ما هي إسرائيل الكبرى؟
هل تسعى تل أبيب لحلم إسرائيل الكبرى؟
هل تسعى تل أبيب فعلاً لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى؟.. في 21 سبتمبر 2024، حدث غير اعتيادي وقع دون أن يثير الكثير من الاهتمام، اجتازت المدرعات الإسرائيلية الحدود السورية، مسافة تقارب الـ200 متر، وبدأت في حفر الأراضي الزراعية بين الجولان السوري والجولان المحتل.
ومع هذا، لم يتوقف الأمر عند ذلك؛ حيث شرعوا في إقامة حواجز على شكل خنادق بعرض 10 أمتار وطول 1700 متر.
ما الذي يحدث فعلاً هنا؟ الطموحات الإسرائيلية تتجاوز مرتفعات الجولان، حيث يخططون لإنشاء "ممر داوود" الذي سيمتد من الجولان السوري إلى الحدود العراقية.
للمزيد اقرأ : من هرتزل إلى سموتريتش.. خريطة مملكة إسرائيل الوهمية تثير أزمة دبلوماسية
ما هي إسرائيل الكبرى؟
تظل حدود إسرائيل غامضة، في القمة العربية عام 1990، أخرج الرئيس الليبي معمر القذافي بعض الوثائق وقدمها إلى ياسر عرفات، الذي بدت عليه الدهشة والغضب عند تفحصها.
تضمنت الوثائق خريطة تظهر حدودًا لإسرائيل لم تكن مشابهة لتلك التي نعرفها، بل كانت تشمل فلسطين بأكملها، والأردن، ولبنان، وأجزاء كبيرة من سوريا، والعراق، وأجزاء من السعودية ومصر.
كما تم عرض هذه الخريطة في مؤتمر "أيباك" لاحقًا. تضمنت الوثائق أيضًا عملة إسرائيلية تظهر خريطة "إسرائيل الكبرى"، وهي الخريطة التي تثير غضب الكثيرين، حيث تظهر إسرائيل من النيل إلى الفرات، وتسيطر على أراضٍ وموارد استراتيجية.
ومع مرور 34 عامًا على تلك الوثائق، وفي سبتمبر 2024، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خريطة جديدة، والتي كانت صادمة للناس لأنها تتعدى حدود 1948 لتشمل الأراضي العربية المجاورة. وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل تعد واحدة من أصغر الدول في العالم، لكنها تطمح لتوسيع حدودها.
هل يمكن أن تكون الطموحات الإسرائيلية بهذا الاتساع؟ وهل هناك دولة في القرن العشرين أو الواحد والعشرين لم تحدد حدودها؟ فالعالم بأسره أصبح مهووسًا بالحدود، باستثناء إسرائيل، التي لم تحدد أي حدود بعد احتلال فلسطين.
هذه الفكرة تجسدت في تصريحات ديفيد بن غوريون، الذي لم يحدد حدودًا واضحة عند إعلان تأسيس إسرائيل، بل تحدث عن إقامة دولة في "المنطقة الغربية من أراضينا".
وما زالت هذه الفكرة حاضرة في السياسة الإسرائيلية حتى اليوم، ويؤكدها المسؤولون الإسرائيليون مثل بتسلئيل سموتريتش، الذي عرض خريطة "إسرائيل الكبرى" في مارس 2023.
هل كان المشروع الصهيوني يهدف فقط إلى احتلال الأراضي الفلسطينية؟ الجواب يكمن في أن حلم "إسرائيل الكبرى" ليس أمرًا جديدًا.
منذ بداية المشروع الصهيوني مع ديفيد بن غوريون، كانت هناك تطلعات للتوسع، وهذه الطموحات لا تزال قائمة حتى الآن.
في ظل الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل، يدرك البلدان أن هذا المشروع في خطر دائم. لو تحركت الدول المحيطة بشكل جاد، فقد نجد أن إسرائيل قد تختفي في فترة قصيرة. ولكن، يبقى حلم "إسرائيل الكبرى" متجسدًا في شكل ديني، بينما في جوهره يكمن ضعف دائم لهذا المشروع.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار العالمية والعربية (اضغط هنا)