السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

حكاية منزل نتنياهو الذي سرقه من آل كنعان

الثلاثاء 22/أكتوبر/2024 - 12:41 م
منزل الطبيب توفيق
منزل الطبيب توفيق كنعان الذي سرقه نتنياهو

ضج العالم بتوجيه حزب الله ضربته القوية لقيساريا، حيث شهدت الأيام الماضية هجوم على منزل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمسيرة تم إطلاقها من جنوب لبنان إلى، منطقة قيساريا، ولكنه لم يتواجد في المنزل هو و زوجته، واتهم مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي إيران بمحاولة اغتيال نتنياهو. 

 

وتعد قيسارية بلدة فلسطينية تبعد عن لبنان 70 كلم،  تمّ احتلالها عام 1947، وتقع في فلسطين على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وهي من أقدم المناطق التي سكنها البشر، إلى الجنوب من مدينة حيفا، وتبعد عنها حوالى37 كم، بلغت مساحة أراضيها 31786 دونماً.

 

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مقالة تثبت فيها أنّ نتنياهو يعيش في منزل مسروق، يعود في الأصل إلى الطبيب الفلسطيني توفيق كنعان، الذي اضطر هو وعائلته إلى هجر المنزل خلال النكبة الفلسطينية عام 1948.

 

من هو الطبيب توفيق كنعان؟ 

الطبيب توفيق كنعان

 

كان توفيق كنعان طبيب وباحث معروف في الطب ويعمل في مشفى "بيكور حوليم”، ومديراً لعدد من المستشفيات، منها مستشفى "هانسن” للأمراض العقلية، ومستشفى "شعاري تصيدق”، ومستشفى "أوغستا فيكتوريا” وغيرها. 

 

وكان أيضاً إتنوغرافياً ومؤرخاً للفلوكلور الفلسطيني، ولديه عدد كبير ومثير للإعجاب من التمائم وأدوات العبادة المحلية، وهو متحدث سياسي باسم شعبه ومحارب بقلم حاد ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني.

 

وسكنت عائلة كنعان في بيت فاخر في حي المصرارة، وهو أحد البيوت التي كانت بملكية العائلة، كان البيت مقابل سور البلدة القديمة في شارع كان يسمى في حينه "غودفري دي دفيون” والآن اسم هذا الشارع "ع.ح”.


 

ثمة غرباء يسكنون في البيت

وفي فبراير 1948 قصف الحي للمرة الأولى، وفي 5 مايو من العام نفسه، أصيب إصابة مباشرة فغادر الدكتور كنعان وأبناء عائلته البيت ووجدوا ملاذاً لهم في الدير اليوناني الأرثوذكسي الذي يقع بين سورين. 

 

وكانوا على ثقة بأنهم سيعودون إلى بيتهم قريباً، كل يوم كان الطبيب وزوجته يصعدان على السطح ويشاهدان كيف يتم نهب محتويات بيتهم وتدمير كتاباته وسرقة أجزاء من مجموعته التراثية الخاصة، لم يعودوا إلى البيت مرة ثانية ،  ثمة غرباء يسكنون فيه، و في  الخامس عشر من شهر يناير عام 1965 توفي الدكتور توفيق كنعان، الذي حقق إنجازات كبيرة ولكن تم تجريده من كل أملاكه.

 

عائلة جاءت من الولايات المتحدة 

 

وأشارت المقالة، إلى أنّه تمّ الاستيلاء على منزل عائلة كنعان علناً في عام 1948.

وفي عام 1949 وكانت القدس المحتلة غنية بمخزون من البيوت المسروقة للفلسطينيين الذين  طردوا أو هربوا منها بسبب القصف، وجاءت أسرة من الولايات المتحدة الأمريكية ، ولم تجد منزلا لتعيش فيه ، منحت هذه الأسرة بيتا فاخرا لتعيش كان هذا البيت للطبيب توفيق كنعان وكانت الأسرة لبنيامين نتنياهو .

 

حيث قُدِّم المنزل إلى عائلة نتنياهو التي جاءت من أميركا لتستوطن في القدس المحتلّة، وقد دفعت العائلة 16.500 ليرة ثمناً له (هذا ما كتب في وثيقة الطابو)، مبلغ صغير مقابل فيلا في مركز المدينة بمساحة 581 متراً مربعاً. وللمقارنة، شقة تتكون من ثلاث غرف في "بات يم” بيعت حينها بمبلغ 32 ألف ليرة، ضعف ثمن الفيلا التي تتكون من طابقين في القدس.

 

وورث بنيامين وشقيقه المنزل عن والدهما، لكن الأخير باع حصته لبنيامين بمبلغ يُقدّر بنحو 1.3 مليون دولار، لتنتقل ملكية المنزل بكامله إلى نتنياهو.