الحزب الاشتراكي الديمقراطي يتقدم في انتخابات ليتوانيا
كشفت الأرقام الأولية الصادرة عن لجنة الإنتخابات في ليتوانيا اليوم الإثنين، أن البلاد قد تكون في طريقها نحو تغيير الحكومة، وذلك مع حصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 4ر19 % من الأصوات .
وجاء حزب "اتحاد الوطن" الحاكم المحافظ بزعامة رئيسة الوزراء إنجريدا سيمونيته في المرتبة الثانية بالحصول على 18 % من الأصوات متقدما على الحزب الشعبوي الجديد "نيموناس دون"، الذي حصل على 15% ويخوض الانتخابات الوطنية للمرة الأولى .
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان ائتلاف سيمونيته المؤلف من ثلاثة أحزاب سيتمكن من الاحتفاظ بالسلطة. ومن بين شريكيها الليبراليين، يبدو أن أحدهما فقط سيتجاوز عتبة 5% المطلوبة للتمثيل البرلماني. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتمكن ثلاثة أحزاب أخرى من دخول البرلمان في فيلنيوس.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات أعلى بقليل من 52 %، وهو أعلى من الانتخابات السابقة التي جرت قبل أربع سنوات.
وكان تصويت أمس الأحد هو إحدى جولتين، حيث أدلى الناخبون بأصواتهم لاختيار 70 مقعدا في البرلمان (السيمَاس) عن طريق التمثيل النسبي.
وخلال أسبوعين، سوف يدلون بأصواتهم لاختيار 71 مقعدا مخصصة للانتخابات بالنظام الفردي في الجمعية الوطنية.
وفي وقت سابق ،أعرب وزير خارجية ليتوانيا، جابريليوس لاندسبيرجيس، عن اعتقاده بأن نجاحات حزب "البديل من أجل ألمانيا" في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ولايتي تورينجن وسكسونيا الألمانيتين أول أمس الأحد، تعكس تطورًا يتجاوز حدود ألمانيا.
الانتخابات البرلمانية
وقال لاندسبيرجيس في العاصمة الليتوانية فيلنيوس اليوم الثلاثاء في شأن الانتخابات البرلمانية: "ما نلاحظه الآن هو توجه أوروبي تحدده عوامل عديدة".
وأضاف: "الأمر مرتبط بالجائحة ثم هناك الحرب والتضخم والتضليل الروسي، والعديد من الأمور الأخرى وربما في بعض الأحيان نقص في القيادة الاستراتيجية".
يذكر أن ليتوانيا الواقعة في منطقة البلطيق عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
تجدر الإشارة إلى أن الحزب اليميني الشعبوي حصل في الانتخابات البرلمانية في مدينة تورينجن على 8ر32% من الأصوات ليتصدر الحزب قائمة أقوى الأحزاب في هذه الولاية وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها للحزب في أي انتخابات برلمانية محلية.
كما أن هذه النسبة هي أعلى نسبة أصوات يحصل عليها الحزب في أي من الانتخابات البرلمانية السابقة في ألمانيا.
احتل الحزب المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية
وفي الانتخابات البرلمانية في ولاية سكسونيا، احتل الحزب المركز الثاني مباشرة بعد الحزب المسيحي الديمقراطي في قائمة أقوى الأحزاب في الولاية.
يذكر أن مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في كل من ولايتي سكسونيا وتورينجن يصنف حزب البديل هناك كحالة مؤكدة لمنظمة يمينية متطرفة.
وصف المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر النتائج التي سجلها حزبه الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأحد في ولايتي تورينجن وسكسونيا بأنها "كارثية" وألقى باللائمة على سياسة الحزب تجاه روسيا بوصفها من بين العوامل التي أدت إلى هذه النتائج.
مبادرة دبلوماسية لإنهاء الحرب على أوكرانيا
ودعا شرودر الحكومة الاتحادية في برلين إلى إطلاق مبادرة دبلوماسية من أجل إنهاء الحرب على أوكرانيا وذلك كنتيجة مترتبة على الهزيمة في الانتخابات البرلمانية .
وفي تصريحات لبوابة "تيبل.بريفينجس" الإخبارية، قال شرودر/80 عاما/:" انتهت الانتخابات البرلمانية (في تورينجن وسكسونيا) بشكل سيء على نحو كارثي بالنسبة للحزب الاشتراكي".
وأضاف شرودر أن استخدام الحزب الاشتراكي مصطلح "التحول الزمني" فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا اُعْتُبِر بمثابة خطأ ولاسيما في شرق ألمانيا.
ورأى شرودر أنه رغم "انتقاداتهم المبررة لحرب روسيا" ضد أوكرانيا، فإنه يجب على الاشتراكيين الديمقراطيين الآن أن يكونوا "القوة التي لا تكتفي بإرسال أسلحة (إلى أوكرانيا)، بل التي تعمل بقوة من أجل التفاوض لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا".
وأكد أن هذه المفاوضات يجب أن يتم دفعها قدما "بغض النظر عن الولايات المتحدة".
تجدر الإشارة إلى أن الحزب الاشتراكي سجل أسوأ نتائجه منذ عام 1990 في انتخابات سكسونيا وتورينجن، حيث حصل الحزب في تورينجن على 1ر6%، وهي أدنى نسبة يحصل عليها على الإطلاق في الانتخابات البرلمانية أي برلمان محلي في ألمانيا. ولعبت عمليات تسليم أسلحة ألمانية إلى أوكرانيا دورًا مهمًا في الحملة الانتخابية.
يذكر أن شرودر يرتبط منذ توليه منصب المستشار في الفترة بين عام 1998 حتى 2005، بعلاقة صداقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو لا يزال يعمل لصالح شركتي خطي نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 اللتين تمتلك فيهما روسيا حصة الأغلبية.
وعلى الرغم من أنه وصف الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه خطأ، فإن شرودر لا يزال متمسكًا بصداقته مع بوتين. ولهذا السبب، تم تهميشه من قِبل قيادة الحزب الاشتراكي، غير أن محاولة طرده من الحزب باءت بالفشل.