عضو بالشؤون الإسلامية: إقامة المجالس الفقهية في المساجد تُحد من ظاهرة الطلاق
حذر الدكتور عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، من انتشار ظاهرة الطلاق لافتاً إلى أن نسب الانفصال في السنة الأولى بلغت 50%، فكان لا بد من مناقشة أسباب الحقوق المتعلقة بين الزوجين والأسرة عن طريق مجالس فقهية تعقد في المساجد للحد من الظاهرة.
وأضاف الدكتور عبدالغني هندي، في تصريحات تلفزيونية، أن الأسرة هي اللبنة الأولي في بناء الأمن القومي لأي مجتمع ولابد من حماية المجتمع الأسري والحفاظ على التماسك الأسري والتأكيد على ذلك من خلال رؤية عصرية دينية تعبر عن الواقع وتطرح المشكلات وطرق حلها.
وتابع عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بعملية اختطاف ذهني للمواطنين، وتسببت في تراجع القيم بشكل كبير جداً، مطالباً بضرورة رفع الوعي المجتمع، بالإضافة إلى تلاحم رجال الدين مع المواطنين لحثهم على القيم والعادات والفطرة السلمية والتعريف بصحيح الدين.
في سياق متصل أكدت الدكتور راوية خليل، الواعظة بوزارة الأوقاف، أن مبادرة وزارة الأوقاف للواعظات لتعزيز التماسك الأسري من المبادرات التي رعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور أسامة الأزهري، مشيرة إلى أن المبادرة وصلت لعدد كبير من السيدات؛ ما أدى لعدول السيدات عن الطلاق وخلع أزواجهن.
وقالت الدكتورة راوية خليل: «منصات التواصل الاجتماعي سبب كبير من أسباب الخرس الزوجي والمشكلات العديدة الأخرى بين الزوجين، وفي المبادرة نجابه السموم التي تبثها تلك المنصات».
وتابعت: هناك تواصل يتم من قبل الواعظات للرجال بعد الاستماع للزوجة أيضا، والخلل الأول في الأسرة يكون في الحقوق والواجبات، ومعرفة كل منهما لتلك الحقوق والواجبات على الآخر.
أسباب الطلاق بين الأزواج
واختتمت راوية خليل: من أكثر أسباب الطلاق بين الأزواج هو «العطش العاطفي»، والذي ينتج بسبب جفاف الزوجين بعد الزواج، زيادة على المشكلات الاقتصادية التي تواجه الأسرة، والانشغال بمنصات التواصل الاجتماعي.
فيما كشف الدكتور أحمد فوزي، استشاري الصحة النفسية، في وقت سابق عن ارتفاع معدلات الطلاق بشكل ملحوظ خلال السنة الأولى من الزواج، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تعكس تحديات اجتماعية واقتصادية يعاني منها المجتمع.
وأوضح قائلاً: "تزايد حالات الطلاق في بداية الزواج يعود بشكل أساسي إلى تراكم المسؤوليات على الأزواج الجدد، مما يسبب ضغوطًا كبيرة تؤدي في كثير من الأحيان إلى انهيار العلاقة الزوجية".
وأضاف استشاري الصحة النفسية، أن غياب الدعم والرعاية الكافية للأزواج، بجانب الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، يسهم في تفاقم هذه المشكلة.
وأشار الدكتور أحمد فوزي إلى أن عدم تلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد والأسر يؤدي إلى ظهور العديد من الظواهر السلبية داخل المجتمع، موضحا أن هذه الظواهر ترتبط بشكل وثيق بالأزمات المتعددة التي يعاني منها المجتمع، سواء كانت اقتصادية، اجتماعية أو حتى دينية، و هذه الأزمات تترك آثارًا سلبية على العلاقات الزوجية، مما يزيد من احتمالية حدوث الطلاق في السنوات الأولى من الزواج.