من المجد للانهيار.. رحلة أدريانو المأسوية من قمة كرة القدم إلى الشوارع
تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو محزن يظهر المهاجم البرازيلي السابق أدريانو في حالة يرثى لها بشوارع مدينة ريو دي جانيرو.
وقد تم تصويره وهو في حالة سكر شديد، حافي القدمين، ويمسك بكوب من الخمر، بينما يبدو غير واعٍ تمامًا لما يدور حوله.
هذا المشهد الصادم أثار الكثير من التعاطف والدهشة بين معجبي اللاعب الذي كان في يوم من الأيام واحدًا من أفضل المهاجمين في العالم.
ذكرى المجد تتلاشى
عندما يتذكر عشاق كرة القدم أدريانو، يتذكرون المستوى العالي الذي قدمه مع نادي إنتر ميلان والمنتخب البرازيلي في أوائل الألفية الجديدة.
كان أدريانو في تلك الفترة نجمًا لامعًا، براتب يتجاوز مئة ألف يورو أسبوعيًا، لكن مسيرته انحدرت بسرعة مذهلة. فبدلاً من الازدهار، وجد نفسه يعيش في أحد أحياء ريو دي جانيرو الفقيرة، وهو تحول درامي يصعب تصديقه.
اتهامات مقلقة بالانتماء لعصابات إجرامية
تتردد شائعات حول تورط أدريانو في عصابة “الكوماندوز الأحمر” الشهيرة في البرازيل، حيث يُقال إن العصابة قد أجبرته على الانضمام إليها لحماية أسرته.
هذا الانتماء لم يقتصر فقط على الضغوط الشخصية، بل انطوى أيضًا على تهم تتعلق بصفقات السلاح، مما يعكس البؤس الذي يعيش فيه اللاعب السابق.
فقدان التركيز بعد وفاة الوالد
لم يكن انحدار أدريانو المفاجئ مجرد نتيجة لتغيرات في حياته المهنية، بل كان له جذور عميقة تتعلق بالحادث الشخصي الأليم.
فقد أدريانو والده في عام 2006، مما أثر سلبًا على أدائه مع إنتر ميلان. ومنذ ذلك الحين، عانى من عدم الاستقرار النفسي ولم يتمكن من استعادة مستواه المعهود، مما أدى إلى مشكلات متعددة في حياته.
مسيرة تتسم بالتحديات
خلال مسيرته الكروية، ساهم أدريانو في فوز المنتخب البرازيلي بلقب كوبا أمريكا عام 2004 وكأس القارات عام 2005، حيث حصل على لقب الهداف في كلا البطولتين.
ورغم انتقاله إلى عدة أندية بعد إنتر ميلان، بما في ذلك روما ولوهافر، لم يتمكن من إثبات نفسه كما كان في السابق، حيث كانت محاولاته في اللعب لنادي ميامي الأمريكي في دوري الدرجة الرابعة أيضًا غير ناجحة.
مشكلات قانونية متزايدة
ازدادت مشاكل أدريانو مع السلطات، حيث تم القبض عليه بسبب قضايا تتعلق بترويج المخدرات والقيادة تحت تأثير الخمر. كما تسلطت الأضواء على حياته الخاصة المليئة بالمآسي، بما في ذلك فقدان صديقته في حادث مروري مرتبط بتجارة المخدرات.
الاعتزال والوداع المؤجل
على الرغم من اعتزاله كرة القدم الاحترافية منذ سنوات، إلا أن العديد من المعجبين ينتظرون وداعًا رسميًا يليق بموهبته.
وقد أعلن أدريانو عن إقامة مباراة وداعية في 15 ديسمبر على ملعب ماراكانا الأسطوري، حيث سيلعب لفريقين، فلامنجو وإنتر ميلان، في حدث يهدف إلى إنهاء مسيرته الرياضية بشكل لائق.
تمثل قصة أدريانو مأساة حقيقية لأحد أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم.
ورغم الانتصارات التي حققها، فإن الظروف القاسية التي يعيشها الآن تلقي بظلالها على مسيرته.
ومع ذلك، يبقى الأمل معلقًا على أن يتمكن من استعادة توازنه وإعادة بناء حياته، بعيدًا عن الأضواء التي كانت ساطعة عليه في السابق.