السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

إحسان شريف.. الفنانة التى تتلمذ على يدها كبار النجمات

السبت 27/فبراير/2021 - 06:22 م

بهيجة بنت سلطح بابا 
كان المخرج فطين عبد الوهاب أمام تحد شرس وعنيف سنة 1960 حيث أنه سيجعل يوسف وهبي وعمر الشريف في القالب الكوميدي وسيجعل الفيلم الرومانسي كله فيلم مرح كوميدي يعتمد على كوميديا الموقف، ونجح فى ذلك نجاحاً كبيراً في فيلم "إشاعة حب" وذلك من خلال السجال الذى كان قائماً بين عبد القادر وبهيجة ومحروس.

ليتجلى مشهد "الكريبزوزت" معهم ومع حسين، ثم مشاهد كوميدية أخرى لتتجلى أمامنا الشخصية القوية الطريفة في نفس الوقت وهي شخصية بهيجة بنت سلطح بابا باشا، إنها الممثلة إحسان الشريف التى تميزت بأدوار الحدة والحزم والجد فلم يشاهدها الجمهور إلا امرأة قوية شريرة عنيدة.



ولدت إحسان الشريف فى 15 مايو سنة 1921 والتحقت بإحدى مدارس القاهرة، لتنتقل فى بداية عمرها بعديد من المسارح الشهيرة فى الثلاثينيات مثل نجيب الريحانى وعلى الكسار و زكى طليمات وغيرهما، ثم انتقلت إلى السينما عام 1947 فى فيلم هدية.

بلغت عدد الأعمال التى قدمتها إحسان الشريف إلى 100 عمل فنى بين الدراما والمسرح والسينما وكان أشهر هذه الأدوار شخصية "بهيجة" فى فيلم "إشاعة حب" ثم تظهر فى ثانى أدوارها الشهيرة فى فيلم أم اخُتطفت ابنتها فكانت تشكو بلهجة عنيفة للناصر صلاح الدين وحين ينصفها تقوم بدق أجراس الكنيسة حيث أن يوسف شاهين قال وقتها: "لو انتِ فى هوليود كان اتكتب لك المجد".



ولا ننسى دورها فى فيلم "أم العروسة" التى لم تتحدث فيه إلا فى نهاية الفيلم.

وأدوارها فى أفلام "أين عمرى" و"أعز الحبايب" و"الغريب" و"صوت من الماضى" و"الطريق المسدود" مع فاتن حمامة. 



ويذكر فى هذا الفيلم أن فاتن حمامة نسيت الحوار معها وتم إعادة المشهد أكثر من مرة وفى النهاية قالت فاتن حمامة لمخرج الفيلم صلاح أبو سيف: "كل ما آجى أبص فى عينها أخاف وأنسى الحوار".

كما قامت بوالدة محمود ياسين فى فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبي" ووالدته أيضًا فى فيلم "الأخرس" وقدمت دور والدة أحمد زكى فى فيلم "النمر الأسود" ودورها فى فيلم "خرج ولم يعد".



نالت جائزة من الرئيس السادات عام 1977 وكرمها ومنحها معاش السادات 100 جنيه شهريا.

إلى جانب أنها حصدت جوائز عديدة عن أدوارها فى أفلام "الناصر صلاح الدين وومضى قطار العمر والغريب".

كانت قارئة جيدة وتحب أن تثقف نفسها فعُرفت في الوسط الفنى بأنها "الموسوعة الثقافية" ويقال عنها إنها قرأت 1000 كتاب ما بين العربية والإنجليزية والفرنسية فكانت تجيد اللغتين باقتدار حتى أن يوسف وهبى كان يستعين بها فى تمصير بعض رواياته من الفرنسية للعربية.

بل وكانت تعلّم الكثير من الفنانات الفرنسية بأجر فقد كان أجرها فى تعليم اللغات أكثر بكثير من أجرها فى الأفلام وتعلمت على يدها سعاد حسنى وزبيدة ثروت ونادية لطفى و نجلاء فتحى ونورا.



ظلت تعمل حتى آخر عمرها وكان قد تقدم بها العمر حتى أنهكها مرض السكر الذى قضى عليها. 

وكان آخر أدوارها فى فيلم شهد الملكة مع نادية الجندى لتموت بعدها بأيام قليلة فى 8 سبتمبر 1985 وتبكى عليها تلميذاتها اللاتى أحبونها فكانت أمًا لهن تقوم بالتوجيه والنصح لهن .