الواعظة رابحة صلاح الدين: المرأة في الإسلام شريكة الرجل في عمارة الكون
الأحد 21/مارس/2021 - 08:23 م
واصلت قافلة واعظات الأوقاف بمحافظة جنوب سيناء عملها الدعوي على مدار يوم الأحد، حيث عقدت قافلة واعظات الأوقاف الدعوية محاضرة بوادي الطرفة بمدينة سانت كاترين بحضور اللواء طلعت العناني رئيس مجلس مدينة سانت كاترين، والشيخ إسماعيل الراوي مدير مديرية أوقاف جنوب سيناء، ويأتي ذلك في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف ومحافظة جنوب سيناء.
وأكدت الواعظة رابحة صلاح الدين خلال المحاضرة أن الإسلام كرم المرأة، وأعطاها حقوقًا كانت تفتقدها قبل الإسلام، كما منحها حقوقًا لم تمنحها لها الأديان الأخرى، وأول هذه الحقوق وأهمها حق الحياة، فحرم قتلها، قال تعالى: "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ"، وجعل الإسلام جَزاء من يربّى البنات ويُحسن في تربيتهنّ جزاءً عظيماً وهو الجنّة، كما أعطاها حق المساواة، فساواها في الحقوق مع غيرها، قال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ"، وقال المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "إنما النساء شقائق الرجال"، كما أوصى الإسلام بالإحسان إلى المرأة، والإنفاق عليها حتى لو كانت صاحبة مال، وأيا كان موقعها سواء أكانت أمًّا، أو أُختًا، أو زوجةً، وجعل مقياس الخَيْر في الرَّجل بمقدار خَيره مع أهله، كما أعطاها حق ضرورات العيش من ملبس ومأكل ومسكن وعشرة حسنة ، قال تعالى: "أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا"، وإن شح عليها الزوج في النفقة أباح لها الشرع أن تأخذ من ماله ما يكفيها وبنيها بالمعروف.
وفي كلمتها أشارت الواعظة فاطمة موسى أن القرآن العظيم منهج حياة؛ جاء ليبيِّن للبشريَّة طريقَ نجاحها، وخُطَطَ رقيِّها وتقدُّمها، إذ جاء القرآن الحكيم ليوضح لنا المنهج الأكمل، وليحدد علاقة الفرد بالأسرة وبالمجتمع الذي يعيش فيه، فنتمنى أن نكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ولا نكون ممن يهجرون القرآن الكريم، مضيفة أن من يقرأ القرآن الكريم تتنزل عليه السكينة والرحمة كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده” ، فلنستعد لشهر رمضان المبارك بالتفقه والتدبر في معاني القرآن الكريم.
وفي كلمتها أكدت الواعظة هالة محمد ربيع أن الله مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالخلق فقال تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وعندما سئلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن خلق الرسول (صلى الله عليه وسلم) قالت: "كان خلقه القرآن"، ومعنى ذلك أنه (صلى الله عليه وسلم) كان ملتزمًا بما أمر به القرآن، مبتعدًا عما نهى عنه، في أقواله وأفعاله ومعاملاته وسلوكه وجميع حياته.
ومن جانبها أكدت الواعظة دينا محمد جدامي أن المرأة هي عماد البناء في المجتمع ؛ لذا كثرت التشريعات التي تتناول أمور المرأة المختلفة، وما كان ذلك إلا لعظم الدور الذي تلعبه في تأسيس المجتمع والنهوض بالدول، فالمرأة نصف المجتمع، وهي البنت ريحانة المنزل، وقرة عين أبيها وأمها، وسبب في دخول أبيها الجنة إن رعاها وأحسن إليها، وهي الزوجة الودود، التي يقع عليها عبء تهيئة السكن لزوجها، وجعل بيتها جنة له ولأبنائها، ومن هذا البيت ينطلق الرجل ليخوض معركة الحياة بنفس قوية ، وهي الأم المكرمة التي يقع على عاتقها بناء الأسرة التي هي اللبنة الكبرى في بناء المجتمع كله ، فهي التي تحتضن الصغار، وهي من تربي أبناءها على الاقتداء بالحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) قولا وفعلا، ظاهرا وباطنا، سلوكا وحالا.
ومن جانبها أكدت الواعظة وفاء عبد السلام أن الله (عز وجل) قد شرع العبادات لحكم عظيمة ومقاصد سامية تدور في مجملها حول تزكية النفس والتحلي بمكارم الأخلاق ، فالحركات والأفعال وحدها لا تكفى، فحينما تحدث الله (عز وجل) عن الصلاة قال : “اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ” ، فالعبادة على وجه العموم تقوم الأخلاق والسلوك والصلاة من أهم هذه العبادات التي تزكي النفس ، مضيفة أن الرحمة تتجلى في العبادات والتشريعات التي شرعها الله (عز وجل) على عباده ، فقد أرسل الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين.