الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

متوسط العمر في أمريكا ارتفع خلال العام الماضي.. ولكنه لم يعود لمستويات ما قبل جائحة كورونا

الجمعة 20/ديسمبر/2024 - 11:26 ص
متوسط العمر في أمريكا
متوسط العمر في أمريكا ارتفع خلال العام الماضي

  ارتفع متوسط العمر في الولايات المتحدة العام الماضي، كما أظهرت بيانات أولية تسجيل تحسن آخر، ولكن ربما يكون أصغر بصورة كبيرة خلال هذا العام.

وكانت معدلات الوفاة قد تراجعت العام الماضي لجميع الأسباب الرئيسية تقريبا، وخاصة فيروس كورونا وأمراض القلب والإفراط في تعاطي المخدرات، حسبما قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في تقرير صدر مؤخرا. وهذا يعني إضافة نحو عام لمتوسط العمر المتوقع للأمريكيين.  

وأشار الخبراء إلى أن هذا التراجع يرجع إلى عودة الأمور لطبيعتها بعد جائحة كورونا. ولكن متوسط العمر لم يعود بعد لمستويات ما قبل الجائحة، ويبدو أن العودة لهذه المستويات تفقد الزخم.

متوسط العمر في أمريكا ارتفع خلال العام الماضي 

 

وقالت إليزابيث رايلي فيلد الباحثة في جامعة مينسوتا، التي تدرس إحصاءات الوفيات" ما نراه هو تحسن مستمر، ولكن بطئ ". وأضافت" نحن نقترب إلى حد ما للعودة لنوع ما من الوضع الطبيعي  الذي يعد أسوأ مما كان عليه قبل الجائحة".

وتوفى نحو 1ر3 مليون شخص في أمريكا العام الماضي، أي أقل بواقع 189 ألف مقارنة بالعام الذي يسبقه. وتراجعت معدلات الوفاة في جميع الفئات العرقية وبين الرجال والنساء.

وأظهرت البيانات الأولية لأول عشرة أشهر من عام 2024 أن البلاد في طريقها لتسجيل حالات وفاة أقل هذا العام، ربما أقل بواقع 13 ألف حالة. ولكن من المرجح تقلص الفرق في ظل ورود المزيد من وثائق الوفاة، حسبما قال  روبرت اندرسون المسؤول بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها .

وقال اندرسون، المعني برصد حالات الوفاة في المركز الوطني لإحصاءات الصحة بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ، إن هذا يعني إنه من المرجح ارتفاع متوسط العمر خلال عام 2024" ولكن من المرجح أن لا تكون نسبة الارتفاع كبيرة".

ويشار إلى أن متوسط العمر يقيس متوسط عدد الأعوام المتوقع أن يعيشها طفل في سنة معينة بالنظر إلى معدلات الوفاة في ذلك الوقت. ويعد هذا المقياس أساسيا لصحة السكان.

ولعقود، ارتفع متوسط العمر في أمريكا بنسبة قليلة على الأقل سنويا تقريبا، بفضل التقدم الطبي وإجراءات الصحة العام. ووصل متوسط الأعمار ذروته خلال عام 2014، بما يقدر بنحو 79 عاما، وبعد ذلك ثبت نسبيا لعدة أعوام. وبعد ذلك انخفض خلال جائحة كورونا، ليصل إلى أقل من 76 ونصف عام  خلال عام 2021.

وبعد ذلك ارتفع إلى 77 ونص عام خلال عام 2022، بحسب تقرير جديد، ليصل إلى 78 ونصف خلال العام الماضي.

ومازال متوسط عمر النساء الأمريكيات أعلى من الرجال- بواقع أكثر من 81 عاما للسيدات مقارنة بأقل من 76 للرجال.

وخلال آخر خمسة أعوام، تم تسجيل أكثر من 2ر1 مليون حالة وفاة في أمريكا تعود لفيروس كوفيد-19. ولكن معظم هذه الحالات وقعت خلال عام 2020 و 2021، قبل أن تصبح المناعة الناجمة عن التطعيم و العدوى منتشرة.

وكان فيروس كورونا في وقت من الأوقات ثالث سبب للوفاة في أمريكا. وخلال العام الماضي، كان سبب وفاة نحو 50 ألف شخص، ليصبح السبب العاشر للوفيات في البلاد.

ومازالت تتوالى بيانات عام 2024، ولكن تم تسجيل 30 ألف حالة وفاة بفيروس كورونا حتى الآن. وبهذا المعدل، ربما يتقدم الانتحار على فيروس كورونا كسبب للوفاة هذا العام، حسبما قال اندرسون.

ومازالت أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في أمريكا. وهناك بعض الأخبار الجيدة غير المتداولة وهي أن معدل الوفاة بأمراض القلب انخفض بنحو 3% خلال عام 2023. وقالت اندرسون إن هذا يمثل تراجعا أصغر بكثير مقارنة بانخفاض معدل الوفاة بفيروس كورونا بنسبة 73%، ولكن أمراض القلب تؤثر على أعداد كبيرة من الأشخاص، لذلك فإن التغيرات الصغيرة يمكن أن تكون ذات تأثير أكبر.

كما أن هناك أنباء جيدة بشأن الوفيات الناجمة عن الإفراط في تعاطي المخدرات، حيث انخفضت إلى 105 آلاف خلال عام 2023 بين السكان الأمريكيين، وفقا لتقرير ثان لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها صدر أمس الخميس.

.ويقول الخبراء إن أسباب انخفاض حالات الوفاة بسبب الإفراط في تناول المخدرات مازال يخضع للدراسة، ولكن هناك ما يدعو للتفاؤل بأن حالات الوفاة مثل هذه سوف تتراجع بصورة أكبر في المستقبل. وأشار بعض الخبراء إلى نتائج استطلاع نٌشرت مؤخرا أظهرت أن عدد المراهقين الذين يتعاطون المخدرات لا يرتفع.

وقالت نورا فولكو، مديرة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، الذي قام بتمويل الاستطلاع " كلما تناول المرء المخدرات في مرحلة مبكرة، كلما زادت خطورة أن يستمر في تعاطيها، وخطورة أن يصبح مدمنا، وأن يتعرض لعواقب وخيمة". وأضافت" إذا كان يمكن تقليص عدد المتعاطين الجدد للمخدرات.. فيمكن منع الإفراط في التعاطي".