جناح الأديان في COP29 يستعرض حلولا مبتكرة لتحقيق العدالة المناخية
نظَّم جناح الأديان في مؤتمر الأطراف COP29 سلسلة جلسات حوارية ضمن فعالياته باليوم الثامن، تناولت أبرز التحديات والحلول المتعلقة بالعدالة المناخية، وتنظيم أسواق الكربون، وتأثير التغير المناخي على المجتمعات الأكثر هشاشة وعرضة لتداعيات تغير المناخ، كما ركَّزت الجلسات على ضرورة تعزيز دور الفاعلين المحليين والدينيين في عمليات التخطيط والتنفيذ، من خلال تقديم حلول مبتكرة تُسهم في تحقيق الاستدامة البيئية.
وفي أولى جلسات الجناح التي عُقِدَت تحت عنوان "صوت الأديان لتحقيق العدالة المناخية" تناول المشاركون التأثيرات العميقة للتغير المناخي على المجتمعات المحلية، خاصة في المناطق الأكثر عرضة لتداعياته؛ مثل الفيضانات، وارتفاع منسوب البحار، والتلوث الناتج عن تسربات النفط، وما تسببه من أضرار للموارد الزراعية والبحرية، مما يؤثر على الأمن الغذائي وسبل العيش؛ حيث أكدوا أهمية الاستماع إلى أصوات المجتمعات المتأثرة مباشرة بهذه الأزمات، والضرورة الملحة لتعزيز دور قادة الأديان في العمل مع هذه المجتمعات لرفع الوعي وتعزيز جهود الحماية البيئية، وتقديم حلول عملية ومستدامة، مثل استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتوسيع نطاق المبادرات المناخية المحلية.
وتناولت الجلسة الحوارية الثانية التي عُقِدَت تحت عنوان: "أسواق الائتمان المتوافقة مع اتفاق باريس تقديم الدعم للدول المضيفة" أهمية تنظيم أسواق الكربون لتحقيق هدف الحدِّ من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية؛ حيث أشار المشاركون إلى أن أسواق الائتمان يجب أن تحقق توزيعًا عادلًا للمنافع بين المستثمرين والدول المضيفة، مع التركيز على تجنب المشروعات التي قد تؤدِّي إلى تأثيرات سلبية طويلة الأمد، كما أكدوا أهمية بناء القدرات في الدول النامية لضمان قدرتها على الانخراط في أسواق الكربون بفعالية، مشيرين إلى ضرورة تطوير مراكز وطنية لمراقبة الكربون وربط السجلات الوطنية بالسجلات الدولية بما يسهم في تحقيق أهداف المناخ المشتركة وتعزيز السياسات التي تدعم الالتزام بأهداف اتفاق باريس.
تعزيز الإنتاج الغذائي المستدام
وناقشت الجلسة الحوارية الثالثة التي عُقِدت بعنوان: "حلول للاستعادة والتعافي والمرونة في العلاقة بين التنوع البيولوجي والمناخ والنظم الغذائية"، أهمية الترابط بين المناخ، التنوع البيولوجي، والنظم الغذائية، مشيرةً إلى أن معالجة أحد هذه القضايا يتطلب حلولًا شاملة تشمل الجوانب الأخرى؛ حيث أوضح المشاركون بالجلسة أن التغير المناخي يؤدِّي إلى تدهور التنوع البيولوجي، مما ينعكس سلبًا على النظم الغذائية ويسبب انعدام الأمن الغذائي في العديد من المناطق، لافتينَ إلى ضرورة العمل للحفاظ على الأراضي والتقاليد الزراعية الأصيلة التي تحمي التنوع البيولوجي وتعزز الإنتاج الغذائي المستدام.
وفي السياق ذاته، بحثت الجلسة الحوارية الرابعة التي عُقِدَت بعنوان: "تعزيز الشراكات للتكيف مع تغير المناخ، بما في ذلك معالجة الخسائر والأضرار: توطين أدوات التمويل ودمج قادة الأديان في عمليات التخطيط والتنفيذ"، أهمية تفعيل تمويل المبادرات التي تهدف إلى معالجة تأثيرات تغير المناخ وتوسيع الشراكات لتحقيق العدالة المناخية؛ حيث أشاد المشاركون في الجلسة بالتقدم المحرز في إنشاء صندوق معالجة الخسائر والأضرار بوصفها خطوة أساسية نحو تعزيز التضامن العالمي، مشيرين إلى ضرورة تضمين الفاعلين المحليين والدينيين في عمليات التخطيط والتنفيذ لضمان إيجاد حلول مستدامة تتماشى مع احتياجات المجتمعات الأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ.
وأكد المشاركون في الجلسة الحوارية الخامسة، التي جاءت بعنوان: "توظيف التمويل الإسلامي لتعزيز الطاقة المتجددة" الدور الفاعل الذي يقوم به التمويل الإسلامي في دعم مشروعات الطاقة النظيفة والمستدامة؛ حيث أشاروا إلى الحاجة الملحة إلى سد فجوة التمويل من خلال تطبيق حلول تعتمد على التمويل الإسلامي لدعم الوصول إلى مصادر طاقة نظيفة وتعزيز المرونة المناخية للمجتمعات الضعيفة والأكثر تضررًا من المناخ.
مجلس حكماء المسلمين
ويهدف جناح الأديان، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، في COP29 إلى البناء على النجاح الذي تحقَّق في النسخة الأولى خلال COP28، ومواصلة العمل على تأطير تغيُّر المناخ باعتباره قضية دينية وأخلاقية عميقة؛ وبحث أفضل الممارسات لتشجيع أنماط الحياة المستدامة، فضلًا عن استكشاف التأثيرات غير الاقتصادية لتغير المناخ من خلال وجهات نظر قائمة على الإيمان، ودعوة صنَّاع القرار والسياسات على مستوى العالم من أجل النظر في العواقب الروحية والأخلاقيَّة للإهمال البيئي واتخاذ إجراءاتٍ فوريَّةٍ وحاسمة لحماية الكوكب.