الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

هاجر سعد الدين لـ "مصر تايمز": الإسلام أعطى للمرأة حقوق لم تمنحها القوانين لها حتى الأن.. تأثير إذاعة القرأن مازال ملموس رغم الفضائيات والسوشيال.. تجديد الخطاب الدينى لابد أن يكون على مستوى العالم

الأحد 02/مايو/2021 - 06:11 م
الدكتورة هاجر سعد
الدكتورة هاجر سعد الدين

بصوت عزب مألوف لدى جيل بأكمله، وثقافة واسعة، وإجادة وحرفية عالية في المجال الإذاعي، استطاعت أن تحجز لنفسها مكان بين أبرز الأصوات، التى مرت على أذان المستمعين على مدار حوالى 50 عام، فهى أول سيدة تشغل منصب رئيس إذاعة القرآن الكريم، حيث استمرت في رئاستها منذ أواخر عام 1997 وحتى 2006.

الدكتورة هاجر سعد الدين، أشهر مذيعات إذاعة القرآن الكريم، استطاعت أن تترك بصمة صوتها على مسامع جمهور الإذاعة المصرية منذ التحاقها بها وإنضمامها لإذاعة القرآن الكريم، والتى بدأت عملها في مجال الإعلام في ستينيات القرن الماضي،  كما شغلت مناصب، إدارة البرامج الدينية بشبكة البرنامج العام والإدارة العامة لبرامج الأسرة والمجتمع الإسلامي بشبكة القرآن الكريم بالإضافة إلى شغلها منصب نائب رئيس شبكة القرآن الكريم، رئاسة أكبر شبكة إذاعية الدينية .



وحرص "مصر تايمز" على إجراء حوار مع الدكتورة "هاجر سعد الدين" للحديث في العديد من الأمور والقضايا:

- بدايًة.. كيف إلتحقتى بالاذاعة ؟

أنا كنت أدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، وعندما تخرجت كان هناك إعلان عن وظائف في الإذاعه، قدمت فيه وتم اختباري من قبل لجنه ضمت عدد من الشخصيات الاذاعية مثل عبد الحميد الحديدى والإذاعي محمد محمود شعبان الشهير بـ"بابا شارو"، ووفقت في الاختبار والتحقت بعدها بقسم البرامج الديني، بإذاعة البرنامج العام والتى كان يرأسها في هذا الوقت المرحوم عبد الرحمن عبد اللطيف الذي كان يقدم برنامج رأي الدين.

- كيف كانت بداياتك مع الاذاعة؟

أول الأمر أشرفت على البرامج الدينية، التي كانت تستضيف عدد من أعلام علماء الدين، مثل الشيخ الباقوري، والدكتور سلام مدكور، وعبدالمنعم خلاف، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ إبراهيم الدسوقي والشيخ عطية صقر وغيرهم، وكانت خريطة البرامج في ذلك الوقت بالتناوب على 15 يوم وكان يتم التحدث في سلاسل معينة، كنا نحن من يحددها لتكون متنوعه ومتناسقة مع بعضها، وبعد ذلك تم إسناد برنامج "حديث السهرة" إلى والذي كان عبارة عن حديث يومي مدته 10 دقائق، كما كان عبارة عن حديث أدبي، وعندما توليته تحدثت عن الاقتصاد والصحافة والعلوم، كانت وجبة متكاملة ومتناسقة، وكان من ضيوفها الدكتور إبراهيم بيومي مدكور، والدكتور كمال بشر، وحافظ محمود، نقيب الصحفيين في ذلك الوقت، وعدد كبير من الشخصيات الاخرى، حيث كان كل منهم يتحدث في مجاله وفي المجالت الأخرى بحيث تكون وجبة ثقافية متكاملة و متناسقه.

- كيف إتجهتى إلى تقديم البر القرأن الكريم ؟

الإنتقال إلى إذاعة القرأن الكريم جاء بعد حوالى 28 سنة، قضيتها بالعمل في إذاعة البرنامج العام، وذلك بعد نجاح برنامج "دين ودنيا" وهو أول برنامج إذاعي أقدمه بصوتي عام 1972، حيث كانت هذه الفكرة يتم تقديمها لأول مره في الإذاعة بالكامل، وهي عبارة عن آية قرأنية، ثم نقوم بتوضيح الدلالات العلمية الموجودة في الأية، ونقوم بتفصيل الدلالات العلمية الموجودة بها، وهي النوعية التى انتشرت بعد ذلك في الإذاعات والشبكات الأخرى.

وعام 1995 وفقت وتم اخياري لأكون مديرة برامج الأسرة، وفي عام 1996 أصبحت نائب رئيس الشبكة، بعد فراغ المنصب نتيجة خروج الدكتور عبد الصمد الدسوقي للمعاش، وأستمريت في العمل حوالي 8 شهور، ثم جاء القرار بتعيينى كرئيسة له وأستمريت في العمل حوالي 8 شهور، ثم جاء القرار بتعيينى كرئيسة لإذاعة القرأن الكريم في أواخر عام 1997، التي استمريت فيها حتى عام 2006.

- كيف كانت الإذاعة تستعد لإستقبال رمضان ؟

كان من أهم الأشياء لدينا هو عمل دورات أذاعية، وكانت الدورة الاذاعية الواحدة في العادة 3 شهور لكن في إذاعة القرأن الكريم، جعلتها شهر واحد بالشهور العربية، بحيث كانت لدينا دورة بمناسبة شهر محرم، أخرى بمناسبة شهر ربيع، وأخرى بمناسبة شهر رجب وعلى هذا المنوال بالنسبة لباقي الشهور، بحيث كانت البرامج متنوعة وسريعة، وكنا نقدم المسابقات في المناسبات الدينية، وكان يصلنا كم كبير من المتسابقين، وكان الفائزين يحصلون على جوازهم عمرات وزيارات لمكة والمدينة المنورة، وكانت استبيانات إذاعة القرأن الكريم يكون لها الاسبقية في الاستماع.



- كيف ترين تأثير فيروس كورونا على الأجواء الرمضانية؟

نحن لا نملك في هذه الظروف إلا اللجوء إلى الله، أن يحمينا ويرفع عنا هذه الغُمة، عسى أن الله يستجيب، وفي رمضان نكثف الدعاء، عسى أن يتقبل الله ويرفع هذا الوباء عن العالم أجمع.

- هل انخفض تأثير إذاعة القرأن الكريم عن الماضي؟

بالعكس، الإذاعة ثابته بقدم راسخه، ووجودها ملموس بيننا وبين القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وكافة الوسائل الجديدة والمستحدثة، فمازال الناس يستمعون لها، وتؤثر في عقله ووجدانه، وتشكل بنيانه بشكل ملحوظ، وذلك لأنك تستطيع سماع الاذاعة في كل وقت وكل حين، واي وقت وفي كل الأماكن فهي ملازمة للأنسان في كافة حالاته على عكس الوسائل الاخرى.

- هل تستطيع إذاعة القرأن الكريم مواكبة خطة تجديد الخطاب الدينى؟

كل مكان يمكن له أن يواكب تجديد الخطاب الديني، لكن لابد له أن يضافر جهوده مع المؤسسات الأخرى، فلا أستطيع أن ألقي العبئ على أي جهة من الجهات، من أجل تجديد الخطاب، لكن لابد من تضافر جهود كافة الجهات من أجل العمل على تجديد الخطاب وذلك بما يشمل الإذاعة والمؤسسات الدينية، سواء الداخلية أو الخارجية، لأن تجديد الخطاب الدينى لايعنى تجديده في بلد بعينة، ولكن تجديد الخطاب الدينى يكون على المستوى العالمى.

كذلك يجب على المؤسسات الداخلية في الدولة أن تكثف جهودها، وتعمل معًا من أجل تحقيق هذا الأمر سواء المؤسسات الدينية كالأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، أو المؤسسات الاجتماعية الاخرى كالمدرسة والمسجد والأسرة، وكذلك الدراما والعروض التلفيزيونية والإعلامية، فيجب على كل هذه الجهات أن تتعاون من أجل تجديد الخطاب الدينى، من أجل بث المفاهيم الجديدة .


- هل تأثر تواجد الإذاعات الدينية بظهور الإذاعات الخاصة؟

الإذاعات الدينية لا تزال باقية، وتسير بخطى ثابته، ولا تزال مؤثرة في وجدان المستمع، وعلى العكس من ذلك فأنا أرى أن وجود إذاعات وقنوات مختلفة وعديدة، فهذا يوجد منافسة وهو مايتطلب زيادة المجهود وبذل المزيد من أجل الأرتقاء بالمحتوى، لأن المطلوب هو الإهتمام بالكيف وليس بالكم، فأهم شئ هو عمق تأثير هذه البرامج و الأفكار التى يتم تقديمها، بحيث يكون لها إسقاط على أي شئ أخر.

- من أبرز الأصوات التى مرت على الإذاعة من وجهة نظرك؟

لا يمكن القول بأن هناك صوت بارز، فكل صوت له لون معين، وله تأثير مختلف على عقل المستمع، فهناك قراء ممتازين مثل الشيخ على محمود، والشيخ رفعت، والشيخ عبد الباسط، والشيخ مصطفى إسماعيل، فكل هؤلاء له تأثير على العقول والقلوب، وكذلك الإذاعيين فكلٍ منهم له لون وله تأثير على المستمع، فلا نستطيع تميز واحد عن الأخر.

- كيف ترين مسيرة إذاعة القرأن الكريم على مدار أكثر من 55 سنة ؟

الحمد لله أن الإذاعة تسير بخطى ثابته، ونتمنى لها أن يزيد المهتمين بما تقدمه من برامج هادفة، وضيوف متخصصين لتكون كلمتهم مسموعه وموثوقة لدى المستمع.

- هل يستطيع الجيل الحالي تحقيق ما حققته الأجيال السابقة؟

بالتأكيد، فكل إنسان يمكنه أن يقدم الأفضل وأن يحقق أفضل مما حققه الجيل الذي يسبقه، لأن كل وقت وله جماله وتحدياته، والدنيا مستمرة في انجاب المبدعين فهذا الأمر لن يتوقف، فهناك أشخاص مؤثرين .

- هل أثر ظهور وسائل التواصل الاجتماعي على تواجد الإذاعات؟

لا.. وبالعكس من ذلك فالإذاعة ثابته رغم انتشار وسائل التواصل، ومازال تأثيرها مستمر رغم كل الوسائل الحديثة.

- ما رأيك في إنتشار الأراء المغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

هذا يحدث لأن من يتحدث ويعرض هذه الأراء غير متخصص، ويجب سؤال المتخصصين في المسائل الدينية، وعدم الإنسياق وراء أي شخص.

وعندما قدمت برنامج "فقه المرأة" كان يتم تقديم هذه الفكرة لأول مرة، وكانت الفكرة جديدة على المستوى الاعلامي، وواجهت هجوم بسبب ذلك، بسبب وجود معارضين لفكرة وجود ما يسمى بفقه المرأة وفقه الرجل، ولكن الغرض من هذا البرنامج هو عدم الرغبة في ذهاب النساء لغير المتخصصين من أجل الحصول على المعلومات.

- ما سبب ابتعاد الشباب عن الإذاعات والإعلام الديني؟

السبب الأساسي هو أن هذه القنوات لا تقوم بتقديم ما يريده الشباب، وما يحتاجه وهو تقديم كافة القضايا المعاصرة له بمنظور إسلامي، وبطريقة وإسلوب سهل يمكن له أن يفهمه ويستوعبه، ويجعله مهتم بالمتابعة، فبهذه الطريقة نستطيع تحصين الشباب ضد الأفكار الخاطة وربطه بالفكر الصحيح.

- هل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أعطى مساحة لعرض الأفكار الخاطئة؟

لا.. لم يعطى أي شئ لأن المصادر الصحيحة ما تزال موجودة ويمكن الإستماع إليها واللجوء إليها في أي وقت.

- ما رأيك فى القول بأن الدين و العرف ظلما المرأة ؟

لا يوجد ظلم للمرأة في الدين، فالدين الاسلامي أعطى للمرأة حقوق منذ أكثر من 1400 عام، لم تمنحها القوانين والتشريعات الغربية لها حتى الأن.. أما العرف فهو الأخر لم يظلم المرأة، بل إنه كرم المرأه، والقول بأن العرف ظلم المرأه هو مفهوم مغلوط.

- هل إنخفض صدى البرامج الدينية في الفترة الماضية ؟

الدين موجود، ولا ينخفض صداه أبدًا أو الإستماع إليه، مع مرور الزمن، وذلك لأن الإنسان عندما يقع فى أى مشكله فليس أمامه سوى اللجوء إلى الدين، وأكبر دليل على ذلك أنه وإلى الأن لاتزال إذاعة القرأن الكريم تحصد النسبة الأولى فى الإستماع بين الإذاعات الأخرى، بالرغم من وجود إذاعات الأغاني والإذاعات الدرامية والقنوات التلفزيونية.