الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
حازم عادل
منوعات ومرأة

كل ما تريد معرفته عن تاريخ البريد المصري في يومه العالمي

السبت 10/أكتوبر/2020 - 12:42 ص
البريد المصري
البريد المصري

للبريد المصري تاريخ عريق ودور هام تناولته العديد من الدراسات والكتب، خاصتًا أنه لعب دورًا كبيرًا هو نفسه في التأريخ للأحداث الكبرى والإحتفاء بالشخصيات العظيمة التي تزخر بها بقاع مصر، وتعد مصر من أوائل الدول التي عرفت البريد منذ أقدم العصور، فقد قام الفراعنة بتنظيم نقل البريد خارجيًا وداخليًا، وكانو يستخدمون سعاه يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في ذهابهم إيابهم داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج الطرق التي تسلكها القوافل .

تاريخ البريد المصري عبر العصور

عهد الفراعنة: قاموا بتنظيم نقل البريد خارجيًا وداخليًا، وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في ذهابهم وإيابهم في داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش، وأول وثيقة جاء بها ذكر "البريد" يرجع تاريخها إلى عهد الأسرة الثانية عشر حوالى 2000 قبل الميلاد، وهي وصية كاتب لوالده يطلعه فيها على أهمية صناعة الكتابة والمستقبل المجيد الذى ينتظره فى وظائف الحكومة، وقال فى رسالته: «أما ساعى البريد فإنه يحمل أثقالا فادحة ويكتب وصيته قبل أن ينطلق فى مهمته توقعا لما قد يصيبه من الوحوش والآسيويين».



عهد البطالمة: إنقسم البريد إلى شقين، قسم البريد السريع لنقل بريد الملك ووزيره وموظفي الدولة وكان يستخدم في نقله الجياد السريعة، والقسم الثاني البريد البطيئ لنقل البريد بين الموظفيين في داخل البلد.



عهد العصر الروماني: لم يكن النظام المتبع فى البريد بنفس الدقة التى كانت عليها فى العصر البطلمى، وأن كانت تلك الحقبة شهدت تنظيم البريد فى تلك الأمبرطورية الكبيرة، واستخدموا المركبات لنقل البريد وأعدوا حظائر للجياد ومحطات راحة على طول الطرق المهمة لاستبدال الجياد والسعاة وتقديم الطعام ووسائل الراحة، استعان الأغريق بالحمام الزاجل والذى كان معروف لدى الناس فى حين تلك الفترة من الزمن ، لنقل نتائج الألعاب الأوليمبية من مكان إقامتها إلى المدن البعيدة ليعرف المواطنين أخبار الفائزين، لكن كان أول استخدام فعلى للحمام الزاجل في الحروب كما ورد فى الوثائق التى عُثرَ عليها، وأيضاً حسب المصادر التاريخية، وكان في زمن الإمبراطور الروماني أوكتافيوس الثالث الذى كان يقود جيش الأمبراطورية، فهو الذي استخدم هذا النوع من الحمام وذلك  لتبادل الأخبارالهامة والخطط العسكرية مع قائد جيشه “بروتس” الذي حاصرته قوات “مارك أنطوني” في مدينة “فودليا”.



 العصر العربي: اهتم العرب بالبريد واستخدموه في نقل أخبار الدولة والتجسس على الولاة ونقل الأخبار إلى الخليفة، وساروا على نفس النظام الذي وضعه الفرس والبطالمة من قبل، ويقال إن معاوية بن أبى سفيان أول من نظم البريد في الإسلام، وفي ولاية "عبد العزيز بن مروان" على مصر وصل البريد المصري إلى درجة عظيمة، فلم يكن مقصوراً على النواحى السياسية فحسب، بل كان إلى جانب تلك الأغراض يخدم النواحى العلمية أيضاً .

عهد المماليك: عرف البريد في عهد المماليك بعدة أنواع، منها البريد بواسطة الخيل وهو ما عرف بخيل البريد، وكان موجوداً في عهد الفاطميين بين مصر والشام، ولكن في عهد بيبرس وخلفائه نظم تنظيماً دقيقاً.



عهد محمد علي باشا: لم يكن للبريد في مصر وجود بالمعنى الصحيح قبل ظهور محمد علي باشا الذي لاحظ عند قيامه بوضع الأسس والنظم الحديثة في جميع فروع الدولة وجود خلل في الاتصال بين مختلف المؤسسات الحكومية بعضها ببعض، ومن هنا نشأت فكرة البريد الحكومي للاتصال بين الجهاز الإداري المركزي الموجود وقتئذ بالقلعة في  القاهرة  وجميع الجهات في الصعيد والوجه البحري ، وأصبح ذلك نواة نظام البريد الحكومي في مصر، وكانت العمليات الحربية التي قامت بها مصر في الشام سبباً رئيسياً في أن تقوم الحكومة بإنشاء خطوط بريدية تربط بين  القاهرة  وبلاد الشام حتى يستطيع الباشا متابعة أخبار المعارك الدائرة هناك.



البريد المصري في العصر الحديث
النشأه: ترجع إلى عام 1831 حينما قامت بعض الدول الأجنبية، بناء على ما لها من امتيازات، بإنشاء مكاتب بريد في مصر قبل أن تنظم مصر بريدها وتجعله مصلحة أميرية. فأنشأت إنجلترا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر بالسويس وتم إلغاؤهما سنة 1878.

وفي عام 1836 أنشأت فرنسا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر ببورسعيد وتم إلغاؤهما عام 1931، أما المكاتب النمساوية واليونانية والإيطالية والروسية فقد أنشئت كلها بالإسكندرية في سنوات 1838، 1859، 1866، 1867، وقد تم إلغاؤها كلها في أعوام 1889، 1882، 1884، 1875، على التوالي. 

إقامة منشأة بريد: مؤسسة البريد المصري الحديث فقد بدأت عندما قام إيطالي في الإسكندرية يدعى “كارلو ميراتى” بإنشاء إدارة بريدية على ذمته لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل نظير اجر معتدل،  كما قام بنقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية من مكتبه الكائن بميدان القناصل الذي يدعى الآن ميدان سانت كاترين،  وبعد وفاته عام 1842 خلفه ابن أخته ويدعى “تيتوكينى” الذي شعر بأهمية المشروع وأشرك معه فيه صديقه “موتسى” ونهض بالمشروع حتى وطده على أقوى الأسس وأطلق عليه اسم “البوسطة الأوروبية” ،وقد احتلت هذه البوسطة مكانه هامة وظلت تباشر نقل وتوزيع مراسلات الحكومة والأفراد، وكان الجمهور عظيم الثقة بالبوسطة الأوروبية.



تمصير البريد على يد الخديوي إسماعيل
 الخديوي إسماعيل كان أول من سعى إلى تمصير البريد، لأنّ الشركة كانت مملوكة لإيطاليين، ويديرها جياكومي موتسي، وكان عدد مكاتبها لا يتعدى الـ19 مكتباً في أنحاء الجمهورية، وكانت تسمّى البوسطة الأوروبية، وتهدف إلى تقديم خدمة مراسلات الجاليات الأجنبية في مصر داخل البلاد وخارجها منذ العام 1840،  في عام 1865 أمر الخديوي إسماعيل بشراء الشركة، وأبقى على مديرها الإيطالي لإدارتها، بعدما أعطاه لقب رتبة البكوية، ليتضاعف عدد مكاتب البريد إلى 28 مكتباً، وقد شعر الخديوي إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها من ” موتسى ” بعد وفاة شريكه “تيتو كينى ” وكان ذلك في 29 أكتوبر 1864 وقد عرضت الحكومة المصرية على ” موتسى ” وظيفة مدير عام البريد وفي 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوسطة الأوربية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للبريد المصري وعيدا للبريد كل عام. وقد ألحقت مصلحة البريد في أول أمرها بوزارة الأشغال ثم نقلت تبعيتها بعد ذلك لعدة وزارات وفي ديسمبر 1865 تم إلحاقها بديوان عام المالية.



العصر الذهبي للبريد المصري
 وعلى الرغم من اختراع الهاتف في ذلك الوقت بالقرن العشرين إلا أنه كان عصر ذهبي للبريد، وذلك نظرًا لارتفاع سعر المكالمات الهاتفية ، وعدم وجود الهواتف بالبيوت، وكذلك لازدياد البريد الشخصي ونقله بالشحن الجوي الذي انتظم في كل دول العالم ، حتى ظهرت بدايات البريد الإلكتروني على شبكة أربانت “الإنترنت حاليًا”، و تطور إلى مراحل عديدة كان من بينها إرسال “راي توملينسون”سنة 1971 أول رسالة تستخدم الرمز “@” للفصل بين اسم المستخدم، وعنوان الحاسوب، كما استقر عليه الوضع اليوم.



إن هيئة البريد المصرى هى إحدى المؤسسات  العريقة التى لها تاريخ طويل، وتسعى دوما نحو تطوير خدماتها واستحداث خدمات جديدة لاستهداف شرائح جديدة من المجتمع وتعظيم إيراداتها و قدرتها على المنافسة، وذلك من خلال العمل فى إطار خطة شاملة تهدف إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين طبقاً للمعايير الدولية، وقد تُوج ذلك بعد اعتماد الاتحاد العالمى للبريد إنشاء مركز تدريب إقليمى لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا فى القاهرة ، ليكون المركز المعتمد للمنظمة الدولية فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية ،الأمر الذى يدعم سبل التعاون مع البلدان العربية والأفريقية الشقيقة ويؤكد على ريادة مصر على المستويين الإقليمى والدولى فى تقديم الخدمات البريدية المختلفة على جميع المستويات، مما يعكس مدى إدراك المجتمع البريدى الدولى للطفرة التى يشهدها البريد المصرى حالياً من خلال تحسن وتطور مستوى الأداء وتنوع الخدمات، وفق تقييمات مستوى الأداء الذى يتبعه الاتحاد البريدى العالمى دورياً .