البصمة المائية
يكشف استهلاكك الخفي من المياه .. ماهي البصمة المائية ؟
البصمة المائية .. أداة حيوية جديدة لفهم كيفية استخدام المياه في مختلف الأنشطة، وتعد من أهم الأساليب الدالة على مدى تطور منظومة المواد المائية في الدول، ونستعرض خلال السطور التالية كل ما يخص البصمة المائية .
فائدة قياس البصمة المائية
وأما عن فائدة قياس البصمة المائية، فمن خلالها يمكن تحديد الأماكن التي يتم فيها استخدام الموارد بشكل غير فعال، مما يتيح الفرصة لتحسين إدارة المياه. كما تساعد في تقييم الآثار البيئية لاستخدام المياه، مما يسهم في اتخاذ قرارات مستدامة بشأن استهلاك المياه.
كيفية قياس البصمة المائية
ويمكن قياس البصمة المائية عن طريق حساب إجمالي المياه المستخدمة أو الملوثة خلال عملية إنتاج سلعة أو خدمة معينة. يتطلب ذلك جمع البيانات حول كميات المياه المستخدمة في كل مرحلة من مراحل الإنتاج واستهلاكها، وهذه المعلومات تساعد الشركات والأفراد على اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن الموارد المائية.
أسباب اختلاف البصمة المائية من دولة لأخرى
تختلف البصمة المائية بين الدول بناءً على عدة عوامل، مما يؤدي إلى تباين كبير في استهلاك المياه وإدارتها، وتتمثل العوامل الرئيسية التي تؤثر على هذه الاختلافات، فيما يلي:
1) المناخ والموارد المائية
فالدول ذات المناخ الجاف أو شبه الجاف، مثل بعض دول الشرق الأوسط، تواجه تحديات أكبر في توفير المياه، مما يزيد من بصمتها المائية الزرقاء، كما توفر المياه الطبيعية مثل الأنهار والبحيرات يؤثر بشكل مباشر على البصمة المائية. الدول التي تمتلك موارد مائية وفيرة ستسجل بصمة مائية أقل مقارنة بالدول التي تعاني من شح المياه.
2) الأنشطة الاقتصادية
إذ تعتبر الزراعة من أكبر مستخدمي المياه، حيث تختلف البصمة المائية للمنتجات الزراعية بشكل كبير حسب نوع المحصول وظروف النمو. على سبيل المثال، زراعة الأرز تتطلب كميات كبيرة من المياه مقارنة بمحاصيل أخرى، إلى جانب هذا فبعض الصناعات مثل صناعة النسيج أو الأغذية تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، مما يزيد من بصمتها المائية الرمادية.
3) كفاءة إدارة المياه
فالدول التي تعتمد أنظمة فعالة لإدارة المياه وتكنولوجيا حديثة يمكن أن تقلل من بصمتها المائية. بينما الدول التي تعاني من سوء الإدارة أو الفساد قد تجد نفسها في وضع أسوأ، كما أن استخدام تقنيات مثل إعادة استخدام المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي يمكن أن يقلل من البصمة المائية للدولة.
4) العوامل الاجتماعية والاقتصادية
يختلف معدل استهلاك الفرد للمياه بين الدول بناءً على العادات الثقافية ومستوى الوعي البيئي، مما يؤثر على البصمة المائية الوطنية، فالدول التي تستورد كميات كبيرة من السلع الزراعية والصناعية قد تكون لها بصمة مائية خارجية كبيرة، مما يعني أن استهلاك المياه يحدث في دول أخرى.
5) السياسات الحكومية
وتعد القوانين المتعلقة بحماية الموارد المائية واستخدامها تؤثر أيضًا على كيفية قياس البصمة المائية للدولة. الحكومات التي تتبنى سياسات صارمة لحماية المياه يمكن أن تسهم في تقليل البصمة المائية.
ويمكننا القول باختصار، أن البصمة المائية للدول تتأثربعوامل متعددة تشمل المناخ، الأنشطة الاقتصادية، كفاءة الإدارة، العوامل الاجتماعية والاقتصادية، والسياسات الحكومية.
تطبيق البصمة المائية في مصر
في سياق متصل أكد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري، على أهمية تعظيم العائد من وحدة المياه من خلال "إنتاج غذاء اكثر من أقل كميات من المياه" خاصة فى المناطق التي تعانى من الشح المائى ومحدودية الموارد المائية، مع ضرورة استخدام البصمة المائية لتقييم مدى النجاح فى تعظيم العائد من وحدة المياه، موضحًا أن التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء هى أحد أهم أدوات التعامل مع محدودية موارد المياه فى المستقبل، ولكن علينا أن نبدأ من الآن فى وضع الأسس التي يتم الاعتماد عليها مستقبلا لتحقيق هذا التحول.