الأربعاء 15 يناير 2025 الموافق 15 رجب 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره موسوعة أخلاقية في 3 مجلدات

الإثنين 13/يناير/2025 - 01:39 م
 كتاب مقالات في الأخلاق
كتاب "مقالات في الأخلاق"

يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب "مقالات في الأخلاق"، في ثلاثة مجلدات، بقلم عدد من كبار العلماء بالأزهر، من إصدارات الإدارة المركزية للشئون الفنيَّة بمشيخة الأزهر.


يعد الحديث عن الأخلاق حديثا آخذًا بمجامع القلوب والألباب، ولا سيما عندما يكون الحديث عن أخلاق الإسلام والنظرية الأخلاقية فيه، التي مصدرها القرآن والسنة النبوية المشرفة، وهذا المصدر هو محور الارتكاز في الفكرة الأخلاقيَّة، فقد وثق الإسلام صلة الخلق بخالقهم، وحرص على تزكية العلاقات الإنسانية وتنميتها، وكان النموذج الحي الذي تمثلت فيه الأخلاق في أكمل كمالاتها شخص الرسول الكريم سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، فهو المثل الأعلى في الأخلاق والإنسان الكامل، والأسوة الحسنة؛ فهو أجمل الناس خَلْقًا وخُلقًا، وقد أسس للأخلاق صرحًا شامخًا، فانتشرت الأخلاق النبوية تظلل العالم وتنشر الحق وترفع لواء العدل، والاعتزاز بكرامة الإنسان وإنسانيته.


وما أحوجنا اليوم إلى غرسِ الوازع الصحيح في نفوس الناس؛ حتى تسمو هممهم ويرتقي سلوكهم ويعملون أكثر مما يقولون؛ فإن عودة الناس إلى الأخلاق الكريمة تعالج ما وصل إليه الحال من التفريط وتفكك عُرَى القيم، وتداوي الجرح الناكئ في جسد هذه الأمة، حتى يتوحد رأيها وكلمتها وتعود إليها قوتها وعزَّتها، ويتحقق لها النصر والتمكين.


ولعلماء الأزهر الشريف في القديم والحديث إسهام كبير وأصيل في هذا الركن الركين (الأخلاق)؛ لذلك ارتأت الإدارة المركزية للشئون الفنية بمشيخة الأزهر أن تجمع مقالات كبار علماء الأزهر وكبار الكتاب في «الأخلاق»، على النَّحو الذي يسهم في جمع تراثهم المتفرق، ويقدم للأفراد والمجتمعات بابًا لإعادة صياغة الأخلاق وتقويم السلوك؛ ذلك أن أزمة الأفراد والمجتمعات في الحقيقة أزمة أخلاقية.


وقد تنوعت هذه المقالات؛ لتشمل: أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأخلاق الأنبياء عليهم السلام، وأخلاق المسلمين الأوائل، والأخلاق في القرآن والسنة، والأخلاق على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، وأدب التعامل مع غير المسلمين، ومع الإنسان عمومًا، بل ومع الحيوان والنبات والجماد. وبناء مجد الأمم والحضارة الإنسانية عليها، ودستور الأخلاق في الإسلام والميزان الخلقي فيه، وأصالة هذا الميزان واعتداله، ودعائم المنهج الأخلاقي في الإسلام، والوشيجة الخلقية بين الله والناس. والأثر الأخلاقي في حياة الفرد والمجتمع - وهي تحقيق مراد الله في الكون ومقاصد الشريعة التي تتغيَّاها - والقيم التربوية التي تشتمل عليها توجيهات القرآن والسنة ودورها في صلاح الفرد والمجتمع.


ونبَّهت طائفة من هذه المقالات على مخاطر الأخلاق السَّيئة، كالحقد والحسد والغش والكذب والغدر، والاحتكار والجشع والانتهاز والنفاق، والتواكل... إلخ.


ومن أبرز كاتبي هذه المقالات: محمد غلاب، محمد یوسف موسى، يوسف الدجوي، إبراهيم الجبالي، محمد فريد وجدي، عبد الوهاب عزام، محمد الخضر حسين، محمد المدني، محمد أبو شهبة، محمد مهدي علام، أحمد الحوفي، محمد سعاد جلال، طه الساكت، جاد الحق علي جاد الحق، عطية صقر، موسى شاهين لاشين، الحسيني هاشم، الحسيني أبو فرحة، عبد الرحمن النجار، السيد رزق الطويل، وغيرهم.


ويشتمل الكتاب في الجزء الأول على المباحث التالية: عناية الأديان بالأخلاق، الأخلاق في القرآن، الأخلاق في الشريعة الإسلامية، مصادر الإلزام الخلقي في الإسلام، أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وغاية الرسالة المحمدية، القدوة وأخلاق عظماء المسلمين، الأخلاق والعلم، الأخلاق والعبادات (الصوم)، الأخلاق والاقتصاد، الأخلاق والحياة المهنية، أخلاق الأسرة، الحياء.


ويحلل الجزء الثاني من الكتاب المباحث التالية: الرحمة، الإحسان، الحلم، الغضب، السماحة، العفو وكظم الغيظ، الرفق، الصدق، التحذير من الكذب، العدل، التحذير من الظلم، الاستقامة والمداراة، الأمانة، ذم الخيانة والغش.


ويناقش الجزء الثالث من الكتاب المباحث التالية: الوفاء والاعتراف بالفضل، الشكر، الصبر، الإخلاص، الإيثار، العزة، الشجاعة، الكرم، التعاون والاتحاد، الأخوة وأدب الصحبة، الاستئذان وآداب دخول المنازل، مثل وأخلاق عليا، التحذير من بعض الصفات المذمومة.


ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.


ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.