انقسام أوروبي مع دخول اتفاقية "ميركسور" للتجارة الحرة مرحلتها النهائية

حالة من التأهب داخل الإتحاد الأوروبي، وأربع دول من أمريكا اللاتينية، لمحاولة أخيرة من أجل إبرام اتفاقية "ميركسور" المثيرة للجدل بين الجانبين منذ ما يقارب الــ 25 عاماً.
وفي ظل دعم من ألمانيا وإسبانيا، تميل المفوضية الأوروبية لتوقيع اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي و تجمع "ميركوسور" -السوق المشتركة الجنوبية التي تضم الأرجنتين، والبرازيل ، وباراجواي، وأوروجواى-، والتي من شأنها السماح لدول أمريكا الجنوبية بتصدير المزيد من لحوم الأبقار والدجاج والسكر إلى أوروبا، دون رسوم جمركية.
انقسام أوروبي مع دخول اتفاقية "ميركسور" للتجارة الحرة مرحلتها النهائية
وبرغم ذلك، تقف بعض دول الاتحاد الأوروبي في وجه الاتفاقية، حيث تقود فرنسا جبهة المقاومة، محاولة إقناع العواصم الأوروبية الأخرى بتشكيل أقلية مانعة- تمثل ما لا يقل عن 35% من سكان الاتحاد الأوروبي – ومعارضة تبني الاتفاقية.
وتسعى الاتفاقية التي تشمل كلاً من البرازيل والأرجنتين وباراجواي وأوروجواي والدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى تشكيل واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، وتغطي ما يربو على 700 مليون شخص.
ويعتبر هدف الاتفاقية الأساسي، هو خفض الرسوم الجمركية وتعزيز التبادل التجاري، ولا تشمل الاتفاقية بوليفيا، العضو الجديد في ميركوسور، إلى جانب فنزويلا أيضاً، حيث تم تعليق عضويتها منذ ما يقارب الـ 8 سنوات.
بدأت الاتفاقية عام 1999 وتم الاتفاق عليها من حيث المبدأ في عام 2019 دون التصديق عليها، ويرفض مزارعو أوروبا الاتفاقية إذ ينتابهم قلقاً إزاء المنافسة غير العادلة وإغراق الأسواق لصالح منتجات أمريكا الجنوبية.
على جانب أخر عللت بعض الدول المعارضة للاتفاقية بأنها تفتقر للمعايير البيئية والاجتماعية والصحية الكافية.
واردات الاتحاد الأوروبي من ميركسور بالأرقام
يعتبر الإتحاد الأوروبي فعلياً سوق رئيسية لدول ميركسور، فبحسب البيانات، قامت دول البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وباراجواي في عام 2023 بتصدير منتجات زراعية وغذائية بما يقارب الــ 24 مليار دولار إلى دول الإتحاد الأوروبي، وهو ما يشكل حوالي 13.3% من إجمالي صادرات هذه الدول الأربع خارج اتفاقية ميركوسور.
ويقدر المكتب الأوروبي للإحصاءات (يوروستات) أن الدول الأربعة قد شكلت في 2023 12.6% من واردات دول الاتحاد الأوروبي، من حيث القيمة.