المتمردون السوريون يسيطرون على معظم حلب بعد مصرع 16 في غارة جوية

سيطر مقاتلو المعارضة المسلحة على معظم مدينة حلب السورية، ثاني أكبر مدينة في البلاد، بعد شنهم هجوما مفاجئا ضد القوات الحكومية، وفقا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت، حيث تردد أن غارة جوية أسفرت عن مقتل 16 شخصا وإصابة 20 آخرين.
تنظيم "هيئة تحرير الشام" تقدم إلى عمق مدينة حلب
وقال المرصد إن تحالفا من الفصائل المتمردة بقيادة تنظيم "هيئة تحرير الشام" قد تقدم إلى عمق مدينة حلب، وأصبح الآن يسيطر على معظم الجزء الشمالي من المدينة.
وأشار المرصد إلى أن محافظ المدينة وقادة الأمن انسحبوا من وسط المدينة، بينما فرّت القوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد إلى ضواحي المدينة.
وقالت القوات المسلحة السورية إن العدد الكبير من المقاتلين المشاركين في الهجوم المفاجئ متعدد الجبهات دفع القوات الحكومية إلى إعادة نشر قواتها والتحضير لشن هجوم مضاد.
وفي البيان، أكدت القوات العسكرية أن "الجماعات الإرهابية" تمكنت من اختراق أجزاء كبيرة من حلب، التي يقطنها أكثر من مليوني شخص.
الاشتباكات في شمال غربى سوريا
وقالت القوات المسلحة: "لقد خاضت قواتنا المسلحة معارك عنيفة على جبهات تمتد لأكثر من 100 كيلومتر لوقف تقدمهم"، وأضافت أن العشرات من جنودها قُتلوا في المعارك.
واندلعت الاشتباكات في شمال غربى سوريا يوم الأربعاء، حيث اشتبكت تحالفات المعارضة مع القوات الحكومية.
ويمثل الهجوم الذي شنته الفصائل المتمردة تصعيدا كبيرا في الحرب الأهلية السورية، المستمرة منذ عام 2011، والتي شهدت مؤخرا جبهات قتال ثابتة نسبيا.
مقتل 16 شخصا في غارة جوية على حلب
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 16 شخصا قُتلوا في غارة جوية استهدفت وسط حلب اليوم السبت.
وأُصيب نحو 20 آخرين في الغارة التي استهدفت دوارا في وسط المدينة، وهي الغارة الأولى منذ دخول الفصائل المعارضة إلى حلب.
ووصفت الحادثة بأنها "مجزرة مروعة ارتكبتها الطائرات الحربية، على الأرجح روسية"، وفقا للمرصد.
وتبع الهجوم الأخير غارات ليلية، وقال المرصد إنها كانت أولى الغارات الروسية على حلب منذ عام 2016.
وتسببت المعارك الحالية في مقتل ما لا يقل عن 327 شخصا وتشريد ما لا يقل عن 50 ألف آخرين، وفقا لتقديرات المرصد.
كل الأنظار على رد فعل روسيا
وفقا لأحد الخبراء، يعتمد نجاح الهجوم الجماعي لفصائل المعارضة السورية على حلب إلى حد كبير على رد فعل موسكو.
وقال هايكو ويمن من "مجموعة الأزمات الدولية" البحثية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "بدون دعم جوي روسي كبير، من المرجح أن القوات الحكومية تحت قيادة الأسد لن تتمكن من استعادة حلب".
وأضاف أنه في هذه الحالة، قد تتمكن الفصائل المتمردة من تحقيق مكاسب إقليمية إضافية.
ومع ذلك، لا يعتقد ويمن أن روسيا ستسمح بسقوط الأسد، مشيرا إلى أن الكرملين قد استثمر الكثير في الرئيس السوري لحدوث ذلك.
خبير: المعارضة تستغل الفوضى الإقليمية
وفقا لويمن، قد يكون توقيت الهجوم مرتبطا بالأحداث في لبنان.
وتم إضعاف الميليشيات المدعومة من إيران، التي تعتبر من الداعمين الرئيسيين للأسد إلى جانب روسيا، مؤخرا بسبب تورطها غير المباشر في حرب غزة والهجمات الإسرائيلية اللاحقة على أهداف مرتبطة بإيران، بما في ذلك حزب الله في لبنان.
وأوضح ويمن أن المعارضة قد استغلت هذه اللحظة كفرصة استراتيجية.
من ناحية أخرى، وفر الفراغ في القوة في حلب فرصا للقوات الكردية.
وبعد انسحاب القوات الحكومية، سيطرت الميليشيات الكردية، التي لا تنتمي إلى تحالف المعارضة بقيادة إسلاميين، على مطار حلب وبلدتين في ضواحي المدينة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقد تم إغلاق المطار منذ يوم الجمعة.