مستشار سابق لـ"بوتين": مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا يتوقف على الحكومة الجديدة
قال الدكتور سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي بوتين، إن القواعد العسكرية في سوريا مهمة بالنسبة لروسيا، لأنها تستخدمها للتواصل مع العمليات العسكرية في القارة الإفريقية ومنطقة البحر المتوسط، مضيفًا أن الحكومة الروسية تتواصل مع الحكومة السورية بشكل مستمر، وإذا كانت الحكومة السورية الجديدة ستكون مستقلة وستعمل من أجل مصلحة الشعب السوري، فإنها ستوافق على الإبقاء على القواعد العسكرية الروسية لمدة ست سنوات أخرى وفقًا للاتفاقية بين الدولتين.
القواعد العسكرية الروسية
وتابع "ماركوف"، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة "القاهرة الإخبارية"، قائلًا: "إذا كانت الحكومة السورية تعتمد على تركيا، فإن القواعد الروسية ستظل قائمة أيضًا بعد المفاوضات بين روسيا وتركيا، أما إذا كانت الحكومة المستقلة تعتمد على الولايات المتحدة، فإن التعاون مع الولايات المتحدة في هذه السياقات قد يؤثر على هذه العمليات، حيث أن أحد أهم مطالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هو وقف القواعد العسكرية الروسية".
وأشار ماركوف إلى أن "روسيا لم تحارب بجانب بشار الأسد ضد أعدائه كما يُشاع، وأحيانًا كانت روسيا تساعد هيئة تحرير الشام في محاربتها ضد المجموعات الإسلامية الجهادية"، مضيفًا: "روسيا ترغب في أن ترى الدولة السورية في وضع لا يعاني فيه الشعب من عدوان الجماعات الإسلامية".
روسيا لا تُطلع الإعلام أو العالم على الحقائق كاملة
كما قال الكاتب الصحفي إيهاب عمر، إنّ أغلب الأنباء المتعلقة بالوجود الروسي في سوريا مصدرها تقارير استخباراتية وإعلامية غربية، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل، مضيفًا: "روسيا سبق لها أن نشرت مجموعة من القواعد العسكرية ونقاط التفتيش والارتكاز في عدد من المحافظات السورية، مثل حمص وحلب وحماة، لكن هذا الانتشار كان مؤقتًا خلال الفترة من 2011 إلى 2024 للتعامل مع الحرب السورية، وبعد انتهاء الحرب عادت روسيا إلى قاعدتها الأساسية على الساحل السوري".
وأوضح عمر، خلال لقاء مع الإعلامية مارينا المصري، مقدمة برنامج «مطروح للنقاش» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ روسيا لا تُطلع الإعلام أو العالم على الحقائق كاملة، لأن الجيوش لا تعلن عن تحركاتها، بل عن نتائج تلك التحركات.
وتابع الكاتب الصحفي: "مجموعة الصور التي أظهرت قيام الجيش الروسي بتفكيك بعض المعدات في محافظة طرطوس لا تدل على أن روسيا ستنسحب من سوريا، الوجود الروسي في سوريا يُعد المكسب الوحيد الذي استطاعت موسكو الحفاظ عليه في الشرق الأوسط منذ الحقبة السوفيتية".
وأكد أنّ انسحاب روسيا من سوريا ليس أمرًا سهلاً، حيث يوفر لها الإطلالة الاستراتيجية على المياه الدافئة، هذه الإطلالة ظلت هدفًا استراتيجيًا لموسكو منذ زمن القياصرة مرورًا بالحقبة السوفيتية وحتى فترة حكم الرئيس فلاديمير بوتين، مشددًا على أن روسيا باقية في اللاذقية حتى إشعار آخر.