إيفان يواس يكشف مدى تأثير قرار الإدارة الأمريكية على الحرب الروسية الأوكرانية
قال إيفان يواس، مستشار مركز السياسة الخارجية، إنه منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال هناك الكثير من الخطوط الحمراء التي جرى تخطيها، وقرار رفع الحظر عن استخدام أوكرانيا الصواريخ الأمريكية لضرب أهداف في روسيا انتظرته أوكرانيا طويلا.
الحرب الأوكرانية
وأضاف «يواس»، خلال مداخلة ببرنامج «مطروح للنقاش»، وتقدمه الإعلامية داليا أبو عميرة، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، «أوكرانيا حصلت على هذه الإشارة الخضراء للمضي قدما، وذلك قبل شهرين من تولي الرئيس ترامب، وكانت هناك زيارة من وزير الخارجية الأمريكي لكييف، وكان من المفترض أن يعطى الضوء الأخضر في هذه الزيارة لاستخدام الصواريخ طويلة المدى في الأراضي الروسية».
وتابع: «منذ نصف عام أو يزيد، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي إنه لا يجب أن نخلق حدود بشأن الحرب الأوكرانية لأجل حريتها، كييف ليست من تهاجم موسكو بل العكس، ونحارب من أجل استقلالنا، لقد خسرنا أجزاء من أراضينا، ونحن لا نرغب في السيطرة على روسيا لكن استعادة أراضينا، وهذا القرار الذي اتخذ يساعدنا في ذلك».
القرار الأمريكي المتوقع بتزويد كييف بصواريخ متطورة
كما قال دكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، إن القرار الأمريكي المتوقع بتزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة مثل "ستورم شادو" و"آتكمس" أثار زخما روسيا، ويحتاج إلى النظر من عدة زوايا، سياسيا وعسكريا.
وأضاف "ملحم"، خلال مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية"، أنه لا أثر عسكري أو فني لهذا القرار على الإطلاق، فهذه الصواريخ لا تطلق إلا من خلال بعض الطائرات مثل F35 التي عليها الاقتراب من الحدود الروسية لتطلق الصاروخ.
وتابع، أنّ الكتلة المتفجرة لصاروخ ستورم شادو كبيرة للغاية، ويطير على ارتفاعات منخفضة للغاية، وأثره التفجيري كبير، ولكن لا يمكن توجيهه بنظام توجيه بنظام GPS ويحتاج نظام الملاحة الأمريكي الخاص حتى لا تتمكن روسيا من اعتراضه أو التعامل معه بطريقة أو بأخرى.
وتابع، أن هذه الخطوة تستهدف تعقيد العلاقات بين روسيا وحلف الناتو، وتعزيز واستمرار الحرب بما يخدم "معسكر الحرب" في أمريكا، لافتًا، إلى أن هذا القرار يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجية لتصعيد النزاع قبل الانتخابات الأمريكية، بهدف إحراج أي إدارة مستقبلية، خاصة إدارة ترامب، إذا عادت للسلطة.
العلاقات بين واشنطن وموسكو
إلى ذلك قال السفير يوسف الشرقاوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بالسماح لأوكرانيا بشن ضربات بعيدة المدى على روسيا في هذه المرحلة الدقيقة مفاجئ وتطور خطير.
وأضاف، خلال تصريحات ببرنامج "مطروح للنقاش”، عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، الذي تقدمه الإعلامية داليا أبو عميرة، أن هذا القرار يؤثر بشكل مباشر على العلاقات بين واشنطن وموسكو، بالإضافة إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" وروسيا.
وتابع، أن هذا القرار يؤثر على مسألة الأمن الأوروبي، كما أن تأثيره يمتد إلى العلاقات بين بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا، التي قامت بتقديم دعم مماثل عبر إمدادها بصواريخ طويلة المدى.
أمريكا إذا تراجعت عن دعم أوكرانيا سيكون هناك مسار أوروبي
من جهته، قال إبراهيم كابان، الكاتب والباحث السياسي، إن المصلحة الاستراتيجية الأمريكية والأوروبية مشتركة، وبالتالي، فإن هناك مسار حلف الناتو ومسار انتشار الجيش الأمريكي في المنطقة وتقوية حلف الناتو في أوروبا الشرقية، وكلها مسارات غربية لا لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يكون للاتحاد الأوروبي مسار مستقل عنها.
وأضاف "كابان"، خلال مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن أمريكا إذا تراجعت عن دعم أوكرانيا، سيكون هناك مسار أوروبي قد يختلف عن نظيره الأمريكي في الملف الروسي، وبالتالي، فإن بايدن أراد طمأنة أوروبا بقرار السماح لكييف باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى.
وتابع، أن قرار بايدن رسالة لروسيا أيضا حول إشراك كوريا الشمالية في المعارك بأوكرانيا، كما تريد واشنطن طمأنة كييف بأنها ستدعمها، بالإضافة إلى أن بايدن أراد أن يضع ترامب أمام مسار لا يمكنه التراجع عنه، وبالتالي، فإن الاتحاد الأوروبي يضغط على أمريكا لتقوية حلف شمال الأطلسي "ناتو" لتقوية جبهته أمام روسيا، لأن معركة أوكرانيا فاصلة بشأن إمكانية التمدد الروسي في أوروبا الشرقية مثلما كان الحال عليه قبل تسعينيات القرن الماضي.
قرار أمريكي يزيد تعقيد المشهد
وفي تحول لافت لمسار الحرب الأوكرانية الروسية المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن رفع القيود التي كانت تمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة التي تزودها بها الولايات المتحدة لضرب عمق الأراضي الروسية.
وعرض برنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية داليا أبو عميرة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "قرار أمريكي يزيد تعقيد المشهد".. هل تريد إدارة بايدن زيادة الدعم لأوكرانيا قبل رحيلها؟
هذا القرار الأمريكي الذي يزيد من تعقيد المشهد بين روسيا والغرب من ناحية ويدفع المعارك بين روسيا وأوكرانيا إلى اتجاه تصعيدي متزايد من ناحية أخرى، جاء مغايرا تماما لمواقف إدارة بايدن السابقة بشأن هذه الخطوة، إذ لم تمنح واشنطن الضوء الأخضر لكييف لاستخدام الصواريخ بعيدة المدى ضد روسيا خشية توسع الصراع.
رفع الحظر على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية
وفي وقت سابق، أكد مجلس الدوما الروسي أن استهداف أوكرانيا الأراضي الروسية بأسلحة أمريكية بعيدة المدى سيؤدي حتما إلى تصعيد خطير، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
ذكرت مصادر لوكالة أسوشيتد برس أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سمح لأوكرانيا للمرة الأولى باستخدام الصواريخ طويلة المدى التي تقدمها أمريكا لكييف لتنفيذ هجمات داخل روسيا.