إعلام فلسطيني: جيش الاحتلال يواصل تشديد إجراءاته العسكرية في الضفة الغربية
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "إعلام فلسطيني" أن جيش الاحتلال يواصل تشديد إجراءاته العسكرية في الضفة الغربية.
لم تمض ساعات على إتمام الفصل الأول من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة حماس التي طال انتظارها، حتى اتجهت الأنظار إلى الضفة الغربية في ظل دعوات إسرائيلية بضرورة تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة هناك.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إنه "بالإضافة إلى الاستعدادات الدفاعية المكثفة في قطاع غزة، علينا أن نستعد لعمليات كبيرة في الضفة الغربية في الأيام المقبلة من أجل استباق المخربين واعتقالهم قبل وصولهم إلى مواطنينا".
وأصدر هاليفي تعليمات أيضا بإعداد خطط لمواصلة القتال في قطاع غزة ولبنان، بينما ذكرت قناة "24i"الإسرائيلية أن الجيش يستعد لتصعيد في الضفة الغربية ويعزز قواته، مشيرة إلى أنه "يدرس إدخال ناقلات الجند المصفحة /إيتان/ إلى شمال الضفة على خلفية استخدام العبوات الناسفة ضده.
وشهدت الساعات القليلة الماضية تصاعدا في عمليات لمستوطنين إسرائيليين في العديد من مدن الضفة حيث أضرمت النار في عدد من مركبات ومنازل وممتلكات أخرى للفلسطينيين.
بل وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي اقتحم منزل الأسيرة المحررة جنين عمرو في مدينة دورا بمدينة الخليل جنوب الضفة، وهي إحدى الأسيرات التي أفرجت إسرائيل عنهن بموجب صفقة التبادل فجر الإثنين، ووجهت رسائل تحذير لعائلتها من مغبة إقامة أي مظاهر احتفالية أو حتى الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت مظاهر الاحتفال بالإفراج عن 90 من الأسرى الفلسطينيات والقصر أثارت حفيظة الإسرائيليين، وانتقد الكثيرون منهم الجيش الذي قالوا إنه تعهد بعدم السماح بخروج مظاهرات للتعبير عن الفرح، إلا أنهم فوجئوا بخروج مسيرات ومواكب احتفال بإطلاق سراح الأسرى "في كل قرية تقريبا".
وتزامن التصعيد في الضفة، مع تزايد الضغط السياسي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستئناف القتال في قطاع غزة. وعزا مراقبون ذلك إلى المشاهد التي ترافقت مع الساعات الأولى لسريان الهدنة وتبادل الإفراج عن الأسرى والرهائن.
وقال مراقبون إن حركة حماس وجهت "رسائل ملغمة" من خلال انتشار مسلحيها بزيهم المعروف وسلاحهم والسيارات التي خرجت بموكب تسليم الإسرائيليات الثلاث اللواتي تم إطلاق سراحهن إلى الصليب الأحمر الدولي.
وتحدث محللون ووسائل إعلام عن حالة الذهول والصدمة التي أصابت المجتمع الإسرائيلي مع مشاهدة مسلحي حماس يتجولون في القطاع بهذه الحرية، في الوقت الذي كان يخرج عليهم نتنياهو كل مرة ليؤكد أن القضاء على الحركة هو أحد الأهداف الرئيسية للحرب، وأكد على ذلك الهدف في معرض تبريره للموافقة على الصفقة.
وجاء تهديد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بالإطاحة بائتلاف نتنياهو الحاكم إذا لم يستأنف الحرب في غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بعد ستة أسابيع، ليضع مزيدا من الضغط على رئيس الحكومة.
وقال سموتريتش للصحفيين: "إذا لم يتم استئناف الحرب، سأسقط الحكومة".
وإذا نفذ سموتريتش تهديده ، بعد استقالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، سيصبح حينها ائتلاف نتنياهو على المحك.
وتطرقت صحيفة جيروزاليم بوست لفرص صمود هدنة غزة في ظل تلك العطيات، مستبعدة أن تتخلى حماس عن دورها في قطاع غزة، وهو شرط إسرائيلي لاستكمال مراحل الصفقة.
وعقدت الصحيفة مقارنة بين اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والاتفاق المماثل بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وذكرت الصحيفة أنه بينما تسعى تل أبيب للتأكد مع عدم قدرة حزب الله في لبنان وحماس في غزة على إعادة بناء قدراتهما وتشكيل خطر مجددا على الدولة العبرية، فربما تبدو إمكانية ذلك قائمة في الحالة الأولى مع وجود حكومة وجيش يتوليان زمام الأمور، في حين يكتنف الغموض بشأن بديل حماس في الحالة الثانية.
وعلى الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الثالث وعدم تسجيل خروقات تذكر، يخشى الكثيرون من احتمال عدم قدرة الاتفاق على الصمود واستكمال مرحلتيه الثانية والثالثة.
ويستدعي البعض الهدنة الأولى في نوفمبر من عام 2023، حيث ظنوا أن الحرب الإسرائيلية وضعت أوزارها ليكتشفوا لاحقا أنها كانت استراحة قصيرة استؤنفت بعدها الأعمال القتالية لأكثر من عام.
وقالت جيروزاليم بوست: "لم يعتقد أحد أن إسرائيل ستستأنف القتال بعد وقف إطلاق النار الأول في نوفمبر 2023، ومع ذلك فقد فعلت. وبالمثل، قليلون هم الذين يعتقدون أن إسرائيل ستجدد القتال في غزة هذه المرة أيضا، ولكن إذا لم تتنح حماس جانبا، فلن يكون أمام إسرائيل خيار آخر، تماما كما لن يكون أمام إسرائيل خيار آخر غير ضرب حزب الله إذا حاول مرة أخرى إعادة بناء نفسه على الحدود الشمالية".
ورأت الصحيفة أنه "هنا سيكتسب المجتمع الدولي، الذي من المتوقع أن يدفع ثمن إعادة إعمار غزة، نفوذا على حماس".
وفي ظل سيناريوهات عدة مفتوحة على كل الاحتمالات يترقب الفلسطينيون والإسرائيليون ما يحمله قادم الأيام من مستجدات، فالفريق الأول غالبيته يأمل في استعادة الهدوء والتخلص من كابوس الحرب ليبدأ رحلة شاقة أخرى تتمثل في إعادة بناء القطاع الذي دمرت معظم بنيته التحتية، والفريق الآخر ربما يتشارك معظمه مع الفريق الأول في الرغبة في العيش في سلام واستعادة باقي المحتجزين.