فوز مجموعة للناجين اليابانيين من القنبلة الذرية بجائزة نوبل للسلام 2024
أعلنت لجنة جائزة نوبل في النرويج، اليوم الجمعة، فوز المنظمة اليابانية "نيهون هيدانكيو" بجائزة نوبل للسلام لعام 2024، تقديرا "لجهودها في مجال تحقيق عالم خال من الأسلحة النووية".
وأظهر عمل المجموعة "من خلال شهادة الشهود أنه لايجب على الاطلاق استخدام الأسلحة النووية مجددا".
وجرى ترشيح ما إجماليه 286 شخصا لجائزة العام الجاري، بما في ذلك 197 فردا و89 منظمة.
والعام الماضي، ذهبت الجائزة المرموقة لناشطة حقوق النساء السجينة نرجس محمدي من إيران.
ويشمل الحاصلون على جائزة نوبل للسلام على مدار الثلاثين عاما الماضية، المجموعة الحقوقية الروسية المحظورة "ميموريال" والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والاتحاد الأوروبي، والقادة الفلسطينيين والإسرائيليين ياسر عرفات وشيمون بيريز وإسحاق رابين.
وتأتي جائزة العام الجاري وسط فترة صراعات مكثفة حول العالم بما في ذلك في الشرق الأوسط، وأوكرانيا، والسودان، وغيرهم من الدول الأخرى.
وفي معرض الإعلان عن الفائزين، لفتت اللجنة إلى أنه وقت مقلق للعالم حيث أنه "يبدو أن دولا جديدة مستعدة لامتلاك أسلحة نووية".
وفي وقت سابق، سلطت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الضوء على جائزة نوبل للسلام، وقالت إنها ستأتى مع استمرار حروب الشرق الأوسط التى تلقى بظلال قاتمة عليها.
وذكرت الصحيفة أنه بعد 30 عاما من منح الجائزة للشخصيات الثلاث البارزة وراء اتفاق أوسلو للسلام (الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلى اسحاق رابين، وزير خارجية إسرائيل شيمون بيريز )، فإن الصراع الدائر فى الشرق الأوسط يلقى بظلاله على نوبل للسلام، التى من بين المرشحين لها هيئات تابعة للأمم المتحدة علقت فى هذه الحرب.
ويشير الخبراء إلى أن من بين المتنافسين البارزين للحصول على الجائزة وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، ومحكمة العدل الدولية، وهى هيئة أخرى وحدت نفسها فى مواجهة الحكومة الإسرائيلية.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن استمرار الحرب يعنى أن الشرق الأوسط كان مسئولاً عن حصة غير متناسبة من جهود صنع السلام، وبالتالي كان محورًا للعديد من جوائز السلام الممنوحة في السنوات الأخيرة. ورات أن إرث الجائزة يثير شكوكا بأن جهود صنع السلام التى اعترفت بها اللجنة قد أتت ثمارها.
وتشمل قائمة المرشحين للجائزة هذا العام، والذين يتم اختيارهم من قبل قائمة ممتدة من الأشخاص المؤهلين، أسماء أخرى مثل مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج والملياردير الأمريكى إيلون ماسك .
إلا أن هنريك أردال، مدير معهد أوسلو لأبحاث السلام، الذى يتشاور مع لجنة نوبل للسلام ويصدر قائمة من أبرز خمسة مرشحين كل عام، يقول إن الأونروا هى من بين الفائزين المرجحين. ويشير أدال إلى ن المنظمة تقوم بعمل هام للغاية من أجل المدنيين الفلسطينيين الذى خاضوا معاناة جراء الحرب فى غزة.وأكد على أن منح الجائزة للاونروا لا يعنى بأى حال من الأحوال دعم سياسى لحماس، فى ظل الانتقادات الإسرائيلية للمنظمة، والتى تسببت فى تعليق بعض الدول المساعدات المخصصة لها.
ومن المرشحين الآخرين محكمة العدل الدولية التى أمرت إسرائيل فى يناير الماضى باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية فى قطاع غزة. من ناحية أخرى، قالت آسلي سفين، مؤرخة جائزة السلام، للصحفيين في أوسلو إن الجائزة يمكن أن تذهب أيضا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي مُنع الأسبوع الماضي من دخول إسرائيل، التى قالت إنه لم يكن قويًا بما يكفي في إدانة هجوم الصواريخ الباليستية الإيراني على أراضيها.
بالطبع تعارض إسرائيل مثل هذه الاختيارات. ونقلت فاينانشيال تايمز عن داحلي سكندلين، خبير الرأى العام بمؤسسة القرن الأمريكى، والمقيم بتل أبيب، قوله غن الرأى العام الإسرائيلى سيرى مثل اختيار الأونروا أو محكمة العدل كدليل أكبر على أن "العالم كله يكره إسرائيل".
لكن ديانا بوتو، المحامية الفلسطينية، تقول إن ترشيح الأونروا ومحكمة العدل وجوتيريش هى محاولة لتعزيز نظام دولى سعت إسرائيل لتقويض. وأوضحت أنها محاولة لإنقاذ هذه المؤسسات والأفراد من لهجوم عليهم من جانب إسرائيل. ولو أرادوا الاعتراف حقا بالفلسطينيين، فإنهم سيفعلون ذلك بشكل مباشر.
وتلفت فاينانشيال تايمز إلى أن ربع جوائز نوبل للسلام على مدار العقدين الماضيين ذهبت إلى أشخاص من الشرق الأوسط أو كان لها علاقة بالمنطقة. فى العام الماضى حصلت محامية حقوق الإنسان الإيرانية المسجونة نرجس محمدى على الجائزة.