مسؤول سابق في الموساد: نتنياهو يدرك أن الوقت ينفد ليس بالنسبة للرهائن بل له أيضا

تحدث رامي إيغرا، الرئيس السابق لقسم أسرى الحرب والمفقودين في الموساد، إلى إذاعة 103FM صباح اليوم الأربعاء عن تقرير إذاعة بي بي سي الذي أفاد بأن حماس لم تقبل العرض الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق، وتساءل: "لماذا قدمت دولة إسرائيل عرضًا كان من الواضح أن أحدًا في حماس لن تقبله؟ هذا أصعب عرض قُدِّم لحماس على الإطلاق".
وبحسب رأيه، لم يشعر نتنياهو بالارتياح في لقائه مع ترامب عندما أعلن الأخير أن الحرب يجب أن تنتهي، "إن رئيس الوزراء يعلم أن الوقت ينفد، ليس بالنسبة للمختطفين، بل بالنسبة له."
وأوضح أن هناك عمليات تجري في الخلفية في المنطقة، وهي ليست بالضرورة مرتبطة بغزة، لكنها تؤثر عليها: "نحن بحاجة إلى النظر إلى خلفية حقيقة أن ترامب سيسافر قريبًا إلى المملكة العربية السعودية، التي عرضت 1.3 تريليون دولار كاستثمارات في أمريكا، والتي تطالب، من أجل تحقيق التطبيع مع إسرائيل، بحل الدولة الفلسطينية".
وأضاف "لقد خسرنا المعركة، وليس أمامنا خيار"، "القصة تتجه بسرعة إلى إيران، حيث يُطلق نتنياهو عباراتٍ مثل "التفكك مثل ليبيا" في الهواء، بينما لا يُنصت الأمريكيون لكلماته، علينا أن نفهم أن نتنياهو أوصلنا إلى هذا الحد دون بديل لحكومة حماس، لقد أضاع عامًا ونصفًا لأنه كان يخشى هذا الحل بسبب شركائه السياسيين".
نتنياهو مستعد لتدمير الدولة لتحقيق مكاسب شخصية
في عام ١٩٧٣، قيل في إسرائيل إن جولدا مائير غير كفوءة، وأنها ارتكبت أخطاء، لكن لم يشك أحد في ولائها، و خلال حرب لبنان الأولى، كانت هناك شكوك حول ولاء أرئيل شارون ومناحيم بيجن، لكن ذلك كان هامشيًا، الآن، وخاصةً في ضوء قضية "قطر جيت"، أصبح الأسرائيليون مقتنعين بأن نتنياهو مستعد لتدمير الدولة لتحقيق مكاسب شخصية.
في إسرائيل يواجه الجيش أكبر أزمة رفض لحقت به، والإسرائيليون يخشون التورط في إسقاط الجيش لأن ذلك سيجعلهم متواطئين، ويجبرهم بيبي على خيارٍ مُريع، مهما فعلت، ستكون مُتواطئًا في جريمة، إما جريمة الإبادة الجماعية أو جريمة تفكيك الدولة.
خلال الأسابيع الأخيرة، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بانخفاض ملحوظ في أعداد الجنود الملتحقين بخدمة الاحتياط، ورغم أن الأرقام الدقيقة تُعدّ سرًا محفوظًا، أبلغ الجيش وزير الدفاع يسرائيل كاتس في منتصف مارس، أن نسبة الحضور بلغت 80%، مقارنةً بنحو 120% مباشرةً بعد 7 أكتوبر.
تجنيد عبر وسائل التواصل الإجتماعي
ووفقًا لقناة "كان" ، وهي هيئة الإذاعة الوطنية الإسرائيلية، فإن هذا الرقم مُزيّف: فالمعدل الحقيقي أقرب إلى 60%، وتشير تقارير أخرى إلى أن نسب الحضور بلغت 50% أو أقل، حيث لجأت بعض وحدات الاحتياط إلى محاولة تجنيد جنود عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في بداية الحرب، صرّح الجيش بتجنيد حوالي 295 ألف جندي احتياطي، بالإضافة إلى حوالي 100 ألف جندي في الخدمة النظامية، وإذا صحّت التقارير التي تشير إلى نسبة حضور تتراوح بين 50 و60% في صفوف الاحتياط، فهذا يعني أن أكثر من 100 ألف شخص قد توقفوا عن أداء الخدمة الاحتياطية.
الرافضين الرماديين
و أفادت التقارير أن الجنود الإسرائيليون في بداية الأمر أثناء الحرب على غزة كانوا يشعرون بالإنتصار، لكن هذا الشعور قد تلاشى مع الوقت، و يبدو أن غالبية من يتحدون أوامر التجنيد هم ممن يُعرفون بـ"الرافضين الرماديين" ، أشخاص ليس لديهم أي اعتراض أيديولوجي حقيقي على الحرب، بل أصيبوا بالإحباط أو التعب أو الضجر من طول أمدها. إلى جانبهم، هناك أقلية صغيرة، لكنها متنامية، من جنود الاحتياط الذين يرفضون التجنيد لأسباب أخلاقية.