مجلس حكماء المسلمين يصدر كتاب “مشكلات افتراق الأمة إلى أهل سنة وشيعة”
يقدِّم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب لزوَّاره عددًا من إصداراته لعام 2025، من أبرزها كتاب "مشكلات افتراق الأمة إلى أهل سنة وشيعة.. الأصول والحلول"، بقلم إلياس بلكا، الذي يأتي في وقتٍ يستعد فيه مجلس حكماء المسلمين لتنظيم مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، الذي تستضيفه مملكة البحرين خلال شهر فبراير المقبل.
ويشير الكتاب إلى أنَّ مشكلات افتراق الأمة تاريخيًّا، خاصة إلى سنة وشيعة، ليست قَدَرًا واجب التحكيم في مصيرها ومستقبلها، فالرؤية التي تصدُرُ عنها الأمة في مجموعها مصدرها الوحي الإلهي في القرآن الكريم، كتابها الواحد، وفي هدي رسولها الخاتم محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وعلى هذين المصدرين الأساسيين والأصلين الجامعين تأسَّست اجتهادات أئمتها ومراجعها وعلمائها، وتفرَّعت مدارسها ومذاهبها الأصوليَّة والفقهيَّة، وانبنى تراثها الغني الذي لا زال أبناؤها يفيدون منه جيلًا بعد جيل، على اختلاف مذاهبهم، وإن دراسة تلك الأصول دراسة شاملة مستوعبة، بتلك الروح التي تستحضر رابطة الأمة الأساس تبدو المدخل الضَّروري للتعامل مع ما نتج من مشكلات عن افتراق الأمة، وترسُم ملامح مستقبل تتجاوز فيه أسباب التنازع فيما بينها.
وانطلاقًا من شعور مركز الحكماء لبحوث السلام، التابع لمجلس حكماء المسلمين، بواجبه في الإسهام بدوره في وحدة الأمة الإسلامية، فقد بادر إلى نشر هذه الدراسة المهمة للدكتور إلياس بلكا، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، والباحث المعروف في حقل المستقبليات، ومنسق برنامج الدراسات الارتيادية بمركز الحكماء لبحوث السلام، وهي دراسة تسعى إلى معالجة الانقسام داخل مجتمع المسلمين، من خلال التَّعليم والحوار، وتؤكِّد أنَّ وجود الاختلافات لا ينبغي له إعاقة الجهود المبذولة نحو التفاهم والوحدة بين المسلمين.
ويحلِّل الكاتب الأصول التاريخية للانقسام السني الشيعي، ويدرس العوامل الاجتماعيَّة والسياسية التي ساهمت في الانقسامات المستمرة، ليؤكِّد أن الصراعات المعاصرة غالبًا ما تعكس المظالم التاريخيَّة، وأنَّ وسائل الإعلام تؤدي دورًا أساسيًّا في تضخيم تلك الانقسامات وتسليط الضوء عليها دون غيرها، بما يؤدِّي إلى استدامة دورة الصراع، مقترحًا حلولًا ممكنة لتعزيز الوحدة بين المسلمين.
وتُعد أمثال هذه الدراسات التي تبين مدى الحاجة إلى الوحدة بين المسلمين، باعتبارها ضرورة ثقافية، والتزامًا دينيًّا للتغلب على آثار الانقسامات في جسم الأمة، من أهم ما ينبغي تركيز جهود المؤسسات العلمية والدينية على إنتاجه ونشره، تلك الفكرة الرائدة التي أكدها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، في ندائه التاريخي إلى إطلاق حوار إسلامي إسلامي، وذلك في كلمته خلال ملتقى البحرين للحوار، وهو ولا شكَّ مطمح تتعلق به آمال كافة أبناء الأمة المسلمة اليوم: سنيهم وشيعيهم، إباضيهم وزيديهم؛ تمامًا كما تنادي إليه الأمة بلسان حالها البليغ في مخاطبة أولي النهى من أبنائها جميعًا.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير 2024؛ حيث يضم الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة والفعاليات التي تركِّز على نشر قيم الخير والمحبَّة والسَّلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.
ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس.