروح، التي تبعد عنها 85 كم. تعتبر هذه المنطقة واحدة من أبرز المواقع السياحية التي تسهم في تعزيز السياحة في مصر.
مكونات مشروع رأس الحكمة
سيتضمن المشروع مجموعة متنوعة من المرافق، تشمل:
- أحياء سكنية لكافة المستويات.
- فنادق عالمية ومنتجعات سياحية.
- مشروعات ترفيهية عملاقة.
- خدمات عمرانية متكاملة تشمل مدارس وجامعات ومستشفيات ومبان إدارية.
- منطقة حرة صناعية تركز على التكنولوجيا والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى حي مركزي للمال والأعمال لاستقطاب الشركات العالمية.
قد يهمك: الحكومة: جهود مستمرة لسرعة تسليم أراضي مشروع رأس الحكمة للشريك الإماراتي
تطوير المطار
يتم إنشاء مارينا دولية كبيرة لليخوت والسفن السياحية، بالإضافة إلى إنشاء مطار دولي جنوب المدينة، وتم التعاقد مع شركة أبوظبي التنموية لتطوير وتنمية المطار، حيث ستحصل الدولة المصرية على حصة من العوائد الناتجة عنه.
الأثر السياحي مشروع رأس الحكمة
يتوقع أن تسهم المدينة في استقطاب نحو 8 ملايين سائح إضافي إلى مصر عند اكتمال المشروع، مما يعزز من مكانة البلاد كمقصد سياحي عالمي.
الشق المالي للصفقة
تتضمن الصفقة شقين ماليين:
- المبلغ المالي المقدم: يشمل استثمارًا أجنبيًا مباشرًا يقدر بـ35 مليار دولار، سيتم تقسيمه على دفعتين.
- الدفعة الأولى: تبلغ 15 مليار دولار، وتشمل 10 مليارات دولار من سيولة خارجية و5 مليارات دولار.
- الدفعة الثانية: تبلغ 20 مليار دولار، تشمل 14 مليار دولار من السيولة و6 مليارات دولار من الودائع.
15 مايو 2024 استلام الدفعة الثانية من صفقة تطوير مدينة رأس الحكمة
في 15 مايو 2024، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي عن استلام الدفعة الثانية من صفقة تطوير مدينة "رأس الحكمة"، حيث أكد وصول 14 مليار دولار كقيمة للدفعة الثانية.
كما أشار إلى بدء التعاون مع الجانب الإماراتي في إجراءات التنازل عن قيمة الوديعة الإماراتية البالغة 6 مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري، على أن يتم تحويلها إلى ما يعادلها بالجنيه المصري.
أهداف مدينة رأس الحكمة
تُعَد مدينة رأس الحكمة مقصدًا سياحيًا عالميًا، يتماشى مع الرؤية القومية والإقليمية لمنطقة الساحل الشمالي الغربي. يهدف المشروع إلى تحقيق عدة أهداف، من أبرزها:
- إنشاء مدينة سياحية بيئية مستدامة على البحر المتوسط، تنافس مثيلاتها على المستوى العالمي.
- تحقيق مجتمع حضري مستدام يتناغم مع طبيعة الموقع ويحتوي على الأنشطة الاقتصادية المناسبة لمميزات المجتمع المحلي.
أهداف المشروع
تسعى مدينة رأس الحكمة إلى أن تصبح واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، مثل العلمين الجديدة، وذلك نظرًا لقربها من مطار العلمين الجديدة. يهدف المشروع إلى جذب ملايين السياح من مختلف الدول، بفضل شواطئها الدافئة خلال فصل الشتاء.
تصميم المدينة
يمتد المشروع بطول 4 كيلومترات على الشريط الساحلي وبعمق يصل إلى 4 كيلومترات. يتضمن مخطط المدينة:
- استغلال ظهير الاستصلاح الزراعي لإنشاء تجمعات عمرانية جديدة تعتمد على الأنشطة السياحية والسكنية.
- أنشطة التصنيع الزراعي والتعدين، بالإضافة إلى سياحة السفاري.
- استيعاب 300 ألف نسمة من السكان، مع جذب 3 ملايين سائح سنويًا من خلال التركيز على سياحة اليخوت والسياحة الشاطئية والبيئية والصحراوية.
قد يهمك: مدبولي: مشروع تنمية رأس الحكمة نقطة جذب للاستثمارات خاصة في قطاع السياحة
المقومات السياحية
تضم منطقة رأس الحكمة أنماطًا متعددة ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية على طول الساحل الشمالي الغربي، الذي يمتد لنحو 400 كم. يتضمن هذا:
- 90 كم من غرب الإسكندرية حتى العلمين.
- 130 كم من العلمين حتى رأس الحكمة.
- 130 كم من النجيلة حتى السلوم.
الدور الإماراتي لمشروع رأس الحكمة
تُعتبر الإمارات شريكًا محوريًا في تطوير مدينة رأس الحكمة، حيث تعكس استثماراتها الضخمة التزامها بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
وعبر توقيع صفقة استثمارية تصل قيمتها إلى 35 مليار دولار مع شركة أبوظبي التنموية القابضة، تسعى الإمارات إلى تحويل المدينة إلى مركز حضاري وسياحي متكامل على الساحل الشمالي. يتضمن المشروع تطوير مساحة تصل إلى 170 مليون متر مربع، تشمل بناء أحياء سكنية ومرافق ترفيهية وفنادق عالمية. يُتوقع أن تسهم هذه الاستثمارات في تحسين البنية التحتية المحلية وتعزيز مستوى المعيشة، مما يدعم الاقتصاد المصري ويُحفز القطاع السياحي، ويجعل المدينة واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة.
علاوة على ذلك، تُمثل استثمارات الإمارات في مشروع رأس الحكمة نموذجًا للتعاون العربي في مجالات التنمية المستدامة.
و من خلال هذا المشروع، يُتوقع أن يتم خلق ملايين فرص العمل، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة في مصر، ويعزز من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. تسعى الإمارات، من خلال التزامها بتطوير المرافق اللازمة، إلى تعزيز قدرة مصر على استقطاب ما يقارب 8 ملايين سائح سنويًا، مما سيزيد من العائدات السياحية. كما سيُساهم هذا التعاون في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مما يعكس رؤية مشتركة لتعزيز الاستثمار في المشاريع التنموية على مستوى المنطقة، ويُعزز من مكانة مصر كمركز استثماري وسياحي عالمي.
تصريحات سابقة لرئيس الوزراء بخصوص المشروع
كانالدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تلقى عددًا من الأسئلة من الإعلاميين والصحفيين حول تفاصيل الصفقة وأثرها على الاقتصاد المصري. جاء رد مدبولي على هذه التساؤلات لتسليط الضوء على أهمية المشروع وفوائده المحتملة.
المزيد: رئيس الوزراء يتابع مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تنمية مدينة رأس الحكمة
نستعرض أبرز الأسئلة والأجوبة التي تناولت هذه الصفقة وأبعادها المختلفة.
س: ماذا قال الدكتور مصطفى مدبولي عن الصفقة الاستثمارية مع دولة الإمارات؟
ج: أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن استثمار الأصول في أي دولة يعد أمرًا بالغ الأهمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن نجاح الدول يقاس بقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، موضحًا أن الصفقة تمثل جزءًا من تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة.
س: كيف سيتم الاستفادة من المشروع؟
ج: أوضح مدبولي أن هذا المشروع ليس بيعًا للأصول، بل شراكة تتيح للدولة الحصول على جزء من المبلغ في البداية، وستشارك الدولة المطور في الأرباح طوال مدة المشروع. وبهذا الشكل، يمكن تعظيم الاستفادة من الأصول الاستثمارية.
س: كيف ستعود الصفقة بالنفع على المواطن المصري؟
ج: أكد رئيس الوزراء أن الصفقة ستجلب تدفقًا كبيرًا من الأموال والنقد الأجنبي إلى مصر، مما سيساهم في حل أزمة السيولة الدولارية ويحقق الاستقرار النقدي، مما يساعد في كبح جماح التضخم.
س: ماذا عن تأثير المشروع على سوق العمل؟
ج: ذكر مدبولي أن المشروع سيساهم في خلق ملايين فرص العمل، مشيرًا إلى حاجة مصر لأكثر من مليون فرصة عمل جديدة سنويًا، مما يبرز أهمية تكرار مثل هذه المشروعات.
س: كيف ستؤثر الصفقة على السياحة في مصر؟
ج: أشار مدبولي إلى أن المشروع سيساهم في وضع مصر على خريطة السياحة العالمية، مما يضمن استدامة السياحة كمصدر للعملة الأجنبية.
س: ماذا عن الحوافز المقدمة للمستثمرين المحليين؟
ج: أوضح مدبولي أن الصفقة تتم وفقًا للقوانين المصرية، وأن شركة أبو ظبي للتنمية القابضة تستفيد من نفس قوانين الاستثمار والحوافز التي وضعتها الحكومة للمستثمرين المحليين.
س: هل هناك صفقات أخرى متوقعة في المستقبل؟
ج: ذكر مدبولي أن الحكومة تعمل على مجموعة من المشاريع الجديدة، وأشار إلى وجود مخططات للتنمية العمرانية على ساحل البحر الأحمر والمتوسط، مما يعكس استعداد الدولة لاستقبال المزيد من الاستثمارات.
س: هل ستؤثر هذه الصفقة على استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري؟
ج: أشار مدبولي إلى أن الصفقة، إلى جانب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ستساعد في توفير العملة الأجنبية اللازمة لتجاوز الأزمة، مما يسهم في استقرار سعر الصرف وتحسين الوضع الاقتصادي في مصر.