من هرتزل إلى سموتريتش.. خريطة مملكة إسرائيل الوهمية تثير أزمة دبلوماسية
أثارت خريطة نشرها الحساب الرسمي "إسرائيل بالعربية" التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية أزمة دبلوماسية جديدة في المنطقة، حيث أظهرت ما تزعم أنه "إسرائيل التاريخية" متضمنة أراضي من دول عربية مجاورة، مما استدعى رداً أردنياً شديد اللهجة.
الأردن تدين الخرائط الإسرائيلية
وقد أصدرت وزارة الخارجية الأردنية بياناً شديد اللهجة، أدانت فيه نشر الحسابات الرسمية الإسرائيلية لخرائط تدّعي أنها تاريخيا لإسرائيل، تشمل أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والمملكة الأردنية الهاشمية ولبنان وسوريا.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه السياسات والتصريحات التحريضية التي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
الأمين العام لجامعة الدول العربية
أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات قيام حسابات إسرائيلية رسمية بنشر خرائط ادعت أنها تاريخية، وتضم أراضي عربية لكل من الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا.
وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إن نشر الخرائط المزعومة ليس تصرفاً عابراً، ولابد من قراءته في سياق حالة التطرف اليميني والهوس الديني التي تغرق فيها الحكومة الإسرائيلية ورموزها، إلى حد استدعاء خرافات تاريخية وترويجها باعتبارها حقائق.
ترجمة لنوايا شديدة التطرف
وشدد رشدي على أن رموزاً رسمية إسرائيلية سبق وأن أعلنت عن النية لضم الضفة الغربية، وإعادة استعمار غزة بالاستيطان، وأن هذه الخرائط ليست سوى ترجمة لنوايا شديدة التطرف تضمرها حكومة تُمثل خطراً حقيقياً على استقرار المنطقة، وعلى التعايش السلمي بين شعوبها.
ونقل المتحدث الرسمي عن أبو الغيط تحذيره من أن تغافل المجتمع الدولي عن مثل هذه المنشورات التحريضية والتفوهات غير المسئولة يُهدد بتأجيج مشاعر التطرف والتطرف المضاد من كل الأطراف.
الرئاسة الفلسطينية
كما أدان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة نشر هذه الخريطة على الحسابات الإسرائيلية مضيفا أنها تشكل خرقا فاضحا لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
حركة حماس
ونددت حركة حماس بشدة بما وصفتها بـ الأطماع التوسعية الإسرائيلية ، على خلفية نشر الخريطة إضافة إلى تصريحات لقادة إسرائيليين تدعو إلى ضم هذه الأراضي.
دولة قطر
كما أدانت دولة قطر بأشد العبارات حكومة الاحتلال لنشرها خرائط تزعم أنها تاريخية لإسرائيل.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها وزير المالية الاسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الاستيلاء على أراضي عربية، حيث أنه صرح في عام 2016 ، في مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية إن "حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق، وإن على إسرائيل الاستيلاء أيضا على الأردن".
وبالفعل هذا ما يحدث الان في إطار الإبادة الجماعية التي تحدث في قطاع غزة، بالإضافة إلى الحرب في الجنوب اللبناني، واحتلال جبل الشيخ السوري.
وتعود هذه الأوهام التوسعية إلى اليمين المتطرف الذي لديه معتقدات بأن دولة إسرائيل الكبرى تمتد من النيل إلى الفرات، فمؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل، حين أعلن مشروعه التوسعي عام 1904، زعم أن "حدود دولة إسرائيل تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات".
وذلك على إفتراض أن هذا هو الوعد الالهي الذي وعده الرب إلى سيدنا إبراهيم “وقال الرب لأبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك، إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أمةً عظيمةً، وأباركك، وأعظم اسمك، وتكون بركةً. وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض” (سفر التكوين، الإصحاح 12: 1-3).
ويبدو أن الإعلان عن تلك الأوهام يتزايد مع كل حرب تدخلها إسرائيل، إذ تتصاعد حماسة كثير من المسؤولين الإسرائيليين لتحقيق أحلامهم الوهمية المدفونة.