نيفين مختار: ما يحدث فى الأفراح تبذير وإسراف
أكدت الدكتورة نيفين مختار، الداعية الإسلامية، أهمية تطبيق التعاليم الإسلامية في حياتنا اليومية، مشددة على ضرورة الالتزام بمبدأ الاعتدال وتجنب الإسراف والتبذير.
الإسراف والتبذير
وقالت الداعية الإسلامية خلال تصريحات تليفزيونية: "الحديث عن الإسراف ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو حجة نُقيمها على أنفسنا، نحن نعيش في عصر يشهد الكثير من النعم، سواء كان ذلك في الماء أو الطعام، لذا، من المهم أن نكون واعين لكيفية استهلاك هذه النعم، مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة: 'أطعموا الطعام'".
وأشارت إلى ظاهرة الأفراح، واعتبرتها "كارثة كبيرة"، حيث أوضحت أن العديد من الناس يسعون لعمل حفلات مبهرجة رغم قلة إمكانياتهم، مضيفة "نجد أن الأطعمة تُرمى بعد انتهاء الحفل، وهذا يُظهر عدم وعي في التعامل مع نعم الله".
وقالت مختار: "إذا كنت أُقيم حفلًا، يجب أن تكون نيتي خالصة لله، ولذلك أحرص على أن أتفق مع المتعهد على عمل باكنج علب للأطعمة المتبقية، بدلاً من إلقائها، لنتمكن من توزيعها على المحتاجين والحيوانات".
وأكدت على أن تعاليم الإسلام تدعو دائمًا إلى مساعدة الآخرين، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، مشيرة إلى أهمية التغيير في عاداتنا الاستهلاكية، يجب أن نفكر في كمية الطعام التي نحتاجها، وأين سيذهب المتبقي، لأن هذه العادات ستساعدنا على تقليل الفاقد، وبالتالي تقليل النفايات التي تؤدي إلى أمراض وأوبئة".
كما تطرقت إلى القيم النبيلة التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، مشددة على أهمية الرحمة والرأفة بكل الكائنات الحية، قائلة: "الإسلام يهتم برعاية الحيوانات، ويجب أن نكون واعين لمسؤوليتنا تجاهها، تمامًا كما هو واجبنا تجاه بعضنا البعض".
ودعت الجميع إلى إعادة النظر في سلوكياتهم الاستهلاكية، والعمل على تحقيق التوازن بين الرغبات الفردية والالتزام بالقيم الإسلامية.
وفي سياق آخر، أكدت الدكتور إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الاستهلاك التفاخري يعني استهلاك الأشياء لأغراض غير ضرورية، حيث يكون الهدف هو التفاخر والرياء وحب الظهور، وهذا المفهوم يُظهر أن الشخص الذي يتجه لهذا النوع من الاستهلاك لا يقصد شراء أو استهلاك ما يحتاجه، بل يسعى إلى الظهور أمام الآخرين.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية: أن الإسلام يحث على حفظ المال، وبالتالي فإن الاستهلاك التفاخر يُعد أمرًا مذمومًا في الشريعة الإسلامية.
وأضافت أن هناك أشكالًا متعددة لهذا النوع من الاستهلاك قد نمارسها دون وعي "قد نشعر أننا بحاجة لشيء معين، لكن في الحقيقة، هو ليس ضروريًا".
وأكدت أن هناك صورًا كثيرة للاستهلاك التفاخري في حياتنا اليومية، مثل حالة الشخص الذي يمتلك هاتفًا يحتوي على جميع الميزات اللازمة، ولكنه ينتظر إصدارًا جديدًا لمجرد حب الظهور وامتلاك أحدث الإصدار.
كما تناولت حالات أخرى تتعلق بالملابس، حيث يشتري الفرد ملابس بأسعار باهظة رغم عدم حاجته إليها، فقط لمواكبة الموضة أو التفاخر بالمظهر.
وتحدثت عن استهلاك حفلات وولائم كبيرة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقدم الكثير من الأشخاص أنفسهم بصورة غير واقعية، مما يخلق واقعًا افتراضيًا يوضحهم في مستوى اجتماعي معين، وهذا أيضًا استهلاك يتجاوز الحاجة الحقيقية.