نائب رئيس مجلس الدولة: الحوار يحمي المجتمعات من التطرف
الإثنين 15/مارس/2021 - 04:45 م
قال المستشار الدكتور محمد خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، إن المؤتمر الدولي الحادي والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، تحت عنوان "حوار الأديان والثقافات" يعد تأكيدًا على دور القيادات الدينية البناءة فى البلاد العربية والإسلامية وغيرها من الدول فى توفير الحلول الفعالة والنافعة لدول العالم الذي ناله قسط من التطرف والإرهاب لمواجهة التطرف الديني والإيديولوجي ومكافحة الإرهاب وكذلك لبناء أسس التعايش وقواعد السلام الإنساني بين المجتمعات الإنسانية.
وأكد المستشار خفاجي أن رعاية الرئيس السيسى للمؤتمر تعكس نظرة القيادة المصرية لأهمية قضية حوار الأديان والثقافات، وتفعيلا لدور العلماء تجاه أوطانهم.
وتطرق خفاجي خلال المؤتمر إلى دراسته حول "حوار الأديان وأثره في مكافحة التطرف والإرهاب وصنع السلام الإنساني"، موضحًا أن المتتبع لحوداث الإرهاب على المستوى الدولي يجد أنها تمثل أيديولوجيات دينية متطرفة تتناقض مع الطبيعة الإنسانية للأديان التي لم تستثن منها مجتمعا عربيا أو أوروبيا أو شرقيا أو غربيا، فالإرهاب لا لدين له ولا وطن، وهي في حقيقتها ناجمة عن التشدد في المفاهيم العقائدية والدينية للمتطرفين باستغلال الدين بمفاهيم مغلوطة بعيدة عن السماحة والسلام التي من أجلها قامت الرسالات.
وتابع أن هناك حاجة ماسة للحوار بين أصحاب الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام، لتصحيح مقاصد الأديان حتى تعود القيم الروحية بين المجتمعات والتعاون البناء المتبادل بين الشعوب، فالحوار بين أصحاب الأديان يجب أن يقوم على فلسفة معينة ليكون تأثيره على صنع السلام الإنساني فعالاً ومنجزاً، وعلى الوجه الآخر - الأشد فتكا بالمجتمعات - يكون ذلك الحوار سداً منيعاً يحمى تلك المجتمعات من التطرف والإرهاب .
وأضاف خفاجي أن قضية حوار الأديان والثقافات هي قضية التسامح والتعايش المشترك، ذلك أن المجتمعات الإنسانية تقوم على التنوع والاختلاف - لا الخلاف - ويجب أن تتكامل وتتشارك في كافة المجالات وعلى قمتها الفطرة السليمة للفكر الإنساني، فالحوار بين أصحاب الأديان والثقافات المتباينة على مستوى دول العالم يعمق بناء جسور التعاون والتفاهم البشري حول تحقيق الصالح العام للإنسانية، وهذا لن يحدث إلا بالتلاقي بين الأفكار والأيديولوجيات لإزالة الفوارق.
وتابع أن أيديولوجية التطرف والإرهاب تتناقض تناقضاً صارخاً مع الطبيعة الروحية للأديان, ويشهد العالم حالات غير مسبوقة من التطرف العنيف والإرهاب بكل أشكاله وصوره، مما يؤثر على الروح الدينية للعقائد، ويهدد الاستقرار في المجتمعات ويمس سلامة الأمن والسلم الدوليين، والواقع أنه لن يتحقق السلام بين الأمم دون السلام بين الأديان، ولن يتحقق السلام بين الأديان دون حوار بين أصحاب الأديان أنفسهم، فيجب أن يكون الدين جسرا آمنا ومعبرا مطمئناً للتلاقي والتعارف بين شعوب الأرض، فذلك هو السبيل لمكافحة الفكر المتطرف الإرهابي الذي ينسف جسور التعاون ويهدم معابر التواصل الإنساني للبشرية.
وأوضح الدكتور خفاجى أن مصطلح الحوار في المفهوم الإسلامي هو حوار الدعوة إلى السلام وهو مطلب شرعي إسلامي، وهو أيضاً وسيلة من وسائل دعوة أصحاب الأديان السماوية الثلاثة، ذلك أن أول من مارس الحوار هم الأنبياء الكرام مع أقوامهم الذين بعثوا نذيرا لهم لطاعة الله وتوحيده، وإن كان ذلك بطرق متباينة وأساليب متنوعة، ويجب التأكيد على أن الحوار بين الأديان يهدف في الأساس إلى تحقيق التعايش السلمي بين الإسلام والأديان الأخرى اليهودية والمسيحية.