منظمة الصحة العالمية: من كانوا في الصفوف الأمامية تعرضوا لصدمة جماعية في هجوم 7 أكتوبر
مع مرور عام على هجوم السابع من أكتوبر الذي قادته حركة حماس على إسرائيل ، فإن أزمة الصحة العقلية الناجمة عن الاحداث التي جرت في ذلك اليوم تلوح في الأفق.
وأفادت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها عن تضرر الصحة النفسية والعقلية للاسرائيليين جراء طوفان الأقصى، أن أكثر من تضرروا نفسيا بشكل كبير هم من كانوا في الصفوف الأمامية مثل سائقي سيارات الإسعاف والعاملين الصحيين في المستشفيات الذين استقبلوا الجرحى أو كانوا أول من حضروا إلى مسرح الهجوم، وشهدوا الأحداث بأعينهم. كما تأثر آخرون، الذين قدموا الدعم لاحقًا من خلال التعرف على الجثث وإعداد القتلى للدفن، بشدة بما رأوه.
وبسبب هذه الصدمة الجماعية، تقدم إحدى المنظمات، وهي منظمة "ماشيف هارواتش" (والتي تعني "استعادة الروح")، الدعم النفسي والاجتماعي للعاملين في الخطوط الأمامية. وتوفر ورش العمل التي تنظمها المنظمة، والتي تدعمها منظمة الصحة العالمية في أوروبا، مساحة آمنة للمشاركين لمناقشة تجاربهم ومعالجتها، وتطوير آليات المرونة والتكيف التي تمكنهم من مواجهة المستقبل ودعم العاملين الآخرين في الخطوط الأمامية.
لقد خلقت الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر ندوباً عميقة في قلوب الإسرائيليين وأصابتهم بالرعب. وبالنسبة للعديد منهم، كان المضي قدماً في حياتهم واستعادة الشعور بالأمن والحياة الطبيعية أمراً مستحيلاً في ذلك الوقت، ولا يزال الأمر صعباً حتى اليوم.
ومع ذلك، في الأشهر الأولى بعد الهجمات، لم يكن العديد من المتطوعين مستعدين أو راغبين في التحدث عما شاهدوه.
وتقول أيليت هاريس هي رئيسة القسم الاجتماعي في حركة الكيبوتس، في الأشهر الأخيرة التي أعقبت الهجمات، كانت تدعم عن كثب عائلات سكان الكيبوتس، الذين فقدوا العديد من أفراد عائلاتهم و ذويهم ، واضطر العديد منهم إلى الهروب.
في الذكرى السنوية الأولى لـ 7 أكتوبر، سيزور الدكتور شوارتزفوكس المعالج النفسي مركز سوروكا الطبي، قائلا "لقد فكرت في البقاء في المنزل مع ذكرياتي الخاصة، لكنني أعلم أن بعض المرضى الذين عالجناهم في ذلك اليوم سيعودون، لمحاولة إغلاق الحلقة نفسياً ، فالذكريات الأليمة قد تلاحقهم ، لذلك سأذهب لأكون هناك من أجلهم ومن أجل الموظفين الذين يساعدوهم على التعافي."
ويعتقد الدكتور شوارتزفوكس أنه بعد مرور عام، أصبح الناس أكثر استعدادًا للتحدث عن تجاربهم. "
في البداية، كان الجميع يهرب من الحديث ولا يريدوا أن يتحدثوا عن معاناتهم وما تعرضوا له من أثر الصدمة.
ويقول أحد المعالجين الاسرائيليين : "كان دعم منظمة الصحة العالمية محوريًا في تمكيننا من الوصول إلى المزيد من الأفراد والمجموعات التي تحتاج الى الدعم ، ونحن فخورون بأن نكون مبادرة الصمود الوحيدة في إسرائيل التي حصلت على اعتراف منظمة الصحة العالمية، وذلك بفضل توصية وزارة الصحة الإسرائيلية. كانت هذه الشراكة لا تقدر بثمن، وأود أن أعرب عن تقديرنا العميق لمنظمة الصحة العالمية".
تتمثل مهمة منظمة الصحة العالمية في دعم مقدمي الرعاية الصحية والمدنيين المحتاجين، بغض النظر عن هوياتهم أو أماكن تواجدهم. إلى جانب دعم منظمة الصحة العالمية لمنظمة Mashiv Ha'Ruach، دعمت منظمة الصحة العالمية المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية Mosaica لتطوير مبادرة تستفيد من نفوذ الزعماء الدينيين من المجتمعين اليهودي والمسلم لربط الناس بدعم الصحة العقلية الحاسم، وزيادة الإقبال على هذه الخدمات والحد من وصمة العار المرتبطة بطلب المساعدة.