الأوقاف تكشف عن خطة لمواجهة ظاهرة الإلحاد
أكد الدكتور أسامة محمد رسلان، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، أن الوزارة معنية بسبل المواجهة الفكرية لظاهرة الإلحاد، ومنذ تولي الدكتور أسامة الأزهري الوزارة، هناك استراتيجية وخريطة عمل خلال الـ5 سنوات المقبلة وهي مكافحة التطرف الديني ومكافحة التطرف اللاديني "الإلحاد" وبناء الإنسان وصناعة الحضارة، موضحًا أنه في منتصف العشرية الأولى لهذا القرن زادت فكرة الإلحاد مع توسع الإنترنت.
وقال "رسلان"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، انه بحكم الظهور والبروز الإعلامي لكل ما هو بحثي وعلمي فأن هناك متابعة لأي إصدارات أخرى للعلوم الإنسانية ومن ضمنها الدعوة للإلحاد والذي يأتي من الدول الغربية، مؤكدًا أن هناك لجنة مشتركة بين الوزارات تنعقد لمناقشة هذه الأمور وعلى أولوياتها مواجهة الإلحاد، مشددًا على أن هناك خطة مشتركة للوزارات للعمل على مواجهة الإلحاد.
وتابع: "رصدنا ظاهرة الإلحاد وأنواع الإلحاد والملحدين وحججهم"، موضحًا أن فكرة الإلحاد بدأت تتصاعد بشكل كبير منذ عام 2005 مع التوسع في انتشار الإنترنت، منوهًا بأن المراهقين والشباب أكثر فئة يسهل تشكيلهم.
وفي وقت سابق أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإلحاد ينبع من انفعال نفسي وسلوكي، مشيراً إلى أن هذا الانفعال قد يكون نتيجة عدة عوامل مثل العناد، التحجر، الجهل، أو تراكم الذكريات السيئة التي تؤثر على الأشخاص.
وأضاف الشيخ خالد الجندي، أن العلم في عصرنا الحديث قد تطور بشكل كبير، وأصبح لدينا القدرة على اكتشاف العديد من الحقائق العلمية التي تدعم وجود الخالق وتثبت عظمته.
وأضاف الجندي: "في السابق، لم يكن لدينا الأدوات الدقيقة مثل الميكروسكوبات أو مناظير الفلك، ولكن اليوم، يمكننا رؤية المراحل المختلفة لتطور الجنين في بطن أمه، وفهم خصائص الجينات، ومشاهدة الأعاجيب في النباتات والكائنات الدقيقة، ومع ذلك، هناك من يصر على أن هذا التطور الكبير لا يثبت وجود الله، وهذا أمر غير منطقي."
وتابع: "العلم الحديث يُظهر لنا من خلال أبحاثه المعجزات التي تكشف عن تصميم دقيق في كل شيء حولنا، من الورقة الصغيرة إلى الحشرة، بل وحتى في حركة الذرات، وعندما نجد أشخاصًا يقولون إنه لا يوجد إله، فذلك يدل على خلل في الفهم والمنطق، وليس على تفكير علمي سليم."
في سياق متصل كان قد أكد الشيخ خالد الجندي، أن فوضى الخطاب الديني تعد واحدة من الأسباب الرئيسية التي أسهمت في انتشار ظاهرة الإلحاد، في المجتمعات الإسلامية.
الخطاب الديني
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: "الخطاب الديني في الفترة الأخيرة شهد فوضى كبيرة، تم من خلالها تسليط الضوء على الأخطاء التي يرتكبها بعض المنتسبين إلى الدين، في حين أن هؤلاء قد لا يكون لهم علاقة حقيقية بالخطاب الديني في الأساس".
وأضاف أن هذه الأخطاء تُستخدم لتسفيه الدين في نظر العامة، حيث يتم ترويج مواقف متطرفة أو منحرفة تحت راية الدين، قائلًا: "نجد من يدافع عن أفعال سفيهة أو يحلل ما حرّم الله أو يغرق الناس في الشهوات، وكذلك من يروج لفكر متطرف أو يشجع على الغش أو الانحراف".
وأكد أن هذه الممارسات تساهم في تشويه صورة الدين الإسلامي، وتفتح المجال للعديد من الأسئلة والشكوك التي قد تؤدي إلى الإلحاد.
نحن بحاجة إلى خطاب ديني معتدل
وأعرب عن أسفه الشديد لما وصفه بـ"فوضى الفتاوى" التي تخرج عن غير المختصين، والتي تسهم بدورها في تعميق الأزمة وتزيد من ضبابية فهم الدين لدى الشباب، قائلاً: "نحن بحاجة إلى خطاب ديني معتدل، يعتمد على الفهم الصحيح والمتوازن للدين، ويعزز من قيم الاعتدال والوسطية، بعيدًا عن التأويلات المغلوطة أو التفسيرات الشخصية".
وأشار الشيخ الجندي إلى أن فوضى الخطاب الديني تتطلب جهودًا جماعية من العلماء والمختصين لوضع حد لها، مؤكداً أن على المسلمين العودة إلى مرجعية علمية صحيحة تأخذ بعين الاعتبار ظروف المجتمع وتعمل على نشر الوعي الديني السليم بين أفراد الأمة.