خطبة الجمعة.. بناء الطفولة طريق لبناء مستقبل أفضل
حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة المقبلة، الموافق 20 ديسمبر 2024، بعنوان “الطفولة بناء وأمل”.
وتهدف الخطبة إلى توعية المصلين بأهمية بناء جيل مستنير بالعلم وقادر على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات.
ويستعرض لكم موقع مصر تايمز نص خطبة الجمعة خلال السطور التالية.
نص خطبة الجمعة
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وجعل من مراحل عمره الطفولة، التي هي منبع الحب والبراءة.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث رحمة للعالمين.
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد، فإن الطفولة هي أجمل ما في الوجود، فهي مرحلة البراءة والنقاء، التي تملأ حياة الإنسان بالحب والحنان.
والأطفال هم نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، ففي ابتسامتهم تكمن البساطة، وفي حديثهم تتجلى البراءة، فهم كالزهور في ربيع الحياة.
لذلك، فإن بناء الطفل في هذه المرحلة هو الأساس لبناء إنسان قوي ومسؤول في المستقبل.
إن بناء الإنسان يبدأ من الطفولة، فهي النواة التي تشكل شخصيته، لذا على المجتمع بكل أطيافه أن يولي هذه المرحلة اهتمامًا خاصًا، وعلى الوالدين أن يحرصا على توفير كل ما يحتاجه الطفل من رعاية وحب واهتمام، وأن يستغلوا أوقات فراغه فيما ينفعه ويطوره.
أيها المسلمون، من سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم نتعلم الكثير عن معاملة الأطفال.
فقد كان عليه الصلاة والسلام يقطع خطبته ليحمل حفيديه الحسن والحسين، وكان يخفف الصلاة إذا سمع بكاء طفل، مراعاةً لشعور أمه.
وهذه المواقف النبوية تعلمنا أن الرحمة والحنان أساس التربية السليمة.
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحاور الأطفال ويغرس فيهم القيم والمبادئ، مثلما فعل مع عبد الله بن عباس رضي الله عنه، عندما قال له: "يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك" هذه الكلمات كانت بداية لبناء شخصية قوية واعية.
أيها الآباء والأمهات، امنحوا أطفالكم الحب والاهتمام، اجعلوهم يشعرون بقيمتهم ومكانتهم في الأسرة والمجتمع.
واستمعوا إلى أحلامهم وآمالهم، وكونوا سندًا لهم في مواجهة صعوبات الحياة.
وابتعدوا عن القسوة، فهي تزرع الكراهية في نفوسهم، واستبدلوها باللين والرفق، ليصبحوا أفرادًا أسوياء قادرين على الإبداع والتفوق.
لنحرص جميعًا على حماية أطفالنا من المخاطر التي تحيط بهم في هذا العصر، مثل إدمان الألعاب الإلكترونية والأفكار الهدامة.
فالأطفال هم أمل الأمة ومستقبلها، وبصلاحهم يصلح المجتمع بأسره.
ونسأل الله أن يوفقنا في تربية أبنائنا تربية صالحة، وأن يجعلهم منارة خير وبناء لأوطانهم وأمتهم. والحمد لله رب العالمين.
اقرأ أيضاً:
«اللهم رد علي ضالتي بقدرتك».. دعاء العثور على الأشياء المفقودة